logo-img
السیاسات و الشروط
A.313 ( 14 سنة ) - الكويت
منذ 8 أشهر

هلاك قوم عاد بريح صرصر

السلام عليكم ١ - كيف هلكوا قوم عاد بريح صرصر عاتيه ٢ - وماهي قصة شداد و شديد و ارم ذات العماد ٣ - قصة قيل بن عنزه و الغيوم و معاويه بن بكر هل هي صحيحه اريد الجواب بكد تفصيل


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في تطبيق المجيب يقول صاحب تفسير الميزان،السيد الطباطبائي ،ج ١٠ ،الصفحة(307): عاد قوم هود: هؤلاء قوم من العرب من بشر ما قبل التاريخ كانوا يسكنون الجزيرة انقطعت اخبارهم وانمحت آثارهم لا يحفظ التاريخ من حياتهم إلا أقاصيص لا يطمئن إليها وليس في التوراة الموجودة منهم ذكر. والذي يذكره القرآن الكريم من قصتهم هو أن عادا - وربما يسميهم عاداً الأولى (النجم: 50) وفيه إشارة إلى أن هناك عاداً ثانية - كانوا قوما يسكنون الأحقاف (1) من شبه جزيرة العرب (الأحقاف: 21) بعد قوم نوح (الأعراف: 69). كانت لهم أجساد طويلة (القمر: 20، الحاقة: 7) وكانوا ذوي بسطة في الخلق (الأعراف: 69) أولى قوة وبطش شديد (حم السجدة: 15، الشعراء: 130) وكان لهم تقدم ورقى في المدينة والحضارة، لهم بلاد عامرة وأراض خصبة ذات جنات ونخيل وزروع ومقام كريم (الشعراء وغيرها)، وناهيك في رقيهم وعظيم مدنيتهم قوله تعالى في وصفهم: (ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) الفجر:(8). لم يزل القوم يتنعمون بنعمة الله حتى غيروا ما بأنفسهم فتعرقت فيهم الوثنية وبنوا بكل ريع آية يعبثون واتخذوا مصانع لعلهم يخلدون وأطاعوا طغاتهم المستكبرين فبعث الله إليهم أخاهم هوداً يدعوهم إلى الحق ويرشدهم إلى أن يعبدوا الله ويرفضوا الأوثان، ويعملوا بالعدل والرحمة (الشعراء: 130) فبالغ في وعظهم وبث النصيحة فيهم، وأنار الطريق وأوضح السبيل، وقطع عليهم العذر فقابلوه بالاباء والامتناع، وواجهوه بالجحد والانكار ولم يؤمن به إلا شرذمة منهم قليلون وأصر جمهورهم على البغى والعناد، ورموه بالسفه والجنون، وألحوا عليه بأن ينزل عليهم العذاب الذي كان ينذرهم ويتوعدهم به قال: إنما العلم عند الله و أبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون (الأحقاف: 23). فأنزل الله عليهم العذاب وأرسل إليهم الريح العقيم ما تذر من شئ أتت عليه إلا جعلته كالرميم (الذاريات: 42) ريحا صرصرا في أيام نحسات سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية (الحاقة: 7) وكانت تنزع الناس كأنهم أعجاز نخلٍ منقعر (القمر: 20). وكانوا بادئ ما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم استبشروا وقالوا: عارض ممطرنا وقد أخطأوا بل كان هو الذي استعجلوا به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شئ بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم (الأحقاف: 25) فأهلكهم الله عن آخرهم وأنجى هودا والذين آمنوا معه برحمة منه (هود: 58). ودمتم موفقين. ——————————— (1) الأحقاف جمع حقف وهو الرمل المعوج، والاحقاف المذكور في الكتاب العزيز واد بين عمان وأرض مهرة وقيل من عمان إلى حضر موت وهى رمال مشرقة على البحر بالشحر وقال الضحاك: الأحقاف جبل بالشام (المراصد).