الشيخ الطوسي في كتاب الرجال وثق 157 من أصل 6429 وقد ألف متأخر ا في القرن الخامس؟
وايضا يذكر اشخاص التقوا بالائمة ثم يقول بعدم لقائهم حتى علق أحدهم: أنها لا ترفع التنافي؟
اعترف كبير الشيعة الـمسمى (القهبائي) بأن العيب كان من الطوسي لأنه كان ينسى ويغفل
منقول من موقع فيصل نور:
(نقد كتاب (رجال الشيخ) الطوسي الشيعي ..)
ما جوابكم على ذلك ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلاً و سهلاً بكم في تطبيق المجيب .
1 - يجب أن يُعلم أنّ كتاب الرجال أو كتاب الأبواب لشيخنا الجليل ، العالم الكبير ، أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رضوان الله تعالى عليه ) كتاب طبقات ، و ليس كتاباً يُعنى بمعرفة حال الراوي من جهة الصدق أو الضبط و ما أشبه ، و إنما هو كتاب يحدد فيه طبقة الراوي ، و كما هو واضح أنّ معرفة الطبقات هي مسألة من مسائل علم الرجال ؛ و عليه لا يصح أن يُقال : لماذا لم يبين حال الرواة و صفاتهم !!! ؛ فهذه مسألة أخرى من مسائل علم الرجال ، و الكتاب لا يُعنى بها ، و غير ناظر إليها ، و هو ( رحمه الله تعالى ) لم يتعهد ببيانها لا في مقدمة الكتاب ، و لا في الكتاب ؛ و عليه فهذا الإيراد منتفٍ من الأساس .
2 - أما قولك : أنّه قد ألف متأخراً ... المزید " . و الذي يظهر من كلامك أنّك تريد أن تشير إلى إشكالية الحدس و الإرسال ، و التي حاصلها : أنّ الشيخ الطوسي غير معاصر لمعظم الرواة فكيف عرف حالهم ، و من ثَمّ قام بتوثيقهم و بتضعيفهم و ما إلى ذلك ؟! . فإما أن يكون قد اجتهد و إما قد نقل بسند إلى من عاصرهم و هم أخبروا عن أحوالهم و صفاتهم و ما شابه ذلك ؛ فإن كان الأول فلا حجية له إذ هو حدس ، و على الثاني فليس بحجة بسبب الارسال ؛ لأنه لم يذكر طريقه و سنده إلى أؤلئك في الأغلب ؛ و الخبر المرسل لا حجية له .
و في مقام الجواب نقول :
هذه الإشكالية قد بحثها علماء أصول الرجال ، و أجابوا عليها بعدة أجوبة ، و بوجوه مختلفة ، و إليك جواب من تلك الأجوبة :
إنّ حجية قول الرجالي إما أنّ تكون من باب الإطمئنان ، و إما من باب إخبار الثقة ، و إما من باب إخبار الخبير ؛ و عليه :
إنْ حصل الإطمئنان من قول الرجالي - كالشيخ الطوسي - كان حجةً ؛ لأنّ الإطمئنان حجةٌ كما ثبت في محله، و إن لم يحصل فإما أن يكون إخباره عن حس أو عن حدس ، و على الأول يكون حجةً من باب حجية خبر الثقة في الحسيات ؛ إذ قد ثبت في محله من علم أصول الرجال و علم أصول الفقه حجية خبر الثقة في الحسيات ، و على الثاني يكون حجةً من باب حجية خبر الخبير و أهل التخصص .
إذا اتضح ما تقدم نقول :
إفادات و إخبارات الشيخ الطوسي أو غيره من علماء الرجال المتقدمين على أنحاء :
الأول : تفيد الإطمئنان .
الثاني : أخبار حسية مباشرة أو مسندة بسند معتبر .
الثالث : لا تفيد الإطمئنان و غير مسندة .
فقول الشيخ إما يفيد الإطمئنان ؛ فيكون حجة ، و إما لا يفيده ؛ فإما أن يكون عن حس معتبر ؛ فيكون حجة ، و إما عن حدس و اجتهاد فيكون حجة من باب حجية خبر الخبير و المتخصص . و عليه تنتفي شبهة التأخر عن عصر الرواة و الحدس في تقييماته ( رضوان الله تعالى عليه ) .
علماً أنّ من أهم مناشئ حصول الإطمئنان بقول الشيخ الطوسي هو استناده إلى كتب رجالية و فهارس ، و كتب تراجم و تاريخ ، و شهادات الكثير من علمائنا و غيرهم في معرفة حال الرواة و ما شابه ذلك .
3 - و أما قولك : يذكر أشخاص التقوا بالأئمة ثم يقول بعدم لقائهم حتى علق أحدهم : أنها لا ترفع التنافي ..." .
أخي الكريم : هذه الإشكالية تعرف بإشكالية التكرار ، و لم يتكرر كل الرواة ، و إنما القليل منهم ، و قد تعرض لها علماء الرجال في أبحاثهم في علم الرجال و علم أصول الرجال ، و أجابوا عليها بوجوه متعددة ، و قد تجاوزت النظريات في حلّ الإشكالية المذكورة الأثني عشرة نظرية ، و الأمر فيه سهل ، و لا يلزم من ذلك القدح في الشيخ ( رضوان الله تعالى عليه ) ، و حتى لو لم نجد جواباً لحل الإشكال ؛ فلا يصح أن يقال : أنّ هذا من سهو و خطأ الشيخ ؛ لأنّ هذا جرح و لا يصار إليه إلا مع القطع بخطأ الشيخ في المقام ، و أنى لنا ذلك مع كل هذه الأجوبة في المقام . و لمعرفة التفاصيل يمكنكم مراجعة كتب الرجال و أصوله المعنية بذلك .
وفقكم الله لكل خير .