وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي العزيزة، رزقكم الله العفة والحفظ لحدود الحق، والغيرة على ذاتكم ودينكم.
يا مؤمنة، العفة هي الكف عمّا لا يحل ويجمل، وفي الاصطلاح؛ هي هيئةٌ للقوةِ الشهوية متوسطة بين الفجور الذي هو إفراطُ هذه القوة، والخمود الذي هو تفريطها، فالعفيف من يباشر الأمور على وفق الشرع والمروءة.
وللعفة مراتب بحسب مراتب العبد السلوكية والتربوية، ولعلّ أدنى مراتب العفة هو الكف عن جميع المحرمات مما يتعلق بالبطن والشهوة، ومما لا يرضى به الله تعالى، ومما يكون فيه دناءة للنفس. ولعلّ نوع عفة الرجل تختلف عمّا تعف عنه المرأة، وإن كانوا يتحدون في بعضها الآخر.
وعليه، ممّا تعف عنه النساء هو أن تعفّ عن النظر المحرم، وعن إبداء وإظهار الزينة، وعن الصوت الذي قد يثير الريبة والتلذذ عند الرجال الأجانب، وكذا تعفّ في مشيتها فلا تكون ممّا يثير نظر الغير إليها، وتعفّ عن اللباس الذي يحكي المفاتن ويجلب إليها نظر الرجال، والعفة عن التبسم وابداء ما يثير فضول الرجال حول المرأة ومتابعتها ومشايعتها وترقبها حتى ما يسمى بالنشر في صفحات التواصل الإجتماعي.
ومثلما هي تعف عن فعل ما يثير غيرها من الرجال الأجانب، كذلك هي تعفّ عن كلّ ما يكون من الرجال، فلا تنظر إليهم ولا تثير شهوتها تجاه الجنس الآخر، ولا تعطي لهم الإعجابات وما شاكله لهم، فهي طرق باب مخالف لتحصين التعفف والتستر والغيرة.
وبعبارة جامعة، يمكن تأسيس للتعفف قاعدة هو ما نقل عن سيدة النساء الزهراء عليها السلام هو قولها خير للمرأة هو أن لا ترى الرجال ولا يرونها.
والحمد لله المحتجب عن الأبصار بحجاب الكبرياء.