توافق الحديث مع بناء الحضارة الإسلامية
السلام عليكم قال رسول الله (ص): يا ابن مسعود لا تغرس الأشجار ولا تجر الأنهار ولا تزخرف البنيان ولا تتخذ الحيطان والبستان فإن الله تعالى يقول ( ألهاكم التكاثر ) ، المصدر : بحار الأنوار هل هذا الحديث صحيح؟ وهل ينسجم مع متطلبات بناء الحضارة التي ينادي بها الاسلام؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بالسائل الكريم وردت الرواية في كتاب (مكارم الأخلاق)، الشيخ الطبرسي، صفحة (٤٥٢)، مرسلة. ومتن الرواية هو: ((يا ابن مسعود: لا تغرس الأشجار ولا تجر الأنهار ولا تزخرف البنيان ولا تتخذ الحيطان والبستان، فإن الله تعالى يقول: ألهاكم التكاثر )). والظاهر من متن الرواية أنّه عدم التعلق القلبي في هذه الأمور؛ لأنّها من حطام الحياة الدّنيا الفانية، وقرينة ذلك ما ورد في بعض فقرات الرواية عبارة (ولا تزخرف البنيان)، وليس المراد هو عدم غرس الاشجار وقطع النسل، فهذا خلاف ما ورد في الروايات، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها))(١). وعنه (صلى الله عليه وآله): ((ما من مسلم يزرع زرعا أو يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كانت له به صدقة))(٢). وعنه (صلى الله عليه وآله): ((ما من رجل يغرس غرسا إلا كتب الله له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغرس)(٣). وعنه (صلى الله عليه وآله): ((من نصب شجرة وصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر، كان له في كل شئ يصاب من ثمرها صدقة عند الله))(٤). وعنه (صلى الله عليه وآله): ((ما من امرئ يحيي أرضا فتشرب منها كبد حرى، أو تصيب منها عافية، إلا كتب الله تعالى له به أجرا)). بل المراد كما تقدم هو عدم تعلق قلب الإنسان في هكذا أمور، لأنّها ستكون سبباً في اعراضه عن ذكر الله تبارك وتعالى، وهذه خسران عظيم لمَن يدرك ذلك. ودمتم في رعاية الله تعالى. —————————————— (١) ميزان الحكمة: ٢ / ١٤١٠. (٢) نفس المصدر . (٣) نفس المصدر . (٤) نفس المصدر .