logo-img
السیاسات و الشروط
( 17 سنة ) - العراق
منذ 8 أشهر

صحة رواية الإمام الحسن حول تجنب المعاصي

ما صحة هذه الرواية أقبل رجل إلى السبط الحسن (ع) فقال: يا ابن رسول الله. إن نفسي .. تدفعني إلى المعاصي فعظني فقال له الإمام الحسن (ع): إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاتقي خمسة أشياء ثم اعص ماشئت قال الرجل: و ماهي قال الإمام الحسن (ع): إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه و اعص ماشئت فقال الرجل: سبحان الله .. كيف أختفي عنه .. وهو لا تخفى عليه خافية .. فقال الإمام الحسن (ع): سبحان الله .. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك .. فسكت والى نهاية الرواية، وهل هي للامام علي ام الحسين


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ١- الرواية مرسلة، لكن منتها مقبول، وردت في البحار عن كتاب جامع الأخبار ونصُّها: إنَّ رجلاً جاء للإمام الحسين بن عليٍّ (عليه السلام) فقال: "أنا رجلٌ عاصٍ ولا أصبرُ عن المعصية فعظْني بموعظةٍ فقال (عليه السلام): أفعل خمسةَ أشياءَ وأذنِبْ ما شئت، فأولُ ذلك: لا تأكلْ رزقَ اللهِ وأذنِبْ ما شئت، والثاني: اُخرج مِن ولايةِ اللهِ وأذنِبْ ما شئت، والثالث: اطلبْ موضعاً لا يراكَ اللهُ وأذنِبْ ما شئت، والرابع: اذا جاء ملَكُ الموتِ ليقبضَ روحَك فادفعْه عن نفسِك وأذنِبْ ما شئت، والخامس: اذا أدخلكَ مالكٌ في النار فلا تدخلْ في النارِ وأذنِبْ ما شئت". ٢- الروايه تشير إلى إن مَن يستغرق في سُكرِ القوة، وسُكرِ الشباب، وسُكرِ المال، وسُكرِ الملذات، قد لا تنقدح في ذهنه مثل هذه الحاجة للموعظة، وقد يستسخفها. ولربما يهزأ بالآخرين الذين يُبدونَها، لأنه نسي كل شيء إلا ما يتمتع به، وقد يستغرق في ما هو فيه إلى أن لا يجد لنفسه طريقاً للعودة، أو يفاجئه الموت. ولكن من يعاني من النفس اللوامة التي تلوم صاحبها على ما يرتكب من معاصي، في الوقت الذي يجد نفسه تنازعه لارتكابها - لما يجد فيها من لذة، أو لتعوّده عليها بحيث تتحول العادة عنده إلى ما يشبه حالة الإدمان ـ فإن هذا الإنسان بحاجة إلى الصدمة التي تصحح مساره. ـ وكلمة الإمام الحسين (عليه السلام) السابقة تمثل الصدمة لسامعها. صدمة الحقيقة التي يؤمن بها هذا السائل ويحاول الهروب منها تحت إلحاح الشهوة والتعلق بالدنيا. ـ وأما من لا يتفاعل مع هذه الحقائق التي قدمها الإمام الحسين (عليه السلام) لو ذُكِّر بها وفهمها فإما: 1. أنَّ لديه خللاً في إيمانه، إذ لا يؤمن إيماناً حقيقياً بالبعث والنشور والحساب والثواب والعقاب. 2. أو أنه يعيش طول الأمل والتسويف والغفلة وهو مرض خطير، فقد روي عن الإمام علي (عليه السلام): «أيها الناس، إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم: طولُ الأمل واتباعُ الهوى؛ فأما طولُ الأمل فيُنسي الآخرة، وأما اتباعُ الهوى فيصدُّ عن الحق؛ ألا إن الدنيا قد ولَّت مُدبرة، والآخرة مُقبلة، ولكلِّ واحدٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل». 3ـ أو أنَّ لديه خللاً في المفاهيم من قبيل الركون إلى الشفاعة مع الإصرار على الكبائر، وقد قال تعالى مؤيِساً من هذا الأمل الخادع: ﴿يْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ [النساء:123]، ويقول سبحانه: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ [الأنبياء:28]. إن القرآن الكريم يضعنا أمام حقيقة مخيفة حيث يقول سبحانه: ﴿حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾. فهل من مدَّكِر؟ فهل من تائب؟ ودمتم موفقين.

2