ما فائده عصمه الإمام وهوه لم يحافظ حتى على القرآن

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ١- إن القرآن الموجود بأيدي الناس هو القرآن النازل على قلب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، لذا لا حاجة لأن يحفظه الإمام للناس، وأما مسألة مزق القرآن فما كلّ فعل يستطيع المعصوم النهي عنه، فهو يعمل ضمن قدراته التي أتاحها الله تعالى له، كما هي سيرة الأنبياء جميعا، فما كان خارجا عن قدرته لا يكون مسؤولا عنه أمام الله تعالى ولا أمام الناس. ٢- إن عدم قدرة الإمام المعصوم على المنع من حرق القرآن لا علاقة لها بعصمته أصلا، لأنه حال عدم قدرته غير مكلف بالمنع من حرق القرآن. ٣- إن عصمة الأئمة لها أثر ديني كبير جدا، فالمعصوم لعصمته تؤخذ منه العقائد الدينية، والأخلاق، والأحكام الشرعية، وبالعصمة ثبتت حجيته علينا، فلا يصح قياس العصمة بموقف لا علاقة له بها، ثم نفي فائدتها. ٤- لا يصح التعامل مع بحث عقائدي على أساس هذه الطبيعة من الأسئلة، لأن العقيدة تؤخذ من النصوص الدينية، الكتاب والسنة، ثم إذا ثبت بالنصوص فلابد أن يؤمن به الإنسان ما دام مؤمنا، لا أن ينطلق من واقعة لا يعرف ملابساتها التفصيلية ثم يرفض عقيدة من العقائد، كما صنعتم في اعتراضكم. ٥- وهي المهم في المقام، أن الحفاظ على القرآن الكريم يكون بالعلم به، والعمل بأحكامه، وتجسيد أخلاقه ومواعظه، ونشر تعاليمه بين الناس، وكل هذه الأمور قد حافظ عليها أئمة أهل البيت عليهم السلام كابرا عن كابر، والتأريخ الإسلامي يشهد لهم بذلك، حتى من يخالفهم في المذهب، إلا المعادين لهم.