فهم الفيوضات الإلهية والفيض المقدس في الإسلام

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، رزقكم الله الفهم والعلم والعمل بما تعلمون، وأداء ما وجب عليكم بحب لله تعالى. يا مؤمن، الفيض لغة يعني الصب، فعندما نقول مثلا (فاض الماء) فإننا نعني صُب الماء، ويقصد منه في الفلسفة، يشير لفظ الفيض إلى فكرة القول بأن الموجودات صدرت أو فاضت عن الأول، أي الله، كما يفيض النور عن الشمس. والفيض الإلهي بمفهومه البسيط من غير تعقيد أو إطالة: صب العطاءات والرحمات الإلهية بجميع أشكالها وأنواعها، فقد يكون الفيض إيجاد موجود كوجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد يكون نحو هبة وعطاء على المخلوقات. والفيض الإلهي، هو عطاء وصدور نحو من الوجود على القوابل المستعدة لذلك، والنفس هي القابل المستعد لقبول العطاء الإلهي وما يفيض من حضرته سبحانه، ولا تكون هبة مع عدم سعة القابل لما يصدر من المولى، مثلما لا حدّ في عطاء المولى، (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ) الرعد: ١٧. وأما الفيض المقدس، وهو تجلي الواحد في صور الكثرة الوجودية، اي ظهور الأعيان الثابتة من العالم المعقول إلى العالم المحسوس، أو ظهور ما بالقوة في صورة ما بالفعل، وظهور الموجودات الخارجية على نحو ما هي عليه في ثبوتها الأزلي. هذا ما ذكروه في الفلسفة. وبعبارة أخرى لتقريبه إلى الذهن، الفيض المقدس هو الإفاضة الخارجية يعني التحقق الفعلي، يعني يفيض الوجود خارجا فيكون الفيض المقدس والله "عز وجل" هو العلة التامة للموجودات وهو خالقها. فيعطي ما يترتب على هذه الاستعدادات، والفيض المقدس يعطي ما يترتب على الاستعداد يعني خارجا الفيض المقدس هو تجلي الذات الإلهية الأحدية لنفسها وما يستتبع هذا التجلي من ظهور استعدادات الأشياء ولكن في الحضرة الإلهية، فالفيض المقدس فهو تجلي الذات الإلهية الواحدة ولكن ليس لنفسها بل في صور الموجودات الخارجية يعني في عالم الشهادة. والحمد لله العلي العظيم.