أم مرتضى
منذ 5 سنوات

 مسائل تتعلق بواقعة الطف

السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي عدة أسئلة عقائدية أود من سماحتكم التفضل علي بالإجابة عليها مع خالص شكري وتقديري لكم . 1/ لماذا أصر يزيد بن معاوية على أخذ البيعة من الإمام الحسين حتى ولو بالإجبار؟ 2/ لماذا لم يأخذ الإمام علي بن الحسين بثأر أبيه من بعده ويقتل قاتليه؟ ومن هو الذي أخذ بثأر الحسين من بعده ؟ 3/ لماذا لبى الإمام الحسين دعوة أهل الكوفة رغم معرفته الجيدة بحالهم وبأن إحتمال خذلانهم له أمر وارد فقد خذلوا أباه - الإمام علي - من قبله؟ 4/ عرف الإمام الحسين بغدر أهل الكوفة بمسلم بن عقيل وقتلهم له وهو في منتصف الطريق إلى الكوفة فلماذا لم يرجع إلى مكة أو المدينة مثلا ويقتل هناك بين أهله وأنصاره؟ 5/ نقل في الأخبار : إنه لو كان الإمام الحسن قد قاوم معاوية وحاربه ثم قتل على يديه فإن هذا الفعل سيكون وصمة عار على الإسلام والمسلمين خلاف اللإمام الحسين فإن قتله مفخرة عظيمة للإسلام لماذا؟ 6/ قال أحد صحابة الإمام الحسين ( يابن رسول الله إن قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به ) من قصد الصحابي بقوله (قتال هؤلاء) وبماذا رد عليه الإمام الحسين ولماذا؟ 7/ طرح الإمام الحسين بعض الخيارات على عمر ابن سعد وأصحابه بدلا من قتله ماهي هذه الخيارات ولماذا رفضها عمر ابن سعد ؟ً


