logo-img
السیاسات و الشروط
( 26 سنة ) - السعودية
منذ 8 أشهر

تفسير آية عدم رضا اليهود والنصارى

السلام عليكم يقول تعالى في سورة البقرة: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (١٢٠)﴾. ماهو تفسير الآية؟ أنا أتساءل لأني أرى بعض اليهود لا يقبلون بما يجري من إبادة للفلسطينيين، فكيف يكون تفسير هذه الآية؟ أنا مؤمن بالله وأهل البيت (عليهم السلام) ولكن مجرد سؤآل فقط. وشكراً لكم.


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب ولدي العزيز، جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي، ج١، ص(٢٦٥): (بيان) قوله تعالى: ﴿ولن ترضى عنك اليهود ولا النصاري﴾، رجوع إلى الطائفتين بعد الالتفات إلى غيرهم، وهو بمنزلة جمع أطراف الكلام على تفرقها وتشتتها، فكأنه بعد هذه الخطابات والتوبيخات هم يرجع إلى رسوله ويقول له: هؤلاء ليسوا براضين عنك، حتى تتبع ملتهم التي ابتدعوها بأهوائهم ونظموها بآرائهم، ثم أمره بالرد عليهم بقوله: ﴿قل ان هدى الله هو الهدى﴾ أي أن الاتباع إنما هو لغرض الهدى ولا هدى إلا هدى الله والحق الذي يجب أن يتبع وغيره - وهو ملتكم - ليس بالهدى، فهي أهوائكم ألبستموها لباس الدين وسميتموها باسم الملة، ففي قوله: ﴿قل إن هدى الله.. إلخ﴾، جعل الهدى كناية عن القرآن النازل، ثم أضيف إلى الله فأفاد صحة الحصر في قوله: ﴿إن هدى الله هو الهدى﴾ على طريق قصر القلب، وأفاد ذلك خلو ملتهم عن الهدى، وأفاد ذلك كونها أهوائاً لهم، واستلزم ذلك كون ما عند النبي علماً، وكون ما عندهم جهلاً، واتسع المكان لتعقيب الكلام بقوله: ﴿ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جائك من العلم، ما لك من الله من ولي ولا نصير﴾، فانظر إلى ما في هذا الكلام من أصول البرهان العريقة، ووجوه البلاغة على إيجازه، وسلاسة البيان وصفائه. (انتهى). أما بالنسبة لموقف بعض اليهود من قضية فلسطين، فمن المهم أن نفرق بين اليهودية كدين وكمعتقد وبين مواقفهم السياسية. هناك بالفعل يهود يقفون ضد سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، بما في ذلك الاضطهاد والتهجير، ويدعون إلى التعايش السلمي لأنهم لا يريدون التعامل بالمثل فتقع نتائج الحروب عليهم أنفسهم وهذا ما لا يريدوه خوفاً من عواقبه، ولكن ما فائدة هذا الموقف على أرض الواقع، مجرد موقف سياسي لا أكثر ولا أقل. الخلاصة: من المهم التفريق بين المعتقدات الدينية والمواقف السياسية، فالمواقف السياسية تختلف بين الأفراد والجماعات في داخل الدين الواحد. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.