الموالي - البحرين
منذ 4 سنوات

 فلسفة اختيار الأنبياء وبعثهم

ما هو الدليل القطعي على أفضلية بعض الانبياء على بعضهم؟ رغم قوله تعالى: (( آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير )) . وقوله تعالى: (( قولوا آمنا بالله وما أنزل الينا وما أنزل الى ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون )) . أما هذه الاية فتفضل الانبياء على بعض: (( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس )) . ولكم جزيل الشكر.


الاخ الموالي المحترم . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . صرّحت الآية الشريفة : (( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم الله ورفع بعضهم درجات … )) (البقرة : 253) بوجود تفضيل الهي واقع بين الانبياء (عليهم السلام)، ففيهم من هو أفضل وفيهم من هو مفضّل عليه ، وللجميع فضل فإن الرسالة في نفسها فضيلة وهي مشتركة بين الجميع . كما صرّحت بوجود اختلاف في علو مقاماتهم وتفاوت درجاتهم مع اتحادهم في أصل الفضل وهو الرسالة ، واجتماعهم في مجمع الكمال وهو التوحيد . وأمّا بالنسبة إلى قوله تعالى: (( آمن الرسول بما أفنزل إليه من ربّه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحد من رسله …)) (البقرة 285) ، فلا يدلّ على عدم تفضيل الله تعالى بعض الأنبياء على البعض الآخر، وقوله: (( لا نفرّق بين أحّد من رسله )) هو لسان حال المؤمنين، فالمؤمنون كلّ منهم آمن بالله تعالى وبملائكته وبكتبه وبرسله، لا يفرّقون بين أحد من الرسل، بخلاف اليهود فانهم فرّقوا بين موسى (عليه السلام) وبين عيسى (عليه السلام) ومحمد (صلى الله عليه وآله)، وبخلاف النصارى فانهم فرّقوا بين موسى(عليه السلام) وعيسى(عليه السلام) وبين محمّد (صلى الله عليه وآله) فانشعبوا شعباً وتحزّبوا أحزاباً، مع ان الله تعالى خلقهم أمّة واحدة على الفطرة ، وعدم تفريق المؤمنين بين الرسل لا يدل على عدم وجود تفاضل بين الرسل عند الله تعالى. ونفس هذا الكلام يأتي في قوله تعالى: (( وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملّة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين * قولوا آمنّا بالله وما انزل إلينا وما انزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون )) (البقرة : 135 و 136)، فالآية المباركة في صدد بيان جواب المؤمنين لليهود والنصارى ، وانهم لا يفرّقون بين أحد من الأنبياء، فيؤمنون ببعض ولا يؤمنون بالبعض الآخر ، وإنّما يعتقدون بجميعهم . ودمتم في رعاية الله