محمد حبيب - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 وجود التفاضل بين الأنبياء

لان النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه هو الاول في رتبة الموجودات في السلسلة الطولية وبالتاكيد لم يضع النبي محمد نفسه في ذلك الموقع انما وضعه الله تعالى ... افلا يعني ذلك ان الله اختار انبياءه بنفسه وهو الذي اعطاهم صفات النبوة كالتحمل والصبر... ومن الممكن لله ان يجعل اي شخص في مقام النبوة ويعطيه الصفات المناسبة لذلك... فهل من العدل الالهي تخصيص شخص للنبوة دون سواه؟


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …إصطفاء الله تعالى لبعض انبيائه ورسله وأوصيائهم هو من باب التفضل، والذين لم يصطفيهم بالنبوة والرسالة والوصية لم يظلمهم الله تعالى بل منعهم من ذلك الفضل، الذي لا ينبغي أن يناله إلا صفوة من الناس، والناس كلهم لا يمكن أن يكونوا صفوة وهذا أمر شديد الوضوح، ومن لم يجعله الله تعالى من المصطفين لم يظلمه حتى يرد الإشكال بأن ذلك عدلا أو ليس بعدل، ولكنه لم يهبهم فضل أولئك الصفوة، فالمسألة هذه إذن من فروع الفضل الالهي وليست هي من فروع العدل. وربما يلتمس السبب في ذلك الاصطفاء فيما يقتضيه النظام من ضرورة التفاوت في المقامات والدرجات والخصائص والقابليات، فالحكمة تقتضي تقدم بعض الخلق على بعض في الشرف والرتبة والعلية والزمان وغير ذلك، وهذا الامر على السواء في السلسلتين الطولية والعرضية، ففي السلسة الطولية لابد من ترتب الخلق بحسب القرب منه عزوجل فالحقيقة المحمدية مثلا هي أقرب ما خلقه الله تعالى إليه ومنها فاضت جميع الكائنات في العوالم الإمكانيةـ وكلما قرب الشيء من المصدر كان أكثر صفاءا وابعد عن الاختلاط وإذا بعد فبالعكس، ولذلك تكون الأشعة المنبعثة أنور وأكثر إشراقا كلما اقتربت من مصدر الضوء، ويقل اشراقها بابتعادها عنه... وفيه ينكشف سر اختلاف طينة بني آدم فكلما كانت طينة الانسان أقرب إلى أصل الطينة الإنسانية قبل حصول اللطخ والخلط كلما كانت أنقى وأصفى ودمتم في رعاية الله .