السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في سورة الكهف اية (٧٢) قال تعالى :﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾ ،
وآية (٧٥) قال عزَّ وجلّ :﴿ ۞ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾
السؤال : لماذا في الاية الاولى قال انك لن تستطيع معي صبرا ، والاية الثانية قال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبراً؟
ما الحكمة هنا؟
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ولدي العزيز، إنّ إتباع النبي موسى (عليه السلام) للرجل الصالح - وهو الخضر - وحمله معه في السفينة طلب منه ألا يسأله عن شيء حتى يحدث له من أمره ذكراً؛ وسيدنا موسى (عليه السلام) لم يصبر فكان يعترض؛ فعندما ركب الرجل الصالح السفينة وخرقها إعترضَ عليه (عليه السلام): {قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (٧١)} فقال ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾ هذه في المرة الأولى.
وفي المرة الثانية قتل الغلام فاعترض عليه {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا (٧٤)} فقال له: ﴿أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا﴾ جاء بـ (لك) لأنه ما انتبه للتذكير الأول فأنكر عليه إنكاراً شديداً؛؛
في المرة الأولى الإنكار كان خفيفاً ؛ فقال له موسى (عليه السلام) ﴿لا تؤاخذني بما نسيت﴾ فلم يلتزم بتركه الأولى فصار الإنكار أشد، كما نفعل في حياتنا اليومية نقول لأحدهم في المرة الأولى: قلنا لا تفعل ،ثم المرة الثانية نقول قلنا لك لا تفعل.
والآيتان المباركة من هذا القبيل فتدبر جيداً وتأمل تغنم إنّ شاء اللّه تعالى ودمتم في رعاية اللّه وحفظه.