نور - السعودية
منذ 4 سنوات

 الكليني وكتابه الشريف (الكافي)

السلام عليكم ورحمة الله انا في حواري مع الأخوة السنة ذكرت لهم أن الشيعة ليس عندهم كتاب صحيح ومنها كتاب الكافي للكليني فذكر لي أقوال لعلماء شيعة يقرون بصحة كتاب الكافي من الجلدة للجلد قال الكليني نفسه يمدح كتابه في المقدمة: ( وقلت إنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف يجمع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين ). مقدمة الكافي. - وقال عبد الحسين شرف الدين صاحب الكتاب ( المراجعات ) وهو يتكلم عن مراجعكم نصه: ( وأحسن ما جمع منها الكتب الأربعة, التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان وهي: الكافي, والتهذيب, والإستبصار, ومن لا يحضره الفقيه, وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها ). المراجعات ص 370, مراجعة رقم (110). طبعة: مطبوعات النجاح بالقاهرة. - وقال الطبرسي: ( الكافي بين الكتب الأربعة كالشمس بين النجوم وإذا تأمل المنصف استغنى عن ملاحظة حال آحاد رجال السند المودعة فيه وتورثه الوثوق ويحصل له الاطمئنان بصدورها وثبوتها وصحتها ). مستدرك الوسائل (3 / 532). - وقال الحر العاملي: ( الفائدة السادسة في صحة المعتمدة في تأليف هذا الكتاب - أي الكافي - وتوافرها وصحة نسبتها وثبوت أحاديثها عن الأئمة عليهم السلام ). خاتمة الوسائل ص 61 - وقال آغا بزرك الطهراني: ( هو أجل الكتب الأربعة الأصول المعتمدة عليها, لم يكتب مثله في المنقول من آل الرسول, لثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي المتوفى سنة 328 هـ ). الذريعة إلى تصانيف الشيعة ( 17 / 245 ). - وقال الشيخ عباس القمي: ( وهو أجل الكتب الإسلامية, وأعظم المصنفات الإمامية, والذي لم يعمل للإمامية مثله, قال محمد أمين الاسترابادي في محكى فوائده: سمعنا عن مشائخنا وعلمانا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه ). الكنى والألقاب (3 / 98). - وغيرهم كثير أثنوا على هذا الكتاب واعتبروه أصلاً من أصولهم.وهذا بخلاف ما تفضلت به وسؤال ثاني: هل يحوي اكثر من 16 الف حديث صحيح وهو اكثر من كتب البخاري ومسلم ومارأيكم بمن يقول أن ثلثي أحاديث الكافي ضعيفة فثلثي ستة عشرة ألاف تصير نحو خمسة ألف ونيف هي الصحيحة..... في معرض هده النقطة أن أستغرب كيف يمجد البعض هذا الكتاب لدرجة يقولون ماأوردته سالفا.... ويأتي البعض الأخر فيقول ثلثي الكتاب ضعيفة، يجب حل هدا التناقض وشكرا لكم أتمنى ألقى الجواب عندكم


الأخ نور المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الثناء والتمجيد الذي سمعته عن كتاب (الكافي) في كلمات العلماء الأعلام يعود إلى جلالة مؤلفة (قده) وحرصه على تدوين ما صح عنده من آثار آل الرسول(ص) وأما تضعيف العلماء المتأخرين لجملة من مروياته فلا يقدح في مكانته أو التقليل من شأنه، إذ ينبغي الملاحظة أن للتضعيف والتصحيح معنيان عند الإمامية ـ أحدهما عند المتقدمين ـ ويمثلهم الشيخ الكليني ومن في طبقته ـ والثاني عند المتأخرين ـ ويمثلهم العلامة الحلي ومن في طبقته ـ ومعنى الصحيح عند المتقدمين هو القبول بالحديث والعمل به لاحتفائه بقرائن تدل على صحة صدوره، وهذا عندهم بغض النظر عن وثاقة رواة السند. أما المتأخرون فهم لا يرون الحديث صحيحاً إلا إذا ثبت عندهم وثاقة رواته بالخصوص.. والسر في ذلك هو الابتعاد زمناً عن عصر صدور النص، اضافة إلى غياب القرائن التي يمكن لها ان تفيد الاطمئنان بالصدور في قبول الحديث وعدمه. لذا فإن ما سمعتموه من التضعيف لاحاديث الكافي إنما كان باصطلاح المتأخرين دون المتقدمين، الذين كتب الشيخ الكليني(قده) كتابه على منوالهم وصرّح في بداية كتابه بأنه ذكر فيه الآثار الصحيحة عن الصادقين (عليهم السلام) ليعمل بها (1: 8) .. وأما الكلام الذي ذكرتموه عن السيد شرف الدين(ره) فهو لا يستفاد منه اعترافة بصحة جميع ما ورد في هذه الكتب من أحاديث، وإنما هو (ره) يشير إلى أنها متواترة النسبة إلى أصحابها خلاف بعض الكتب الحديثية أو التي تؤخذ منها الأحاديث وهي محل كلام وأخذ ورد في نسبة صحتها إلى أصحابها كتفسير القمي مثلاً. وقوله(ره) ـ ومضامينها مقطوع بصحتها ـ يريد به أن هذه الكتب من حيث الأطار العام في بياناتها هي مقطوعة الصحة وتمثل عقيدة وفقه الشيعة الإمامية، وإلا لا يمكن لمثل السيد شرف الدين(ره) وهو الخبير باحوال الرواة والاحاديث ان يدّعي صحة مالم يقطع أصحابه أنفسهم بصحة ما ورد فيه حديثاً حديثاً كما هو المستفاد من الشيخ الطوسي(ره) في بعض عبائره في التهذيب و(الاستبصار). وأما ما قاله الشيخ الطبرسي فهو لا يعدو أن يكون رأياً مبنياً على قرائن يعتقد هو صحة الاعتماد عليها تورثه الاطمئنان بصحة ما ورد في هذه الكتب، وهذا الأمر هو محل تأمل كبير بين الأعلام، خصوصاً الأصوليين الذين لا يقبلون بكل ما يعتمده الأخباريون في أخذهم للأحاديث من دون اخضاعها لقوانين الجرح والتعديل في علم الرجال. وما قلناه في حق الشيخ الطبرسي يجري على كلمات الشيخ الحر العاملي في فائدته في الوسائل. أما بقية الكلمات فهي عامة لا يستفاد منها الحكم بصحة جميع ما ورد في الكتاب. ودعوى المحاور السني ان الشيعة ليس عندهم كتاب صحيح لا تعد قدحاً وإنما هي ميزة علمية عالية امتاز بها اتباع أهل البيت(ع) في أخذهم للعقيدة والفقه الصحيح المبرء للذمة أمام الله عز وجل، فلم يرضوا لأنفسهم الاعتماد على رأي شخص واحد غير معصوم كالكليني (ره) أو الصدوق (ره) مثلاً أو حتى عالم من علماء الرجال بالحكم بصحة كتابه والأخذ به اخذاً اعمى كما هو الحال عند اخواننا أهل السنة في أخذهم للحديث من كتابي البخاري ومسلم فهذا من التقليد الأعمى غير المبرء للذمة, ولو نظرنا إلى المسألة نظرة علمية منصفة فالشيعة لا يقرون بتواتر كتاب وصحته من الغلاف إلى الغلاف سوى كتاب الله عز وجل والحمد لله رب العالمين. ودمتم في رعاية الله

2