السلام عليكم اسيادنا بعد اقترفي بذنوب عديده لقد اصبحت احس بالقرف من نفسي لا يمكنني وصف شعور القذراه الي احسستها كأنني خنيز بري قذر انا حقا اقرف من نفسي ولقد انحرمت من دراستي لمده ثلاث سنوات لماذا الله لا يستجيب دعواتي يوم بعد يوم المشاكل تتزايد اعتقد حتى بعد توبتي رب العالمين لا ينظر لي برحمه واعتقد حتى لاينظر لي اساسا ماذا افعل لقد وصلت لدرجه اليأس المشاكل تتزايد وانا بقيت فاشله من جهه الدين ومن جهه الدراسه لا اعرف ماذا افعل اعطوني نصيحه ارجوكم دلوني لطريقه ما
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي العزيزة، رزقكم الله الصبر على الطاعة وعدم المعصية، والقوة القوية والإرادة الحازمة في مجاهدة النفس.
يا مؤمنة، ليس كلّ أمور الدنيا تأتي من دون ضريبة ومن دون مقابل، وكذا ليست الآخرة تُنال من دون جهدٍ وعناء، وكلّ مشاكلنا لم تُحل إن لم يكن لنا صبر على عدم مخالفة الله تعالى، ولذلك يجب عليكم قبل كلّ شيء وقبل كلّ بيان هو أن يكون لديكم صبرٌ على الطاعة وعدم المعصية، لأنّه مع الصبر سينجح كلّ علاج وستنفع كلّ خطوات وطرق، بل وستجد الله تعالى حاضراً موجوداً، لأنّه يقول: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) البقرة ١٥٣
وللشباب مشكال كثيرة في الحياة، ومنها مشكلة التحصّن والعفة، ونظم إعتدال الرغبة الجنسية، ولذلك قد يقع البعض من الشباب لكلا الجنسين بالممارسات الخاطئة والسيئة ومنها العادة السرية أعاذنا الله من كلّ سوء ومعصية. وهنا نحاول أن نذكر التحليل لجوانب هذه القضية محاولين تسليط الأضواء عليها من جانب الأسباب، وما يمكن أن يكون علاجاً لهذه العادة المقيتة.
أسباب هذه العادة السيئة:
لعلّ من أسبابها هو:
١- التخييل الذهني والتصوير النفسي السلبي الذي يكون مهيجاً للنفس وللشهوة.
٢- امتلاء الذهن بصور وبقضايا وبأشياء وبملازمات للشهوة، بحيث التحرش بتلك القضايا الذهنية من الصور يُثير النفس.
٣- تعويد النفس الذي هو من الأسباب الأساسية لأن تكون جرساً يرن في تعويدها المستمر.
٤- الهوس والهيجان الذي وضع العبد نفسه فيه، بحيث تصبح الشهوة والهوس بها هو الحاكم عليه دون العقل والروحانيات، حتى أنّ كلّ شيء يُثيره ويُثير فيه الشهوة.
٥- الإلحاح النفسي المتزايدة بحيث جعل مشكلة العالم والحياة والمجتمع والنفس هو شهوته الخاصة، وهذا الإلحاح الشديد والمتزايد جعل النفس في هوس تلحُّ عليه بإنقضائها وأخذ الوطر من ملذاتها.
٦- أصدقاء السوء الذين يروجون الفساد، ويزينون للعبد أفعال المعصية وما شابهها، بحيث كلّما حاول الابتعاد والتخلص ارجعوه إليها.
وقد تكون هناك أسباباً أخرى غير ما ذكرناه.
وأمّا ما يُمكن أن يكون علاجاً لهذه العادة السيئة هو:
١- الصبر والتصبر على الطاعة وعدم المعصية بعدم إثارة النفس من التفكيرات السيئة التي تنتج عنها إثارة وتهييج الحيوانية في النفس والقوة الشهوية، حتى تتفاقم وتتلاطم أمواجها. ولكن الصبر في عدم التهييج خير سلاح يواجهها به.
٢- يجب علاج كلّ الأسباب التي ذكرناها وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث مضاعفات التهييج الجنسي.
٣- يجب عليكم ملئ الذهن والعقل بقضايا علمية ومعرفية، وبصورة ومفاهيم جيدة أخلاقية ونورانية لها تأثيرها الإيجابي والمباشر على النفس، مثلاً النظر إلى قبة وشباك الأمير والمعصومين عليهم السلام لها نورانيته في النفس، وكذا إيجاد المفاهيم من كلام المعصومين من الروايات والتأمل بها، فكلامهم نور وله روحانية ونورانية في النفس يساعدها على أن تشفى من مرضها النفسي، بل وكلّ مرض.
٤- يجب التخلص من أوقات الفراغ، ومحاولة تنظيم أوقات اليوم ببرنامج جيد من النوم المبكر بشرط عدم التفكير قبل النوم بأشياء غير جيدة، والنهوض لصلاة الفجر والدعاء بما يُذكر من في مفاتيح الجنان.
٥- يحرم مشاهدة المقاطع والصور المحرمة والتي تُثير النفس والشهوة، وهنا يجب التخلص منها، وإبدال ذلك بالأمور المحللة والمباحة التي لا تُثير النفس، بل وتُشغل الذهن بقضايا معلوماتية ومعارف جديدة.
