السلام عليكم
يبدو أن المراد منه ذروة الحب و الهيام بحيث يصل بصاحبه إلى حد التضحية بنفسه ومايملك في سبيل المحبوب كما حدث ذلك لإبراهيم عليه السلام عندما ضحى بنفسه طلباً لمودة الله تعالى فحطم الأصنام غيرُ مبالي بإلقائه بالنار منادياً -كما في سورة الأنبياء-:(( أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ(68))
ولم يضعف حبه حتى جعل الله تعالى تلك النار بردا وسلاماً عليه((قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ))(الانبياء 69)
وعرَّض ولده للذبح مضحياً به في سبيل الله تعالى، كما في سورة الصافات:
((فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ(107))
إن هذا هو المعنى المناسب لعنوان الحب الابراهيمي .
ولا يناسب هذا النوع من الحب و الهيام محبوباً غير إلهي .
أما ذا قصد من العنوان المذكور(الحب الابراهيمي) مجرد الحب لله دون الالتزام بالأحكام (عمل الواجبات و ترك المحرمات)فهو تفسير خاطيء يُقصد به التضليل، فإن مثل هذا الحب الذي لا يجعل من المحب مستعداً للتضحية بالمحرمات ليس من شأنه أن يكون حباً ابراهيميا.