احمد ناجي - النرويج
منذ 4 سنوات

 تفسير القمي والعياشي

أرجوا الرد على الشبهات التالية:- ************************* نجم ((ليالي بيشاور)) يفضح نفسه بأنه ليس من أهل العلم... سلطان الواعظين، السـيّد محمّـد الموسوي الشيرازي، واحد من كبار علماء الديانة الشيعية، وقد عاش في القرن الرابع عشر الهجري. ولهذا العالم كتاب أسماه ((ليالي بيشاور))، ادعى بأنه عبارة عن مناظرات جرت له مع عدد ممن وصفهم بأنهم ((علماء مسلمين))، أسفرت -كما ادعى- في الليلة الأخيرة عن إعلان معظم الموجودين من المسلمين عن ((تشيعهم)) بعد ما أشبعهم ((سلطان الواعظين)) بالأدلة التي أثبتت لهم صحة ديانته الشيعية وبطلان عقائدهم.. وفي الحقيقة، فإن من يتأمل هذه المناظرات المزعومة ويعمل النظر في طريقة صياغتها اللغوية، سوف يكتشف بأن هذه المناظرات تحيط بها الشكوك من كل جانب من أنها لم تحدث ولم يكن لها وجود أصلا، فهي لا تتعدى تخريجات وتهويمات وهمهمات لشخص فاقد الحيلة، قاده تفكيره إلى أن الكذب ربما يكون وسيلة لا بأس بها في الضحك على عقول عوام الشيعية وبسطائهم ليظهر أمامهم بمظهر العالم المتبحر ذو الحجة التي تسكت الخصم، فألف مسرحية أطلق عليها إسم ((ليالي بيشاور)) ابتكر لها ممثلين من عنده أسماهم ((علماء مسلمين))، في حين أنه أخذ دور ((العالم المفوه)) في هذه المسرحية التي انتهت بانتصار ساحق حققه على ((علماء المسلمين)). والكتاب مليء بالمغالطات والتهويلات، ويطفح بالتضخيمات المفتعلة والأكاذيب المفضوحة والأخطاء الشرعية إلى الحد الذي يستغرب معه القاري كيف اعتبر الشيعة كتابا كهذا مرجعا لهم، ودليلا يثبت صحة عقائد دينهم، دون أن يتقدم أحد علمائهم ويحقق في محتوياته على ضوء العقل. وإذا كان من الصعب ملاحقة كل ما ذكره المؤلف في كتابه والرد عليه، فإنه ليس صعبا أن نختار نصين من هذا الكتاب، يثبتان بما لا يدع مجالا للشك بأن مؤلف ((ليالي بيشارو)) لا حظ له من العلم، على عكس ما ادعاه لنفسه وما ادعاه العوام. فلنتامل هذين النصين ونحللهما على ضوء كتاب الله، ثم باستخدام نعمة العقل التي وهبنا الله إياها. النص الأول: روي صاحب ليالي بيشاور هذا الحديث:. (حدثنا المؤرخون والمحدثون أنه عليه السلام (علي ابن أبي طالب) في آخر يوم من حياته، حينما كان على فراش الموت والشهادة، حضر عنده جماعة من أصحابه لعيادته، وكان ممن حضر صعصة بن صوحان، في ذلك اليوم سأل صعصعة الإمام عليا عليه السلام: يا أمير المؤمنين! أخبرني أنت أفضل أم آدم (ع)؟ فقال الإمام عليه السلام: يا صعصعة! تزكية المرء نفسه قبيح، ولولا قول الله عز وجل: (وأما بنعمة ربك فحدث) ما أجبت. يا صعصعة! أنا أفضل من آدم، لأن الله تعالى أباح لآدم كل الطيبات المتوفرة في الجنة ونهاه عن أكل الحنطة فحسب، ولكنه عصى ربه وأكل منها! وأنا لم يمنعني ربي من الطيبات، وما نهاني عن أكل الحنطة فأعرضت عنها رغبة وطوعا...) أولاً: يبدأ هذا الحديث بعبارة (حدثنا المؤرخون والمحدثون...)، ولعله لا يحتاج إلى القول بأن أي عالم، عندما يورد حديثا ليثبت به مصداقية ما يقول، فإنه يتحرى أن يكون الحديث خاليا من أية شبهة أو خلل قد تشكل مطعنا عليه وتشكك في علمه وتنفي مصداقية ما يقول، إلا أن مؤلف ((ليالي بيشاور)) لم ير بأسا في أن يستخدم عبارة (حدثنا المؤرخون والمحدثون...)، مما يدل على أن من كان يخاطبهم في كتابه لم يكن من العلماء، بل من عوام الشيعة وجهلتهم، حيث أن لا أحد منهم يتسائل: (( ومن هم هؤلاء المؤرخون والمحدثون؟ كيف نصدق حديثا منسوبا إلى مجهولين لا نعرف من هم؟ ))، وبالتالي، يضمن أن يمرر عليهم بسهولة حديثا مزورا يطفح بالكذب كهذا الحديث. ثانياً: يدعي مؤلف الحديث بأن صعصعة سأل علي ابن أبي طالب وهو على فراش الموت: ((أخبرني... أنت أفضل أم آدم؟)) وكلمة ((أخبرني)) فعل أمر يحمل معنى الغلظة والفظاظة وعدم الإحترام، ولا يمكن التصديق أن رجلا مسلما يقولها لأمير المؤمنين وهو على فراش الموت.. ثالثاً: كيف لمسلم يعود أمير المؤمنين وهو على فراش الموت وفي آخر يوم من أيام حياته أن يسأله سؤالا لا يتناسب مع جلال الموقف عندما يسأله سؤالا يختبر فيه أفضليته على الخلق فوهو احتضار أمير المؤمنين؟. رابعاً: عندما طرح صعصعة سؤاله على علي ابن أبي طالب: ((أخبرني أنت أفضل أم آدم؟)) فقد كان واضحا بأنه كان يجهل لجواب، وصعصعة هذا يعد من كبار المقربين من علي ابن أبي طالب بل ومن وزرائه، شهد معه كل حروبه، أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان خطيبا مفوها، شهد صفين مع علي، ولما استشهد علي واستولى معاوية على العراق نفاه إلى البحرين ومات فيها. فهل يقبل العقل أن واحدا من أكبر شيعة علي ومناصريه كصعصعة بن صوحان ظل طوال صحبته لعلي لا يعرف أيهما أفض آدم أم علي؟ خامساً: عندما سأل صعصعةعليا: (أنت أفضل أم آدم؟) رد عليه علي: (أنا أفضل من آدم...) وفسر علي سبب هذه الأفضلية بقوله: (لأن الله تعالى أباح لآدم كل الطيبات المتوفرة في الجنة ونهاه عن أكل الحنطة فحسب، ولكنه عصى ربه وأكل منها! وأنا لم يمنعني ربي من الطيبات، وما نهاني عن أكل الحنطة فأعرضت عنها رغبة وطوعا...). لم يقل القرآن بأن الله قد منع آدم من أكل الحنطة، بل قال بأنه منعه من أكل شجرة ما لم يسم إسمها (( وَقُلنَا يَا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ وَكُلاَ مِنهَا رَغَداً حَيثُ شِئتُمَا وَلاَ تَقرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ )) ، ولم يثبت في الأثر الصحيح إسم تلك الشجرة، وحتى لو سلمنا جدلا بأن الشجرة المعنية في القرآن هي الحنطة، فإن الحنطة ليس شجرة، بل هو عشبة لايزيد أقصى ارتفاع لها عن متر واحد، فأين العشبة من الشجرة.. سادساً: يقول علي في هذا الحديث: (وأنا لم يمنعني ربي من الطيبات، وما نهاني عن أكل الحنطة فأعرضت عنها رغبة وطوعا...) ومنذ متى كان الإمتناع عن أكل ما أحل الله لعباده من الطيبات عبادة يتقرب بها المؤمن من ربه؟ بل إن تحريم ما أحل الله هو أمر محرم استهجنه القرآن الكريم بقوله تعالى: (( قُل مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزقِ )) بل إن ما فعله علي عندما امتنع عن تناول ما أحل الله هو عمل محرم في الإسلام، إذ أن علي بذلك قد فتح الباب للناس بأن يحرموا على أنفسهم ما أحل الله بحجة التقرب من الله، أي أن علي ارتكب فعلا مشينا في الإسلام وابتدع بدعة ليست من الدين، وهو ما يجعله يبدو إمام بدعة وتمرد على ما أحل الله وليس إمام هدى وتقوى، فيكون آدم بهذا الفعل أفضل منه وليس العكس... من هنا، يثبت بأن صاحب ((ليالي بيشاور)) قد أهان في هذا الحديث المزور علي ابن أبي طالب وأظهره على أنه إمام بدعة وليس إمام المتقين.. النص الثاني: يقول صاحب ليالي بيشاور:. (وأما قول الشيخ عبد السلام: بأن قوله تعالى: (والذين معه) إشارة إلى أبي بكر لأنه كان صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الغار، فإني أجبت بأن صحبته كانت من باب الصدفة، ولو سلمنا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذه معه لاعن صدفة، فهل مرافقة أيام قلائل وصحبة سفر واحد تساوي مرافقة أكثر العمر وصحبة سنين عديدة هي التي قضاها مولانا الإمام علي عليه السلام تحت رعاية النبي (ص)؟. لم يجد أبو ليالي بيشاور ما ينفي به صحبة أبو بكر الصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء والثابتة في محكم التنزيل سوى بالقول بأن هذه الصحبة تمت عن طريق ((الصدفة))، فكان مثله في ذلك مثل من هبت النار في ثوبه، فأسرع إلى وعاء قريب منه بداخله سائل وصبه على نفسه ليطفيء النار ظانا بأنه ماء، فإذا به بنزين وليس ماء، فازداد احتراقا ومات.. فصاحب الليالي عندما برر وجود الصديق مع النبي في الغار بأنه ((محض صدفة))، فإنه كان يريد يقول بأن الله ليس له أي يد في هذه الصحبة، وبأن ما حدث كان عن طريق ((الصدفة))، والصدفة كما هو معروف تعني العشوائية والتخبط، ولا يقول بها إلا الملاحدة من ينكرون وجود الله ويرجعون وجود هذا الكون إلى ((الصدفة))، في حين أن الله