دورة القمر حول أرضنا في كل شهر قمري واحد حوالي 29,5 يوماً. وهذه الدورة الكاملة منقسمة الى اثني عشر قسماً متساوياً (كل قسم 30 درجة). وهذه الثلاثون درجة تنسب لبرج من هذه الأبراج المجموعة في هذا البيت الشعري: (حمل) (الثور) (جوزة) (السرطان) ورعى (الليث) (سنبل) (الميزان) ورمت (عقرب) بـ (القوس) (جدياً) نــزح (الدلـو) بـركـة (الحيتان) وقد سموها قديماً نسبة للصورة المشكلة من مجموعة النجوم في السماء، وسير القمر مقابلاً تلك المجموعات فيبقى في كل صورة من هذه الصور الاثني عشر مدة يومين وعشر ساعات وثمانٍ وأربعين دقيقة تقريباً. مثلاً في كل شهر قمري يمكث القمر يومين ونصفاً تقريباً في برج العقرب وصورته الفلكية. وبعد مرور مئات السنين حصل فاصل بين الصور الفلكية والابراج التي حددت بإزاء تلك الصور، وهذه الفاصلة في الوقت الراهن عبارة عن 27,96 درجة ، أي ما يقارب برجاً واحداً. فمثلاً لو كان القمر يومين في برج العقرب فسيكون يومين آخرين في الصورة الفلكية للعقرب، وكما قلنا هذا الاختلاف هو 27,96 درجة تقريباً لا 30 درجة ، فلذلك يلتقيان ويغطيان بعضهما البعض في جزء يسير. وقد ورد النهي عن ايقاع العقد حينما يكون القمر في العقرب ، ومن هنا اختلف الفقهاء في أنّ المراد البرج أم الصورة أم كليهما، فالمشهور عند الفقهاء هو وقوع القمر في البرج لا الصورة. وأهم الأمور المتعلقة بكون القمر في العقرب هي: ١- الزواج. ٢- السفر. فقد روى الشيخ الصدوق في [علل الشرائع ج2 ص514، وعيون أخبار الرضا ج1 ص260] بالإسناد عن الإمام الهادي (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن الباقر (عليه السلام) قال: « من تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى». وروى البرقيّ في [المحاسن ج2 ص347]، والكليني في [الكافي ج8 ص275]، والصدوق في [من لا يحضره الفقيه ج2 ص267]، والطوسي في [تهذيب الأحكام ج7 ص407 وص461]، وغيرهم بأسانيدهم عن حمران بن أعين، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: « مَن سافر أو تزوّج والقمر في العقرب لم يرَ الحسنى ». وورد فيما يُسمّى بـ[فقه الرضا ص235] عن الصادق (عليه السلام): « من تزوّج والقمر في العقرب لم ير خيراً أبداً ».