السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
ابنتي الكريمة،إنّ القرآن الكريم ذكر أمور وكنى عنها ولم يصرح بها رعايةً للأدب العام،قال صاحب تفسير الميزان،السيد الطباطبائي،ج ٥،الصفحة(٢٧٧):وفي قوله تعالى: " أو جاء أحد منكم من الغائط " من الأدب البارع ما لا يخفى للمتدبر حيث كنى عن المراد بالمجئ من الغائط، والغائط هو المكان المنخفض من الأرض وكانوا يقصدونه لقضاء الحاجة ليتستروا به من الناس تأدبا، واستعمال الغائط في معناه المعروف اليوم استعمال مستحدث من قبيل الكنايات المبتذلة كما أن لفظ العذرة كذلك، والأصل في معناها عتبة الباب سميت بها لانهم كانوا يخلون ما اجتمع في كنيف البيت فيها على ما ذكره الجوهري في الصحاح.
ولم يقل: أو جئتم من الغائط لما فيه من تعيين المنسوب إليه، وكذا لم يقل: أو جاء أحدكم من الغائط لما فيه من الإضافة التي فيها شوب التعيين بل بالغ في الابهام فقال: " أو جاء أحد منكم من الغائط " رعاية لجانب الأدب.
ثم قال قدس سره:أنّ قوله: " أو لامستم النساء " كسابقة شق من الشقوق المفروضة مستقل وحكمه في العطف والمعنى حكم سابقة، وهو كناية عن الجماع أدباً صوناً للسان من التصريح بما تأبى الطباع عن التصريح به.
ودمتم موفقين.