محمد - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 هل قدرة الأئمة (عليهم السلام) في طي الأرض تعد من المعاجز؟

لنا تساؤل حول موضوعكم المطروح وهو : انه قد ورد في قوله تعالى (( قَالَ عِفرِيتٌ مِنَ الجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن تَقُومَ مِن مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدَّ إِلَيكَ طَرفُكَ )) فبيّنٌ في هاتين الايتين ان الجن لهم قدرات خارقة للعادة لا يمكن ان تكون خفة يد أو إيهام للناس لذا لا اراه ضمن ما قلتم به "ان السحر ليس فيه خرق للعادة بل هو امر عادي يخفى سببه على اكثر الناس ولكن الذي له معرفة يسهل له العلم بسببه" فلو أن رجلا كان له جِن مثلا وللجن هذه القدرات الخارقة فكيف يميز صاحب هذه الدعوة عن غيره ؟! وقد جاء بشيء خارق للعادة وليس امراً يخفى عن الناس حقيقته ؟!


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا: لا نسلم أن أفعال الجن على عهد نبي الله سليمان (عليه السلام) تندرج تحت مفهوم السحر، بل إن الله تعالى قد سخرهم لنبيه ليقموا بأعمال لا يقدر عليها الأنس في العادة، قال تعالى: (( يَعمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكرًا وَقَلِيلٌ مِن عِبَادِيَ الشَّكُورُ )) (سبإ:13)، مع ملاحظة أن الجن اصناف كثيرة وليس كل من يصدق عليه أنه من الجن فهو قادر على أن يقوم بتلك الاعمال المذكورة، فلا ملازمة إذن بين ما يقوم به الجن من اعمال وبين الأوهام والتخييلات السحرية التي يلجأ إلى التمويه بها السحرة سواء أكانت تسمى خفة يد أو غيرها، نعم بعض تلك التخييلات تكون بسبب الجن. ثانياً: إن المعجزة كما أوضحنا هي الامر الخارق أو خصوص الامر الخارق للناموس الطبيعي، وما اقترحه الجني على سليمان عليه السلام بنقل عرش بلقيس إليه قبل أن يقوم من مقامه، ليس هو من قبيل خرق الطبيعة ولكنه علم قد خفي على الناس أسبابه، ولعل العلم المعاصر قد توصل إلى مثله فيما يتعلق بسرعة النقل وطي المسافات... إنما المعجز على سبيل المثال هو عصا موسى عليه السلام التي كانت تتحول إلى أفعى ثم تلقف ما يأفكون وتحيل ما تلقفه إلى عدم محض، وطب عيسى عليه السلام الذي كان يعيد الميت الى الحياة بعد مفارقة الروح، وناقة صالح وفصيلها التي ظهرت من جوف صخرة في جبل، ونحو ذلك... فهذه هي معجزات الانبياء التي لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يعمل مثلها الجن والانس، ولا سبيل للعلم أن يصل إلى تكرارها ولو بعد آلاف السنين, ذلك لأن العلم يشتغل في نطاق الممكن وبحسب القوانين الطبيعية، وأما ما هو خارج عن طوق القانون والناموس الطبيعي فلا يمكن أن يصل إليه العلم. ودمتم في رعاية الله

1