نجبع علي - لبنان
منذ 4 سنوات

 علمها بان الانسان يسفك الدماء

ما تعريف الوحي؟؟


الأخ نجبع المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم ص 148 قال : الوحي لغة : هو الاعلام في خفاء, ولكن ما هو الوحي الإلهي الذي اختص به الله سبحانه النبيين من عباده, وتجلى بشكل واضح في القرآن الكريم؟ وبصدد الإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نقول : إن كل فكرة يدركها الانسان فهي ترتبط في وجودها - بسبب أو بآخر - بالله سبحانه وتعالى خالق الانسان ومدبر أموره, لان الله تعالى هو مسبب الأسباب, ولذا تنسب إليه الأشياء في القرآن الكريم, ولكن شعور الانسان تجاه مصدر هذه الفكرة - بالرغم من إدراكه العقلي لهذه الحقيقة - قد يكون مختلفا, ونذكر انحاء ثلاثة لهذا الشعور : أولاً: أن يشعر بأن الفكرة نابعة من ذاته ووليدة جهده الخاص وادراكه الشخصي. وهذا الشعور هو ما نحس به في حالات الادراك الاعتيادية تجاه أفكارنا العادية أو المبتكرة نتيجة الجهد العلمي فإننا - مع اعتقادنا بأن أفكارنا منسوبة إلى الله تعالى على أساس أنه الخالق المدبر لعالم الوجود بجميع مقوماته, ومنه قدرتنا على التفكر - نشعر وكأن هذه الفكرة وليدة هذا المزيج المركب الذي أودعه الله في أنفسنا, وناتجة عن مجموعة المواهب والقدرات الشخصية لنا. ثانياً: ان يشعر الانسان بأن الفكرة قد القيت إليه من طرف آخر وجاءته من خارج ذاته, وشعوره هذا بدرجة من الوضوح بحيث يحس بهذا الالقاء والانفصالية بين الذات الملقية والذات المتلقية, ولكنه مع ذلك كله لا يكاد يحس بالأسلوب والطريقة التي تمت فيها عملية إلقاء الفكرة. وهذا النحو من الشعور تجاه الفكرة هو ما يحصل في حالات (الالهام) الإلهي. ثالثاً: أن يصاحب الشعور الحسي الذي شرحناه في فقرة الثانية, شعور حسي آخر بالطريقة والأسلوب الذي تتم به عملية الالقاء والاتصال, وهذا الحس والشعور - سواء الحس بأن الفكرة جاءت من اعلى أو الحس بأن مجيئها كان بالأسلوب الخاص - لا بد فيه ان يكون واضحا وجليا وضوح ادراكنا للأشياء بحواسنا العادية, غاية الامر في موارد الادراك بالحواس العادية (السمع والبصر واللمس) يكون التلقي بالوسائل المادية التي هي طرق الاثبات العلمية المادية, واما التلقي إذا لم يكن بالأدوات الحسية أو كان ولكن الطرف الآخر في الالقاء كان غير حسي فهذا هو ما يحدث في حالات (الوحي) إلى الأنبياء, أو على الأقل ما حدث في وحي القرآن الكريم إلى نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) ودمتم في رعاية الله