زينب - الجزر العذراء البريطانية
منذ 4 سنوات

 فلسفة اختيار الأنبياء وبعثهم

نشكر لكم جهودكم ونتمنى لكم كل خير وصلاح . هناك سؤال نتمنى الاجابة عليه وهو: من صفات اختيار الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) السلامة من العاهات. س: فلماذا شاء الله تعالى أن يبلى النبي أيوب (عليه السلام) بالأمراض المعدية؟ س: عندما استلم الإمام علي السجاد (عليه السلام) الإمامة هل كان عليلاً أم سليماً؟


الاخت زينب المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن كل ما جاء في القرآن الكريم فهو تعاليم لنا لا تعاليم لامّة موسى أو عيسى أو أيوب أو سليمان أو داود. والله سبحانه وتعالى صنع بأيوب (عليه السلام) ما صنع لكي يدل على شيء واحد وهو : ان الله سبحانه وتعالى يرضى بان يقتل نبيّه الذي بعثه؛ لهداية الناس (( قل فَلمَ تقتلون أنبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين )) (البقرة : 91) ، (( فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بايات الله وقتلهم الانبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلاّ قليلا )) (النساء : 155) ، ((أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون)) (البقرة : 87 ). هذا التأكيد في الآيات الكريمة يعطي بأن الله سبحانه وتعالى لا يعصم نبيه عصمة مادية. أو بتعبير الحاضر عصمة فيزيائية. نعم، الله سبحانه وتعالى يعصم نبيه عصمة معنوية يعني لا يرضى بهوان رسوله ولا بهوان نبيّه، ((وايوب اذ نادى ربّه اني مسّني الضر وأنت ارحم الراحمين )) (الانبياء : 83 ). فالله سبحانه وتعالى ابتلى أيوب (عليه السلام) حيث يمتحن صبره؛ فحين ما تحوّل الامتحان الى نوع من الاستهانة من قبل الأعداء نادى أيوب ربّه فأجابه سبحانه وتعالى : ((واذكر عبدنا ايوب إذ نادى ربّه أنّي مسّني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)) (ص: 41 ـ 42) ، (( فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه)) ( الانبياء : 90). وهذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى يرضى بقتل أوليائه ولكن لا يرضى بهوانهم، فمن أراد أو عمل شيئا يهينهم فالله سبحانه وتعالى سوف ينتقم منه في دار الدنيا ويفضحه على رؤوس الأشهاد. ثم إن رسل الله سبحانه وتعالى لهم مسؤوليتان: الاولى، ابلاغ ما شرّعه الله لعباده من أحكام . والثانية، قيادة من آمن بهم؛ أي قيادة الامة، ولابد لها نوع من الخصائص والامتيازات التي بها تنقاد الامة وإلاّ الامة لا تنقاد الى عالم بعلمه وانما تنقاد لعالم يتمكن من جعل علمه مركز قوة وسيطرة عقلية لا مادية على من يؤمنون بعلمه، فالانبياء والائمة (عليهم السلام) حيث أن مسؤوليتهم الثانية قيادة أممهم فلابد وان تتوفر فيهم المزايا والخصائص التي ان توفرت في قائد تنقاد اليه الامة، فالعاهات ان كانت عاهات لا تمس كرامة النبي والولي فيصابون بها ، فالنبي والولي يصاب بالحمى لان الحمى والرمد وأمثال ذلك لا تشمئز منه النفوس، وأما البتور مثلا أو الجروح فهذه حيث النفوس تشمئز منها فالله سبحانه وتعالى يجنب رسوله او وليه منها ،ان الاساس تملّك قلوب من ينقادون اليه والناس اعتادوا ان تكون نظرتهم الحسية مدخلا للطاعة . فمن هذه الناحية العاهات تختلف : عاهات لا تشمئز منها النفوس إن أصيب بها واحد منهم وانما يعالجونه ويأتون لزيارته ، وعاهات تشمئز منها النفوس. فالله سبحانه وتعالى لا يجنب رسوله من كل مرض و من كل عاهة ،و من كل حمى ، و من كل رمد وامثال ذلك ، واما الطاعون والبتور والامراض المعدية أو الامراض التي توجب سوء المنظر فالله سبحانه وتعالى يجنب وليه ونبيه منها لانه عزوجل جعل له مسؤولية قيادة الامة . ودمتم في رعاية الله