سلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
ما هو تفسير عبارة "المرأة ناقصة عقل" في الشريعة الإسلامية؟ وهل صحيح أن عاطفة المرأة تغلب عقلها؟ وإذا كان ذلك صحيحًا، فكيف يحاسبها الله على الأمور التي قد تكون العاطفة هي الدافع وراءها؟ كمثال: إذا كان للمرأة ابن مؤذٍ للجيران، ورغم أنها شاهدت إيذاءه، إلا أن عاطفتها تجاهه تمنعها من قول الحقيقة، مما يؤدي إلى ظلم الجيران.
جزاكم الله خيرا الجزاء
لام عليكم و رحمة الله وبركاته
أهلاً و سهلاً بكم في تطبيق .
١ - الإسلام كرّم المرأة خير تكريم ، إذ جعل مقامها قد يعلو مقام الرجل إن اتقت ربها ، إذ معيار التفاضل في الإسلام هي التقوى ، قال سبحانه : يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . الحجرات ١٣ ، و قال تبارك اسمه : … و لهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف … " البقرة ٢٢٨ . و قال عز وجل : … هنّ لباس لكم و أنتم لباس لهنّ … " البقرة ١٨٧
٢ - ناقصة عقل و دين ، هذه الرواية ضعيف ، لا يعتمد عليها ، و لا يبنى عليها ، و بعض من قبلها وجهها توجيهاً حسناً لا يقدح بذات المرأة ، بأن يراد بنقصان العقل قلة المعرفة إذ كان الشائع في تلك الأعصار عدم تعليم المرأة ، و بنقصان الدين قطع الصلاة في حال الحيض و النفاس ، و لو فهم منها قدح و استنقاص بالمرأة من حيث هي لزم تأويل الخبر أو رده لمعارضته القرآن الكريم . لذلك رد سماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) في كتاب التعارض بعض الأحاديث التي تذم بعض الأقوام لمنافاتها للقرآن الكريم ، و هذا تطبيقاً لما جاء عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) و أهل بيته ( عليهم السلام ) متواتراً أنّهم قالوا : ما جاءكم عنا فاعرضوه على كتاب ربنا فما خالفه فلم نقله . الكافي ، الجزء الأول .
٣ - الإنسان لا يحاسب على ما خرج عن قدرته ، و العاطفة يجب أن تنضبط وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية الصحيحة .
و أخيراً اذكر لكم بعض النصوص الإسلامية عن المرأة :
قال تعالى : و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودةً و رحمةً …" الروم ٢١ .
و قال سبحانه : … و عاشروهن بالمعروف …" النساء ١٩ .
جاء في الحديث عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنّه قال : اتقوا الله في الضعيفين : المرأة و اليتيم فإنّ خياركم خياركم لأهله . بحار الانوار ، ج ٧٦ ، ص ٢٦٨ .
و جاء عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) إنّه قال عندما سأله سائل عن حق المرأة على زوجها : يشبعها و يكسوها و إن جهلت غفر لها .
و جاء في خبر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) إنّه قال : و استوصوا بالنساء خيرا … "
و دمتم بخير و عافية .