السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مرحباً بك أيها السائل الكريم
عام الفيل، يشير إلى حادثة هجوم جيش حاكم اليمن أبرهة (أبرهة الأشرم) على الكعبة الشريفة من جانب مملكة أكسوم الحبشية؛ ليجبر أهل مكة وقريش على الذهاب إلى كنيسة القليس التي بناها، وزيّنها في اليمن، لكن أهل مكة لم يهتموا بها، بل وصل الأمر بأحدهم أن أهانها ودخلها ليلاً ليقضي حاجته فيها، مما أغضب أبرهة الحبشي، وعلى أشهر الأقوال أن النبي (ص) ولد في هذه السنة.
خرج أبرهة بجيش عظيم ومعه فِيَلَة كبيرة تتقدم الجيش لتدمير الكعبة، وعندما اقترب من مكة المكرمة، وجد قطيعاً من النوق لعبد المطلب سيد قريش فأخذها غصباً. فخرج عبد المطلب، جدّ الرسول محمد صلی الله عليه وآله وسلم طالباً منه أن يرد له نوقه ويترك الكعبة وشأنها، فردّ أبرهة نوق عبد المطلب، لكنه رفض الرجوع عن مكة. أما أهل مكة فخرجوا هاربين إلى الجبال المحيطة بالكعبة خوفاً من أبرهة وجنوده والفِيَلَة التي هجم بواستطها.
عندما ذهب عبد المطلب ليسترد نوقه سأله أبرهة لماذا لا تدافع عن الكعبة فأجابه: "أما النوق فأنا ربها، وأما الكعبة فلها ربّ يحميها ". وعندما رفض أبرهة طلب عبد المطلب أبت الفيلة التقدم نحو مكة، وأرسل الله سبحانه وتعالى طيوراً أبابيل تحمل معها حجارة من سجيل، فقتلتهم وشتتت أشلائهم.
واشتهر أن في ذلك العام كان مولد رسول الله (ص) الذي يصادف عام 570 ميلادية، كما يعتقد البعض أن عام الفيل كان بين 568 و569 ميلادية. ووجه تسمية العام بعام الفيل كان لأجل الهجوم بواسطة الفيلة على الكعبة.
وورد ذكر هذه الحادثة في القرآن الكريم، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ}[الفيل: 1-5].
دمتم في رعاية الله