بالنسبة لآية الوضوء الواردة في سورة المائدة،هل صحيح ان (وأرجلكم) معطوفة على (اغسلوا)، حيث أن الأية تقول (( امسحوا بروؤسكم وأرجلكم )) ، ولست ضالعة بقواعد اللغة العربية ، فهي معطوفة على من ؟
أرجو افادتي بأقرب وقت ممكن.
وجزاكم الله خيرا
الأخت سارة حسين المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في قوله تعالى: (( وارجلكم )) ثلاث قراءات:
القراءة بالرفع: ووصفت هذه القراءة بالشذوذ, والوجه بالرفع قالوا: بأن الرفع هذا على الإبتداء, وكل مبتدأ يحتاج إلى خبر, فقال بعضهم: الخبر مغسولة, يعني: وأرجلكم مغسولة.
وقال الزمخشري في (الكشاف 1 / 611) وغيره: بأن تقدير الخبر مغسولة لا وجه له, لأن للطرف الآخر أن يقدر ممسوحة.
وقال الآلولسي في (روح المعاني 6 / 77): وأما قراءة الرفع فلا تصلح للاستدلال للفريقين, إذ لكل أن يقدر ما شاء, القائل بالمسح يقدر ممسوحة والقائل بالغسل يقدر مغسولة.
وأمّا القراءة بالجر: ووجه هذه القراء واضح, لأن الواو عاطفة: تعطف الأرجل على الرؤوس, والرؤوس ممسوحة فتكون الأرجل أيضاً ممسوحة.
وأمّا القراءة بالنصب: ووجه هذه القرا ءة واضح, لأن الواو عاطفة على محل الجار والمجرور, يعني: على محل كلمة: ((رؤوسكم )), ومحل (( رؤوسكم )) منصوب, والعطف على المحل مذهب مشهور في النحو, ولا خلاف في هذا على المشهور بين علماء النحو, فيكون حكم الأرجل المسح كما هو في الرأس, بناء على العطف على محل ((رؤوسكم )).
وتجدون الاعتراف من كبار علماء أهل السنة على أن قراءة الجر والنصب على وجوب المسح دون الغسل (راجع المبسوط للسرخسي 1 / 8, شرح فتح القدير 1 / 11, المغني لابن قدامة 1 / 151, تفسير الرازي 11 / 161), وغيرها كثير.
ودمتم في رعاية الله