احمد البحراني - الكويت
منذ 4 سنوات

 حقيقة اللعن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته س1:القرآن الكريم لعن مجموعة من الناس في الدنيا والآخرة وكذلك السنة النبوية الشريفة والروايات ومجموعة من الزيارات المروية من طرق أهل البيت عليهم السلام ، فتذكر بعض الروايات أن شارب الخمر ملعون أو آخذ الربا أو غيره مثلا فهل قيدت بعض الروايات ذلك بأنه ملعون بعد استحالة توبته ورجوعه إلى الله سبحانه وتعالى ، أم أن اللعنة مطلقة؟ س2:وهل هذا النوع من المعاصي تستحيل معه التوبة كقتل النفس المؤمنة عمدا أو شرب الخمر وغيرها من المعاصي التي لعن فاعلها على لسان بعض الآيات القرآنية أو الروايات الشريفة؟ س3:وهل يتعارض اللعن مع الدعاء لمن يفعل تلك الأنواع من المعاصي بالهداية إن كان حيا أو بالترحم عليه إن كان ميتا


الاخ احمد البحراني المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1- لم تقيد الآيات أو الروايات التي ورد فيها اللعن بأن اللعن كان على الشخص بعد استحالة توبته, فإن من اللعن ما هو مغلظ وشديد كاللعن بسبب الكفر والنفاق وقتل المؤمن عمداً بغير حق, ومنه ما هو أخف من ذلك بمراتب كلعن الواشمة ونحوها, ومنه ما بين ذلك, ومنه ما ترفعه التوبة ومنه ما يرفعه الحد كما دلت على جميع ذلك جملة من الآيات والأحاديث فهو لعن دون لعن وطرد دون طرد, إذ اللعن لغه هو الطرد والابعاد, قال في القاموس: لعنه كمنعه طرده وأبعده فهو لعين وملعون. 2- في مسألة قتل المؤمن عمداً على سبيل المثال فانه على المذهب الصحيح من أقوال علماء الامامية أنه تصح توبة من قتل مؤمناً متعمداً على إيمانه, وعلى الأمور الدنيوية, وهو ما اختاره الشيخ الطوسي في المبسوط (ج7, كتاب الجراح, ص4), وهو الذي تقتضيه أصول المذهب, لأن التوبة موقوفة على الجسد ما دامت الحياة والعقل فيه, وقوله تعالى (( إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً )) , وقوله (( يغفر الذنوب جميعاً )) , وقوله (( غافر الذنب وقابل التوب )) . فأما قوله تعالى: (( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها )) , فليس في ظاهرها أنه تاب, ويمكن العمل بها اذا لم يتب (أنظر السرائر لابن ادريس الحلي ج3 ص331, وتحرير الأحكام للعلامة (ج5 ص17). 3- بحسب ما تقدم فإنَّ من تصح توبته يصح الدعاء له بالهداية والتوفيق للعمل الصالح, وأما بعد الموت فإن علمت التوبة منه فيصح الترحم عليه, وإن لم تعلم وقد ثبت اللعن عليه, فالترحم يكون محل اشكال لتنافي الغرضين .. والله العالم بحقائق الامور. ودمتم في رعاية الله