حسن كامل ( 18 سنة ) - العراق
منذ 6 أشهر

تحليل علمي لرواية كسر ضلع الزهراء

ان وصف قضية كسر ضلع انها متواترة لا تصح فالمتواتر جمع من محدثين يستحيل تؤاطهم على كذب وراوية كسر ضلع اسانيدها ضعاف ومجاهيل وكذابون وفوق هذا متونها متناقضة. واذا سلمنا بهذا الكلام يكون إلزام علينا ان تواتر تحريف القرآن صحيح ؟ ودعوى اجماع الطوسي غير صحيحة يخالفه النساب ابا حسن العمري. اضافة ان رواية كسر الضلع في كتاب الأختصاص منسوب كذبا للشيخ المفيد ولم يذكر أي احد من قرون خمسة عدا سليم وهو محل نزاع الحادثة الى قرن خامس؟ ما جوابكم؟


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً و سهلاً بكم في تطبيق المجيب. الجواب عما تفضلت به يقع في عدة نقاط: 1- لا يُشترط في تواتر الخبر وثاقة الناقلين، و إنما المدار على حصول العلم من إخبارهم كما صرّح علماء الحديث و الدرايةو أصول الفقه بذلك،علاوة على أنّ ليس كل طرق إثبات حادثة الهجوم على بيت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والتجاوز على مقامها الشريف و حرمتها المقدسة و كسر ظلعها المبارك ضعيفة. 2- من الواضحات في علم الحديث أنّ حصول التنافي بين بعض الروايات في بعض تفاصيل الحادثة والواقعةلايضر بأصل ثبوت الحادثةو الواقعة، فلذلك قد يقر علماء الحديث أو التأريخ بصحة واقعة تاريخية ما ولكن لا يقرون صحة بعض تفاصيلها. و مما ينبغي أن يُعلم ليس كل ما بدا في بادئ الرأي أنّه تنافي و تناقض كان الأمر كما بدا ،إذ في كثير من الأحيان ما يبدو الأمر كذلك ولكن بالتدقيق و الفحص و التأمل يرتفع التنافي ويزول التناقض البادي في بادئ الرأي، فعلى سبيل المثال: نجد روايات تذكر حادثة معينة أنّها حصلت في كذا مكان كنزول جبرائيل (عليه السلام) بآية معينة، و نجد رواية أخرى تقول عن نفس الآية:نزلت الآية الكذائية في بيت فلانة ؛فيبدو الأمر متناقض و متنافٍ ولكن بإعمال الرويّة نجد أن لا تنافٍ بين الأمرين إذ كل راوٍ نقل ما عرف به؛فلا تنافٍ ولا تناقض و لا تضاد بين المُثبتات إلا بدليل خارجي،ومن الوارد جداً أن تكون الآية قد نزلت مرتين؛ ثم نقول:الراوي الأول يشهد بنزولها في المكان الكذائي والراوي الثاني يشهد بنزولها في المكان الكذائي فيُؤخذ بمدلول كلا الخبرين بعد توفر مقتضي حجية الخبر و تحقق شروطه و ارتفاع موانعه،و نلتزم بنزولها مرتين بمقتضى مدلول الخبرين. فأرجو التأمل. 3-روايات تحريف القرآن الكريم ليست متواترة،و قد قامت أدلة أقوى منها،وأصح سنداً ،و أوضح دلالة،و أكثر قبولاً بين علماء الشيعة فكان الترجيح لسلامة القرآن الكريم؛ولذلك صار القول المشهور والمقبول بين علماء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)القول بعدم تحريف القرآن العزيز . فقياسكم تلك بهذه قياس مع الفارق . 4-روايات الحادثة المذكورة لا تنحصر بما ذكرت من كتب، علاوة على أنّ الكتب التي ذكرتها ثابتة عند بعض المحققين،و إليك بعض الكتب التي تنفعك في المقام: 1- إحراق بيت فاطمة في الكتب المعتبرة عند أهل السنة،للشيخ حسين غلامي. فهو دراسة في مصادر واسناد قضية إحراق البيت التاريخية. 2- محنة فاطمة بعد وفاة رسول اللَّه(صلى الله عليه و آله)، للشيخ عبد الله الناصر، فقد اعتمد على نصوص تاريخية من مصادر السنة المعتمدة. 3- المحسن السبط مولود أم سقط، للعلامة الكبير و المحقق الخبير السيد محمد مهدي الخرسان. و الثالث أهمها ؛فعليك بالاهتمام به،و بقراءته بوعي و إتقان . و دمت بخير .

1