أسباب عدم رضاعة آمنة للنبي محمد
السلام عليكم سؤالي هوه حليمه السعديه ليش هيه مرضعة النبي محمد (ص) ليش امه ما رضعته وهيه كانت عايشه في ذلك الزمان لماذا لم ترضع النبي
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته جاء في كتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله )، السيد جعفر مرتضى العاملي ج2 /ص 148 : و على كل حال فقد كان إرسال الأطفال إلى البادية للرضاع، هو عادة أشراف مكة، حيث يرون أن بذلك ينشأ أطفالهم: أصح أبدانا، و أفصح لسانا، و أقوى جنانا، و أصفى فكرا و قريحة، و هي نظرة صحيحة و سليمة، و ذلك لما يلي: أما كونهم: 1- أصحّ ابدانا، فلأنهم يعيشون في الهواء الطلق، و يواجهون مصاعب الطبيعة فتصير لديهم مناعة طبيعية تجاه مختلف المتغيرات، في مختلف الظروف. 2- وكونهم أفصح لسانا، من حيث إنهم يقل اختلاطهم بأهل الأقطار الأخرى، من الأمم الأخرى، على عكس سكان المدن، و لا سيما مكة، التي كانت تقيم علاقات تجارية بينها و بين سائر الأقطار و الأمم، و لها رحلتا الشتاء و الصيف إلى البلاد التي تتاخم البلاد الأجنبية، التي لا يبعد تأثرها بها-قليلا كان ذلك أو كثيرا-. 3- وكونهم أقوى جنانا، لما قدمناه في مطاوي كلماتنا في الفصل الأول 4- وأما أنهم أصفى فكرا و قريحة، فهو حيث يبتعد الإنسان حينئذ عن هموم المدينة، و عن علاقاتها المعقدة و المرهقة، حيث لا يواجه في البادية إلا العيش الساذج و البسيط، و الحياة على طبيعتها، و لا يتأثر فكره و عقله بالمفاهيم و الأفكار التي تفرضها تلك الحياة المثقلة بالعلاقات المنحرفة، ثم هو يجد الفرصة للتأمل و التفكر و التعرف على أسرار الطبيعة و الكون، و لو في حدود عالمه الناشئ المحدود، و مداركه الناشئة أيضا. و ليكون من ثم ذا فكر مبدع خلاق، و قريحة صافية و غنية، و لكن بشرط عدم الاستمرار في هذه الحياة طويلا، فإن الاستمرار في حياة البادية من شأنه أن يجعل الإنسان يعاني من الجمود و الانغلاق، ثم هو يكوّن لنفسه مفاهيم و أفكارا؛ يحولها الزمن إلى حقائق لا تقبل الجدل عنده، و يصير من الصعب عليه قبول أي رأي آخر يسير في غير اتجاه قناعاته و أفكاره، فإن تدرب الإنسان على أن يسمع النقد و المخالفة في الرأي يبعده عن الاستبداد الفكري، و يجعله يبحث عن الدليل و المبرر لكل فكرة لديه، و إلا؛ فإنه يصير على استعداد للتخلي عنها إلى غيرها مما يستطيع أن يدافع عنه و يستدل عليه، و هذا أمر طبيعي يعرفه الإنسان بالمشاهدة، و يستدل عليه بالتقصي و التجربة. غير أننا لا نستطيع تطبيق هذا المنطق على رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» ، الذي كان مرعيا بعين اللّه، و موضعا لألطافه و عناياته. . و قد كان غنيا باللّه عن ذلك كله.