logo-img
السیاسات و الشروط
حمزة - تونس
منذ 5 سنوات

 زواج المتعة في الكتاب والسنة

أخبرنا ‏جعفر بن عون ‏عن ‏عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ‏عن ‏الربيع بن سبرة ‏أن ‏أباه ‏حدثه ‏أنهم ساروا مع رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏في حجة الوداع فقال: استمتعوا ‏من هذه النساء والاستمتاع ‏عندنا التزويج فعرضنا ذلك على النساء فأبين أن لا نضرب بيننا وبينهن أجلا فقال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم : ‏افعلوا فخرجت أنا وابن عم لي معه ‏برد ‏ومعي ‏برد ‏وبرده ‏أجود من ‏بردي ‏وأنا أشب منه فأتينا على امرأة فأعجبها شبابي وأعجبها ‏برده ‏فقالت ‏برد ‏كبرد ‏وكان الأجل بيني وبينها عشرا فبت عندها تلك الليلة ثم ‏غدوت ‏‏فإذا رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏قائم بين الركن والباب فقال: يا أيها الناس إني ‏قد كنت أذنت لكم في ‏الاستمتاع ‏من النساء ألا وإن الله قد حرمه إلى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيلها ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا . والسلام أردت فقط اطلاع حضرتكم على هذا الحديث ما رأيكم فيه


الاخ حمزة المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك الكثير من الكلام في هذه الرواية نختصره بالنقاط التالية: 1- هذه الرواية لم يروها أحد من أصحاب الصحاح، بل ان مسلماً رواها بخلاف هذا المتن وبطرق متعددة عن الربيع بن سبرة وقال فيها (في فتح مكة) وليس (في حجة الوداع) وليس فيها (ألا وإن الله قد حرمه الى يوم القيامة)، وهذا يعني أن هذا الطريق وهذا المتن منكر ومخالف لرواية الثقات لهذه الرواية. 2- إختلفت الروايات واضطربت في تحديد زمان تحريم المتعة على سبعة مواضع ومناسبات، وليس لدينا حكم شرعي واحد يحَّرم سبعٌ مرات ويحلَّل سبعٌ مرات!! وهذا مدعاة للطعن في الدين واللعب واللغو وعدم الحكمة وحاشا الإسلام ومشرعه من كل ذلك. وهذا الاضطراب والاختلاف والتناقض يدل على الوضع والكذب (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )) (النساء:82). 3- قد ضعف هذه الرواية الكثير من العلماء ولم يسلموا بها ولم يعملوا بها ولم يقيموا لها وزناً أصلاً, كابن حجر العسقلاني كما في الفتح وغيره، وكذلك إخراج مسلم لها بخلاف النص الذي ذكرتموه موهن لها وطاعن فيها. 4- ورود الكثير من الاحاديث في نهي عمر عن المتعة أو المتعتين وتحريمه إياهما وعدم نسبة ذلك للنبي (ص) يثبت كذب مثل هذه الرواية وروايات التحريم عموماً. فقد روى مسلم في صحيحه ما يؤكد ذلك وأن عمر هو من نهى عنها لوقوع حادثة جعلته يتجرأ ويجتهد في مقابل النص وهي قصة عمرو بن حريث، فقد روى عن جابر بن عبد الله الانصاري قوله: كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله (ص) وأبي بكر حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو بن حريث. 5- لو كانت المتعة قد حرمها رسول الله (ص) في حجة الوداع التي حضرها جميع المسلمين تقريباً أي ما يفوق المائة ألف صحابي، لماذا ينفرد هذا الرجل بنقل هذا الحكم الشرعي المهم والذي يتعلق بالفروج والحلال والحرام؟! فتفرد مثل سبرة الجهني بنقل ذلك مع وجود الدواعي للنقل لاهمية هذا الحكم ولوجود عشرات الآلاف ممن سمع ذلك، يدلنا على الكذب أو التوهم، خصوصاً وأن حجة الوداع قد نقلت أحداثها بعشرات الروايات وبالتفصيل لكل الاحداث والامور والاقوال والافعال والخطب ولا وجود لمثل هذه الخطبة أو هذا الحكم في كل الروايات!! وبالتالي فلا يصح أي نص في تحريم المتعة في حجة الوداع ولا يوجد نص في تحريمها إلى يوم القيامة. 6- بل نزيدك من الشعر بيتاً، فقد تكلم الألباني عن هذه الرواية في (سلسلته الصحيحة 281) وضعف أسنادها, بقوله مرة: أخرجه مسلم وغيره من طرق عن الربيع بن سبرة، لكن ليس فيها ذكر تأبيد التحريم إلى يوم القيامة إلا في هذه وفي طريق أخرى سأذكرها إن شاء الله ... المزید اهـ. نقول: قال عن الطريق الاول: ليس فيهم من ينبغي النظر فيه سوى معقل هذا قال الذهبي فيه: صدوق ضعفه ابن معين وقال الحافظ في التقريب صدوق يخطئ. ثم قال عن الطريق الآخر: والطريق التي أشرت اليها يرويها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وفي عبد العزيز هذا كلام يسير نحو الكلام في معقل...اهـ. ثم نبه الالباني بتنبيه قال فيه: جاء في كثير من طرق هذا الحديث أن التحريم كان يوم الفتح وهو الصواب، وجاء في بعضها أنه كان في حجة الوداع وهو شاذ كما حققته في إرواء الغليل. فالحديث كله اضطراب واختلاف وضعف في أسانيده وفي متنه, وغريب ينفرد به الربيع عن سبرة بن معبد الجهني والربيع هذا غير معروف برواية أخرى غير تحريم المتعة التي حدث الناس بها عند عمر بن عبد العزيز في حكومته!! بالإضافة إلى أن هذه الرواية سنية ومروية في كتبهم فهي لا تلزمنا بشيء مطلقاً حتى لو صحت فما بالك وهي بهذا الحال!! ودمتم في رعاية الله

4