وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
الأهداف والمهام الكبرى المناطة بالإمام المهدي المنتظر يحتاج تحقيقها على مستوى الكرة الأرضية، وعلى مستوى بني البشر جميعا تحتاج إلى آيات ومعجزات كافية، وناطقة بالحق، كما كان ذلك للأنبياء عليهم السلام فما هو حجم الآيات والمعجزات التي تلزم لتحقيق المحتومات المكلف الإمام المهدي بتحقيقها وهي على مستوى الكرة الأرضية ومستوى الجنس البشري!!!! من المؤكد بأن الله سبحانه وتعالى سيزود الإمام المهدي بالآيات والمعجزات اللازمة والكافية لتحقيق الغايات، وإنجاز المهمات التي كلفه الله تعالى بتحقيقها وإنجازها.
نماذج من الآيات والمعجزات التي سيظهرها الله على يد المهدي المنتظر:
قال الإمام جعفر الصادق: (ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا، لإتمام الحجة على الأعداء). (راجع الحديث رقم 931 من معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 380، وإثبات الرجعة للفضل بن شاذان، وإثبات الهداة ج 3 ص 700، ومنتخب الأثر ص 312 ح 3).
1 ـ فمع المهدي راية النبي الغالبة الحديث رقم 771، ومعه سلاح النبي الحديث رقم 772، ومعه مواريث النبي الحديث رقم 773، ومعه عصا موسى وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها، وأنها لتنطق إذا استنطقت، أعدت للمهدي ليصنع، كما كان موسى يصنع بها، وأنها لتروع وتلقف، ومعه حجر موسى لا ينزل المهدي منزلا إلا انبعثت عين منه، فمن كان جائعا شبع ومن كان طمآنا روي. (راجع الحديث 775 و 777).
2 ـ ينادي مناد من السماء ألا إن الحق في آل محمد الحديث 813، وينادي المنادي: (إن المهدي من آل محمد، فلان بن فلان باسمه واسم أبيه الحديث 815، ويسمع هذا النداء أهل المشرق والمغرب، حتى تسمعه الفتاة في خدرها الحديث 817.
3 ـ ويخرج المهدي المصحف الذي كتبه علي كما أنزله الله بخط يده، وبإملاء رسول الله، ويخرج الجامعة التي فيها بيان حكم كل شيء حتى أرش الخدش. (راجع الحديث رقم 1115).
4 ـ وروي أن الملائكة الذين نصروا محمد يوم بدر الأرض ما صعدوا بعد ولا يصعدوا حتى ينصروا المهدي، الحديث 824.
نماذج من أحاديث رواها شيعة الخلفاء أو أهل السنة عن بعض معجزات الإمام المهدي:
1 ـ (يخرج الإمام المهدي على رأسه غمامة فيها مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه). (راجع الحديث رقم 118 ج 1 من المعجم. راجع بيان الشافعي ح 511 ب 15، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 298، وقال:
روته الحفاظ كأبي نعيم، والطبراني، والحاوي للفتاوي للسيوطي ج 2 ص 61، وتاريخ الخميس ج 2 ص 288 عن أبي نعيم).
2 ـ ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي إن هذا هو المهدي فاتبعوه. (رواه الطبراني، وأبو نعيم، وبيان الشافعي ص 512 ب 16، راجع الحديث رقم 119 ج 1).
3 ـ يظهر في آخر الزمان على رأسه غمامة تظله من الشمس تدور معه حيثما دار ينادي مناد بصوت فصيح هذا هو المهدي، الحديث 120.
4 ـ (مع المهدي راية رسول الله المغلبة) ... المزید (الحديث رقم 133 ج 1 وابن حماد ص 98، وملاحم ابن طاووس ص 68 ب 140، وعرف السيوطي الحاوي ج 2 ص 75).
5 ـ في راية المهدي مكتوب البيعة لله. (راجع الحديث رقم 134 ج 1).
وينبغي أن يكطون معلوماً أنه المعجزة تكون بعد ظهوره عليه السلام، و تحقق المعجزات الأخرى.
6 ـ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (فلو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يأتيهم رجل من أهل بيتي تكون الملائكة بين يديه ويظهر الإسلام). (رواه الترمذي على ما في تحفة الأشراف ج 9 ص 428، والديلمي على ما في كنز العمال ج 14 ص 269 ح 38684، والفردوس ج 3 ص 372، وتذكرة القرطبي ص 700، راجع الحديث رقم 84 ج 1 من أحاديث المهدي)..
وقد صحت هذه الأحاديث وأمثالها عند أهل السنة وتواترت، وجزموا بأنها قد صدرت بالفعل من رسول الله.
لماذا وصف بالمهدي؟
الله سبحانه وتعالى هو الذي وصف الإمام الثانيعشر من أئمة أهل بيت النبوة بالمهدي، وبناء على هذا الوصف الإلهي بشر رسول الله بهذا الرجل ووصفه بالمهدي أيضا وبناء على هذين الوصفين اعتقد المسلمون قاطبة بهذا الوصف فأطلقوه على الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة، أو على ذلك الخليفة الذي سيملك مشارق الأرض ومغاربها، ويكون دولة عالمية، وينشر العدل والرخاء والإسلام في الكرة الأرضية. أما لماذا وصف بالمهدي؟ فقد وردت عدة أخبار عن رسول الله وأهل بيته تجيب على هذا السؤال منها:
! ـ فعن الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أنه قال:
(إنما سمي المهدي مهديا لأنه يهدي لأمر خفي، يهدي ما في صدور الناس، ويخرج التوراة من مغارة في أنطاكية، ويعطى حكم سليمان). (راجع الحديث رقم 748 ج 3 من المعجم).
2 ـ وروي حديث عن رسول الله أنه قد قال لعلي: (يا علي لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتك يقال له المهدي يهدي إلى الله عز وجل ويهتدي به العرب، كما هديت أنت الكفار والمشركين من الضلالة، ثم قال: ومكتوب على راحته بايعوه بإن البيعة لله عز وجل. (الحديث رقم 92 ج 1 من المعجم).
وما يعنينا هنا أن الرسول قد قال: يقال له المهدي، يهدي إلى أمر الله ويهتدي به العرب.
3 ـ وروي عن الإمام جعفر الصادق أنه سئل: (المهدي والقائم واحد)؟
فقال نعم. فقال السائل: لأي شيء سمي المهدي؟ قال الإمام: لأنه يهدي إلى كل أمر خفي، الحديث رقم: 1121.
4 ـ وروي عنه أيضا أنه قد قال: (إذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلى.
الإسلام جديدا، وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور، وإنما سمي القائم مهديا، لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه)... (راجع الحديث رقم: 1122 والمراجع المذكورة تحته).
وعندما يظهر المهدي سيكون الإسلام أثرا بعد عين، وسيكون العالم كله في ضلالة عمياء، يتخبط ولا يعرف طريق الهدى، إنه فريسة الظن والتخمين حائر بأمره، عندئذ يظهر الإمام المهدي فيهدي العالم إلى الصراط المستقيم ويدله عليها، ويضع تحت تصرف العالم الحوافز التي تحفزه لسلوك هذا الطريق، ومع التأييد الإلهي، والتوفيق ينجح المهدي المنتظر بإنقاذ العالم وهدايته إلى طريق الخير، وينجح بتوحيد أبناء الجنس البشري ويهتدي إلى الطرق التي تشيع كافة حاجاتهم وتجعلهم يعيشون عيشة كفاية ورخاء. كل هذه الأسباب مجتمعة ومنفردة تكمن خلف وصف الإمام الثاني عشر بالمهدي..