الدليل العقلي على وجود المعاد
ما هو الدليل العقلي على يوم القيامة ووجوب هذا الأمر. أي يجب ان يكون هناك يوم يقال له القيامة أو الساعة الى ما غير ذلك، فما هو الدليل العقلي فقط ؟ ولكم خالص شكري وتقديري والسلام.
الأخ سيد سعيد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لزوم العمل بالعدل والاجتناب عن الظلم من فروع التحسين والتقبيح العقليين اللذين هما من أحكام العقل العملي، فمن قال بلزوم فعل الحسن واجتناب القبيح يرى العمل بالعدل واجباً لكل فاعل مريه مختار من غير فرق بين ان يكون ممكنا أو واجبا، لان الحسن حسن على كل حال والقبيح قبيح كذلك. ثم إن اثابه المطيعين من باب التفضل منه سبحانه لانهم يطيعونه تعالى بفضل ما أنعمه عليهم من النعم الوجودية كما أن عقاب العصاة حق محض له ، فله أن يعفو عنهم ، هذا هو حكم العقل إذا لوحظا مستقلين. ولكن العباد ينقسمون الى قسمين : فهم بين مطيع وعاص والتسوية بينهم بصورها المختلفة خلاف العدل، فانه لو اثاب الجميع أو عاقب الجميع أو تركهم سدى من دون ان يحشروا في النشأة الأخرى كان ذلك كله على خلاف العدل ، وخلاف ما يحكم به العقل من لزوم كون فعله تعالى حسنا ، فهنا يستقل العقل بانه يجب التفريق بينهما من حيث المصير والثواب والعقاب ،وبما ان هذا غير متحقق في النشأة الدنيوية فيجب ان يكون هناك نشأة أخرى يتحقق فيها ذلك الميز ويفرق فيه بين المطيعين والعاصين وهو المعاد ودمتم في رعاية الله