السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، في هذا الشأن - لمَن قصد زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) - نذكر لكم هذه الروايات الشريفة:
- منها: ما رواه في كامل الزيارات بسنده عن علي بن الحكم عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): «بلغني انَّ قوماً إذا زاروا الحسين (عليه السلام) حملوا معهم السِفَر فيها الحلاوة والأخبصة وأشباهها، ولو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا معهم هذا»(١).
- ومنها: ما رواه بسنده عن الصالح بن السندي عن رجل يقال له ابو المضا قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): «تأتون قبر أبي عبد الله (عليه السلام)؟ قلتُ: نعم، قال: أفتتخذون لذلك سِفراً؟ قلت: نعم، فقال: أما لو أتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك؟ قال: قلت: ايَّ شيء نأكل؟ قال: الخبز واللبن»(2).
- ومنها: ما رواه بسنده عن المفضل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «تزورون خير من أن لا تزورون، ولا تزورون خير من أن تزوروا، قال: قلت: قطعت ظهري، قال(عليه السلام): تالله، إنَّ أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيباً حزيناً وتأتونه أنتم بالسفر، كلا حتى تأتونه شعثاً غبراً»(٣).
فمثل هذه الروايات ظاهرة في كراهة تخيُّر ما يُستطاب من الاطعمة والتزُّود بها عند قصد زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، نعم لا يظهر من رواية أبي المضا كراهة أكل غير الخبز واللبن فإنَّ من غير المحتمل وجود خصوصية تعبدية لهذين الصنفين من الطعام، فالظاهر من الرواية انَّه لا ينبغي لزوار الحسين (عليه السلام) في كربلاء اختيار الاطعمة التى تهفو إليها النفوس وتبتهج عند تناولها فإن ذلك منافٍ لما ينبغي ان يكون عليه زوار الحسين (عليه السلام) من استشعار الحزن والمواساة لسيد الشهداء (عليه السلام).
فقد ورد عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال: «إذا أردتَ زيارة الحسين (عليه السلام) فزره وأنت كئيب حزين مكروب، شعث مغبر، جائع عطشان، فاّن الحسين قُتل حزيناً مكروباً شعثاً مغبراً جائعاً عطشاناً، وسله الحوائج، وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا»(٤).
والحمد لله رب العالمين.
(الشيخ محمد صنقور -بتصرف-)
_________________________________
(١) وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج١4، ص٥٤١.
(٢) كامل الزيارات، جعفر بن محمد بن قولويه، ص٢٤٩.
(٣) وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج١١، ص٤٢٢.
(٤) كامل الزيارات، جعفر بن محمد بن قولويه، ص٢٥٢.