الاخت أم مرتضى المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نجيب على اسئلتكم واحداً تلو الاخر : ج1: لقد كان يزيد متلهفاً لأخذ البيعة من كبار الزعماء - لا سيما المعروفين - وعلى رأسهم الامام الحسين (عليه السلام), وبأي صورة كانت ليضفي على وضعه الطابع الشرعي في أوساط الامة, ولذا ركّز على ثلاث شخصيات حينما كتب الى والي المدينة الوليد بن عتبة, جاء فيه : (.. فخذ حسيناً, وعبد الله بن عمر, وابن الزبير بالبيعة اخذاً ليس فيه رخصة..) لأنه - يزيد - كان يرى أن لهؤلاء مركز ألمع من مركزه, لا سيما الامام الحسين (عليه السلام), لانه يمتاز بمزايا منها : 1- كونه صحابي, وابن رسول الله (ص). 2- سيد شباب أهل الجنة, وخامس أهل العبا. 3- الابعاد ( العلمية والاجتماعية والدينية والاخلاقية.. ) التي تؤطر شخصيته. 4- العهد الذي يقيد معاوية في تسليم الأمر الى الإمام الحسن (عليه السلام), ومن بعده الحسين (عليه السلام). كل هذه الأمور وغيرها جعلت يزيد يفكر جدياً بالإمام الحسين (عليه السلام), لأن ابن عمر سرعان ما سلّم عندما قال : (اذا بايع الناس بايعت) !, وأما ابن الزبير فقد ادرك الناس انه يسعى للمنصب والتأمر, فلم تكن لديه دوافع دينية, وأما الإمام الحسين (عليه السلام) فقد كانت الأنظار متجهة صوبه ولذا انقطع الناس - في تلك الفترة إليه - وهذا يدل على موقعه في النفوس, ولذا حاول يزيد التخلص منه بأي شكل, حتى آل الامر الى بعث عدة اشخاص لاغتيال الإمام الحسين (عليه السلام) في موسم الحج. ج2: إن كان معنى الثأر هو قتل نفس القتلة ( عبيد الله بن زياد, وعمر بن سعد بن أبي وقاص, وشمر بن ذي الجوشن, وحرملة بن كاهل,.. ) فقد قيض الله تعالى لهؤلاء المختار بن أبي عبيد الثقفي وقتلهم جميعاً كما نال من كثير ممن اشتركوا في واقعة كربلاء ضد الحسين (عليه السلام), وان كان معنى الثأر هو فضح مخطط هؤلاء ومن ورائهم يزيد بن معاوية, فان الامام السجاد (عليه السلام) لم يتوان عن ذلك, وثأر لدماء شهداء كربلاء في دمشق وبمحضر الجهاز الحاكم - لاحظوا خطبته في ذلك المجلس - حتى ان يزيد أمر المؤذن أن يقطع عليه خطبته, لانه افتضح أمام أهل الشام المغفلين, وقد عرّفه - الامام السجاد (عليه السلام) هذه الحقيقة - حينما قال : ( ستعرف من الغالب ) وذلك عند رفع المؤذن للاذان. ج3: ان تلبية الحسين (عليه السلام) لدعوة أهل الكوفة تنطوي على عدّة مضامين منها : 1- ان استجابته لهم هي لقطع الالسنة وقطع المعاذير, والحقيقة ان الامر أعمق من ذلك, وهذا ما سيتبين في النقاط التالية. 2- ان الامام الحسين (عليه السلام) كان يعلم بمقتله, لأن جده رسول الله (ص) أخبر بذلك ودفع إليه بتربة من كربلاء - وهذا يرويه علماء من الفريقين - كما أنه قال (عليه السلام): (وخيّر لي مصرع أنا لاقيه). 3- إن أي مكان لم يكن قادر على إيواء الحسين (عليه السلام) بدليل قوله (عليه السلام): (لو كنت في جوف هامة من هوام الأرض لاستخرجوني وقتلوني). 4- إن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن ينوي اللجوء إلى مكان آمن - لغرض السلامة - بل قالها بصراحة : ( خرجت لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي..), فالحسين (عليه السلام) قصد الكوفة باعتبارها واحدة من الحواض المتمردة على الحكم الأموي - غالباً ـ, وباعتبار الاعراق والقوميات المختلفة فيها, وباعتبار الواجب الذي يراه (عليه السلام) ملقىً على عاتقه, ومثل هذه المسألة - الغدر والخيانة - لا يأبه بها الامام حتى يترك هدفه, والاّ لكان أبوه (عليه السلام) أولى بمغادرة الكوفة من قبل ! فاحتمال العصيان والنكول لا يسقط واجب التصدي. ج4: ليس من السهولة بمكان أن يرجع الحسين (عليه السلام) الى المدينة ومعه من النساء والأطفال ما يتجاوز المائة نفر, كما أن الدولة الأموية ستحول بينه وبين المدينة لأنها بدأت بالنفير وتجريد الجيوش لقتاله على كل الساحات, كما ان نفس مكة والمدينة لم تكن صالحة للنصرة لعدّة أمور : ـ 1- ان هاتان المدينتان - حرم الله وحرم رسوله (ص) - فلا يجوز انتهاكهما. 2- لو كان هناك أنصار وأتباع لساروا معه ولما تركوه يسير بأهل بيته وبقلة من الأنصار, حتى أن الإمام السجاد (عليه السلام) يؤكد هذه الحقيقة بقوله : ( ما بمكة والمدينة عشرون رجلاً يحبنا ) !!! ج5: لم نر أي خبر ينقل : ( إن فعل الإمام الحسن (عليه السلام) لو كان كفعل الإمام الحسين (عليه السلام) من حيث إعلان الثورة, سيكون وصمة عار ), ان لكل زمان ظروف, وانه لولا صلح الإمام الحسن (عليه السلام) لما تمهدت الارضية أمام الحسين (عليه السلام) للثورة. ج6: القائل هو زهير بن القين, والمراد من قوله ( قتال هؤلاء ) قتال أصحاب الحر قبل مجيء جيش عمر بن سعد, وأجابه الامام الحسين (عليه السلام) بقوله : ما كنت أبدأهم بقتال. ج7: ذكر الامام الحسين (عليه السلام) خيارين لعمر بن سعد بدلاً من قتاله وهما : دعوني أرجع الى المكان الذي أقبلت منه، أو أذهب في هذه الأرض العريضة. فأرسل عمر رسالة الى عبيد الله بن زياد يذكر له ذلك, لكن ابن زياد أجابه برسالة أرسلها بيد شمر بن ذي الجوشن مضمونها : اني لم أبعثك الى الحسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتعذر عنه ولا لتكون له عندي شافعاً, أنظر فان نزل الحسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم لي سلما وإن أبوا فازحف اليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم … فإن أنت مضيت لامرنا جزيناك جزاء السامع المطيع وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فإنا قد أمرناه بأمرنا والسلام. فبعدما قرأ ابن سعد الكتاب قال له شمر : أخبرني بما أنت صانع ؟ أتمضي لأمر أميرك وتقاتل عدوّه والاّ فخل بيني وبين الجند والعسكر. قال : لا ولا كرامة لك ولكن أنا أتولى ذلك فدونك فكن أنت على الرجالة. ودمتم في رعاية الله

4