وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولدي العزيز، رزقكم العفة والنجابة وصانكم من المعاصي.
يا مؤمن، ترتكز الأخلاق على أصول أربعة؛ هي الشجاعة والوهم والعفة والعدالة، والعفة لها فروع كثيرة ترتبط بها وترجع إليها. والعفة هو البقاء على حدِّ الاعتدال بين الإفراط والتفريط، وحد الاعتدال فيها هو عدم الميل بالشهوة إلى طرفي الإفراط والتفريط، وهي القوة والملكة المعادلة لقوة الشهوة البهيمية. والعفة عفتان عفة البطن وعفة الفرج، والعفة فيهما تكون الاعتدال بين الفجور والخمود.
وللعفة جنود وأعوان، منها الحياء، والورع، والصبر، والزهد، والقناعة، السخاء، وغير ذلك، وهذه جميعها تعين العفة، وهي في هذا تشترك بين الرجل والمرأة، ولا يفرق أحدهما عن الآخر.
وعليه، يا نور العين، العفة هو البقاء تحت حدود الله تعالى وشرعه، وأخلاق النبي وأهل بيته عليهم السلام، ولا يتعدى العبد حدود الخُلق والشرع في الشهوة، وكلّ تعدي للدين في فعل الشهوة، أو ممارسة غير أخلاقية شهوانية تعدّ خروجاً عن دائرة العفة والاعتدال فيها. فالنظر المحرم مثلاً، والممارسات الجنسية غير المشروعة، وعدم الحياء والتهتك، وضمور الغيرة، وغير ذلك هو خروج عن العفة.
هذا، وعفاف الرجل هو وقوفه على حدود الشرع لا يتهتك في شهوته وميله الجنسي في فعله وقوله وحركته.
والحمد لله الحي الحليم.