٦- عليكم بترويض الذهن والنفس بتعلم علوماً معينة ومعارف جميلة روحانية تزيد من الطاقة النورية والقوة النفسية وتُذيق العبد حلاوة جديدة لم يتذوق مثلها من قبل، فمثلاً يتعلم علم العقائد وعلم معرفة الذوات المقدسة، ومعرفة كراماتهم عليهم السلام، ومعرفة الثواب والعقاب وغير ذلك.
٧- عليكم بممارسة تمرينية يومية بايجاد صلاةٍ ولو صلاة واحدة فيها خشوعٍ تام وخضوعٍ كبير، بحيث يحصل العبد على اتصال بالمولى الحق، ويناجيه ويدعوه ويطلب حاجته. وكذا للصلاة في وقتها تأثير كبير في تحصين النفس.
٨- توثيق علاقة قوية وكبيرة وجميلة مع المعصومين عليهم السلام وخصوصاً السيدة الزهراء عليها السلام أو الامير عليه السلام، بحيث يجلس العبد جلسة مناجاة وحديث مع المعصوم يستشعر كأنه حاضراً معه ويكلمه ويستغرق في ذلك الكلام بحيث يجد لذة مناجاته مع المعصوم لا تفارقه.
٩- ليجعل العبد على نفسه شرطاً أنّه لو خالف الشرع وارتكب المعصية ومارسها، يدفع مبلغاً من المال كبيراً حتى يقهر النفس عن عادتها غير الجيدة.
١٠- ليكن لكم نظم في ممارسة الرياضة والهوايات المحللة والمباحة التي تشغل ذهنكم بها، وتبعدكم عن عادات سيئة، مثل قراءة القرآن وحفظه، قراءة روايات أهل البيت، الرسم الكتابة الخياطة الطبخ الزراعة والاهتمام بها، تربية الطيور والدواجن في البيت، وغير ذلك.
١١- التوسل والإلحاح بالدعاء أمام محضر الله تعالى بشفاعة المعصومين عليهم السلام، وهذه الطريقة قوية وكبيرة المفعول ولكن مع مراعاة الشروط.
١٢- التوبة مباشرة بعد المعصية فيما لو وقعت، بحيث تجلسون في مكان فارغ من الشواغل وتبكون وتنوحون على ما صدر منكم في حق الله تعالى وحق أنفسكم، وتقرأون الدعاء المناسب وتبكون أو تحاولوا البكاء لتحترق النفس ألما وتذوب شهوتها حياءاً من المولى والذوات القدسية المطلعة علينا.
١٣- حاولوا أن توجدوا الحب في أنفسكم مع الله تعالى بحيث تتلمسون رسائله يومياً في ذواتكم ووجودكم، وتقرأونها بإمعان وتأمل، مثل إنعامه عليكم مع معصيتكم له، ووجود النفس والروح حين المعصية، وستره لكم ودفعه عنكم، وغير ذلك من الرسائل العجيبة التي له معنا.
١٤- ليكن لكم رفيق صالح ومؤمن من جنسكم تتعلمون منه، ويعينكم على الطاعة ولا يدفع بكم نحو المعصية، بل ولا يرضى بها.
١٥- التأمل في هذه الروايات ومثيلاتها، مثلاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من انتقض شيئا من حقي ... المزید وعلى ناكح البهيمة، وعلى ناكح يده.
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: الناتف شيبه، والناكح نفسه، والمنكوح في دبره.
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن الخضخضة -: إثم عظيم قد نهى الله تعالى عنه في كتابه، وفاعله كناكح نفسه، ولو علمت بمن يفعله ما أكلت معه، فقال السائل: فبين لي يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كتاب الله نهيه؟ فقال: قول الله: * (فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) * وهو مما وراء ذلك (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ناكح الكف ملعون.
واللعن هو الطرد من الرحمة والعياذ بالله، ومن يُطرد من الرحمة سيكون تحت حكومة الشيطان، وقد الشيطان لا يقبله، بل ويطرده! لأنّ نفس الشيطان أيضاً لا يُحب المطرود من رحمة الله تعالى.
١٦- وعليكم بتحصين النفس من الهوى والشيطان وتسويلات النفس، وذلك بقراءة ما ينفع في تحصين النفس.
وأما مداعبة العضو واثارته، فمادام يجر للحرام وللإثارة النفس والشهوة فلا يجوز.
وأما قضية الميل إلى الرجال فلها طريقة معالجة خاصة، وارسلوا سؤالكم هذا على انفراد لنجيب عنه.
نقطة العلاج النهائي:
عليكم بالتعاهد مع النفس في أن تعزموا عزيمة قوية صادقة ومخلصة ولمدة أربعين يومياً، تلتزموا بزيارة عاشوراء مع السلام واللعن مئة مرة، وتطلبون حاجتكم، ومع صلاة الاستغاثة بالبتول عليها السلاة، مع ملازمة البكاء والتضرع الشديد، والدعاء كدعاء الغريق الذي لا ينجيه إلا الدعاء والتوسل، وإن شاء الله سوف تقضى حاجتكم.
والتكفير عن الذنب هو بترك الذنوب وملازمة الاستغفار، والعزم على عدم العود.
والحمد لله قاضي الحاجات راحم العبرات