وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي العزيزة، رزقكم الله الصبر وتحمل أحكام الدين والشريعة والعمل بها.
يا مؤمنة، الدنيا فيها ابتلاءات ومشاكل كثيرة، ومن تلك الابتلاءات هو أن يبتلى العبد بمرض أبويه وما شابه ذلك، وهنا يجب القيام بواجباتهما وبكل ما يمكن أن يكون براً بهما، ولا يجوز سبهما ورفع الصوت عليهما، وما يستتبع ذلك.
وعليه، يجب عليكم التوبة والندم والاستغفار، حتى تدركوا أن الله عفى عنكم ولا يصيبكم بمثل ما قدمتموه لها. ولذا يلزمكم القيام بما يمكن أن يكفّر عنكم ذنب الإساءة إلى الأم حال مرضها، بمثل الصلاة عنها وكذا الصيام، أو ما شابه ذلك من العبادات كالزيارة وقراءة القرآن نيابةً عنها، حتى تكونون عند ذلك من البارين بها، وإن كنتم سابقاً عاقين لها. وعندها سوف يتبدل ما كان من سوء التعامل معها إلى حسن وصلاح، ويعفو عند ذلك الله عنكم، وتكتبون عنده من البارين الرحيمين بهما.
والحمد لله لعفوه عنّا.