السلام عليكم
كيف كانت طريقة زفاف السيدة الزهراء (عليها السلام ) بزواجها من أمير المومنين (عليه السلام) ؟ وهل صحيح قصة ضرب الدف بزواج الزهراء عليها السلام؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مرحبًا بك أيها السائل الكريم
إنّ ذكر اسم الله تعالىٰ في مقدمات الزواج يضفي قيمة معنوية عليه، ويربطه بخالق الوجود الأكبر، مما يسهم في استمرار العلاقة الزوجية لاستنادها إلىٰ ركن قويم وتربية روحية صالحة.
وزواج الزهراء عليها السلام باركت له السماء قبل الأرض، وكبرت له الملائكة قبل البشر، فكبّر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وكبر الصحابة، ووقع التكبير علىٰ العرائس من يوم زفافها، وجرت السُنّة به إلىٰ يوم القيامة.
روىٰ الشيخ الطوسي وغيره بالاسناد عن الإمام موسىٰ بن جعفر عن أبيه عن جده عليه السلام عن جابر بن عبدالله، قال: لما كانت ليلة زفاف فاطمة عليها السلام أتىٰ النبي صلى الله عليه و آله و سلم ببغلته الشهباء، وثنىٰ عليها قطيفة، وقال لفاطمة: « اركبي »، وأمر سلمان أن يقودها، والنبي صلى الله عليه و آله و سلم يسوقها، فبينا هو في بعض الطريق إذ سمع النبي صلى الله عليه و آله و سلم وجبةً، فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفاً، وميكائيل في سبعين ألفاً. فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: « ما أهبطكم إلىٰ الأرض؟ » قالوا: جئنا نزفُّ فاطمة إلىٰ علي بن أبي طالب فكبّر جبرائيل، وكبّر ميكائيل، وكبّرت الملائكة، وكبّر محمد صلى الله عليه و آله و سلم، فوقع التكبير علىٰ العرائس من تلك الليلة. ١.
وروى ابن شهرآشوب عن الخطيب في تاريخه وابن مردويه وابن المؤذن وشيرويه الديلمي بأسانيدهم عن ابن عباس وجابر، قالا: لمّا كانت الليلة التي زفت فاطمة عليها السلام إلىٰ علي عليه السلام كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمامها، وجبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك من خلفها، يسبّحون الله ويقدسونه حتىٰ طلع الفجر. ٢.
وعن كتاب ( مولد فاطمة ) عن ابن بابويه ـ في خبر ـ قال: أمر النبي صلى الله عليه و آله و سلم بنات عبدالمطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة، وأن يفرحن ويرجزن ويكبّرن ويحمدن، ولا يقلن ما لا يرضي الله، فارتجزت أُمّ سلمة وعائشة وحفصة ومعاذة أُمّ سعد بن معاذ، وكانت النسوة يرجعن أوّل بيت من كل رجز، ثم يكبّرن، ودخلن الدار، ثم أنفذ رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم إلىٰ علي ودعاه إلىٰ المسجد، ثم دعا فاطمة عليها السلام فأخذ بيدها ووضعها في يده، وقال: « بارك الله في ابنة رسول الله ». ٣.
وفي حديث أُمّ سلمة: أنّه صلى الله عليه و آله و سلم أخذ عليّاً بيمينه، وفاطمة بشماله، وجمعهما إلىٰ صدره، فقبّل بين أعينهما، ودفع فاطمة عليها السلام إلىٰ علي عليه السلام وقال: « ياعلي، نعم الزوجة زوجتك » ثم أقبل علىٰ فاطمة عليها السلام وقال: « يافاطمة، نعم البعل بعلك »، ثم قام معهما يمشي بينهما حتىٰ أدخلهما بيتهما الذي هيّىء لهما، ثم خرج من عندهما، فأخذ بعضادتي الباب. فقال: « طهركما الله وطهّر نسلكما، أنا سلمٌ لمن سالمكما ، أنا حربٌ لمن حاربكما، أستودعكما الله واستخلفه عليكما ». ٤.
ودمتم في رعاية الله تعالى
———————————
١-أمالي الطوسي : 258 / 464.
٢- المناقب 3 : 354.
٣-المناقب 3 : 354. وبحار الأنوار 43 : 115.
٤- كشف الغمة / الاربلي 1 : 361.