فراس - الجزر العذراء البريطانية
منذ 4 سنوات

 ليس قرآنا كما يدعيه الخصوم

الا تعتقدون ان وجود وثيقة سرية مثل هذا ( مصحف فاطمة ) يخالف المفهوم القرآني بايصال العلم الى المؤمنين وعدم حجبه كما كان يفعل علماء اليهود


الأخ فراس المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد ثبت شرعاً وعقلاً أن الناس متفاوتون في قابلياتهم الذهنية كالذكاء و الفهم وقوة الحدس وما أشبه، وكون المرء مؤمناً أو غير مؤمن لا يزيد شيئاً في هذه القابليات، ولذلك فقد أمر الله الأنبياء بمخاطبة الناس على قدر عقولهم، وكان النبي (ص) يؤثر بعض أصحابه بشيء من العلوم ويمنعها عن الآخرين كما آثر حذيفة بن اليمان بمعرفة أهل النفاق وآثر سلمان بأسرار لا يحتملها ممن هو دونه في القدرات العقلية والروحية ، وهكذا جرت عادة العلماء بصون الأسرار وصون الحكمة عن غير أهلها، وأطلقوا على بعض الدقائق العلمية والعقلية تسمية (المضنون به على غير أهله) ، وشواهد هذا الحظر للمعارف الخاصة والعلوم الدقيقة كثيرة في التاريخ. ومصحف فاطمة (صلوات الله عليها) هو مدوّنة علمية على درجة عالية من السرية لأن فيها حوادث المستقبل وأسماء الملوك وأصحاب الفتن ، وفشو هذه الأمور لدى المؤمنين لا يؤمن منه عدم احتمالهم لها من جهة كما لا يؤمن تسربها إلى غير المؤمنين من جهه أخرى, ويترتب على كلتا الحالتين مفاسد إجتماعية ودينية كبيرة. ثم يجب عليك أن تميّز بين ما ينبغي إفشاؤه ليعلم به المؤمنون وبين ما لا ينبغي، والذي أشرت إليه في سؤالك ليس له إلا مورد واحد، وهو كليات أصول الدين والشرعيات والتكاليف التي يستوي في أمتثالها جميع المؤمنين، لأن عدم إفشاء هذه الأمور يترتب عليه تعطيل لحدود الله وشريعته والتفقه في دينه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أما سائر العلوم الأخرى فلا نسلم أنها مما يجب إفشاؤه بين المؤمنين وقد ذكرنا الوجه فيه. ونضيف عليه: ان المصلحة والحكمة تقتضي في كثير من الأحيان كتمان بعض العلوم ، ليس بسبب عدم احتمال الناس لها فحسب، بل لإمكان استغلالها في تقوية جانب غير المؤمنين فتتحول بيدهم إلى وسيلة إفساد وفتنة. أما مقارنتك أهل البيت (عليهم السلام) أو شيعتهم باليهود الذي يخفون وثائقهم التي هي دسائس ومؤمرات ضد البشرية، فلا وجه له أصلاً، فضلاً عن أنها تنم عن أحقاد لا تليق بأهل العلم. ودمتم في رعاية الله