يقول في محكم التنزيل: (( إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقنَاهُ بِقَدَر )) ويقول: (( وَمَا يَعزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )) .. فما هو ذلك الإله الذي يصحب نبيه إنسان ما رغما عن إردته وإرادة نبيه وهو لا يعلم؟. مما سبق، يثبت بأن السـيّد محمّـد الموسوي الشيرازي صاحب كتاب ((ليالي بيشاور)) لم يكتف بالحط من قدر علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وعندما أظهره على صورة إمام مبتدع، بل إنهة كفر بالله عندما أرجع أفعال العباد إلى الصدفة وليس إلى قدر الله وحكمته وعلمه.. *************************


الأخ أحمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالنسبة للنص الأول: ان ما أراد إثباته صاحب كتاب (ليالي بيشاور) بنقله لهذا الحديث هو وجود شواهد كثيرة من الأخبار تؤيد الأدلة على أفضلية علي (عليه السلام) على الأنبياء وبالتالي فليس هو دليلاً مستقلاً وإنما هو شاهد من تلك الشواهد وداعم لتلك الروايات التي تشير إلى ان الإمام علي عليه السلام جامع لفضائل الأنبياء السابقين، وبذلك لا يحتاج في مثل ذلك أن يأتي برواية ذات سند وان يكون السند صحيحاً فلذلك اكتفى بقوله حدثنا المؤرخون والمحدثون باعتبار أن هذه الرواية وردت في كتب بعض المؤرخين وفي كتب بعض المحدثين. وأما قول صعصعة أخبرني, فليس به أي غلظه ولو كان به غلظه فقول عمر لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في حال البكاء كذلك به غلظة اذ قال له أخبرني ماذا يبكيك؟ (انظر مسند احمد ج1 ص31 صحيح مسلم ج5 ص157 )، وكذلك قول معاذ لرسول الله (صلى الله عليه وآله) به غلظة اذ قال : يا رسول الله اخبرني بعمل... ( انظر مسند أحمد ج5 ص237 ). ثم إن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) كانوا حريصين على الاستفادة من الإمام (عليه السلام) حتى في آخر حياته وهذا الأصبغ بن بناته يخبرنا عن دخوله عليه بعد ضرب ابن ملجم ويطلب منه أن يحدثه بحديث سمعه من رسول الله وقال له أيضاً: ((فإني أراني لا أسمع منك حديث بعد يومي هذا ابدا)). فأصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) كانوا حريصين على الاستماع منه حتى آخر ايام حياته. وأما عدم معرفة صعصعة لأفضليته علي(عليه السلام) على الأنبياء فأمر ليس بغريب! فأفضليته من الأمور الدقيقة التي لا يعلمها إلا القليل من أصحابه، فإذا كان صعصعة لا يعلم بذلك فإنه أمر غير غريب. وأما نوع الشجرة التي أكل منها, فأنت تتصور أنها من شجر الدنيا فتقول لماذا تسمى شجرة وهي شجيرة ؟ وكأن حنطة الجنة وشجرتها كشجرة الدنيا, وهو من قصور في التصور لأشجار الجنة وقد سأل الإمام الرضا (عليه السلام) عن تلك الشجرة هل هي الحنطة أم العنب أم الحسد؟ فقال (عليه السلام): (كل ذلك حق ... إلى أن قال: أن شجرة الجنة تحمل أنواعاً فكانت شجرة الحنطه وفيها عنب وليست كشجرة الدنيا). ثم إن الشجرة يمكن أن تطلق على الحنطة وهؤلاء المفسرون عندما يأتون إلى قوله تعالى: (( وَلاَ تَقرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ )) (البقرة:35) يقولون في إحدى الاحتمالات انها شجرة الحنطة (انظر تفسير النسفي ج1 ص38 وتفسير البيضاوي ج1 ص297 وكذلك في تفسير الرازي يسمي الحنطة شجرة انظر ج25 ص 109). وفي معاجم اللغة يعرفون الشجر بأنه : كل ما سما بنفسه دق أوجل قاوم الشتاء او عجز عنه (انظر لسان العرب المجلد الأول ص1978 ). وفي (المعجم الوسيط) الشجر نات يقوم على ساق صلبه وقد يطلق على كل نبات غير قائم وفي التنزيل العزيز: (( وَأَنبَتنَا عَلَيهِ شَجَرَةً مِّن يَقطِينٍ )) (الصافات:146). فإذا اطلق القرآن على اليقطين اسم الشجرة وهو نبات موسمي لا يرتفع عن الأرض فكذلك يمكن ان يطلق على الحنطة التي هي أيضاً نبات موسمي ولكنها مع ذلك ترتفع عن الأرض ولها ساق. وأما أعراض علي (عليه السلام) عن الطيبات فكان من زهده ورغبته عن الدنيا وهو من أفضل العبادة، ولقد كان معروفاً برياضاته تلك من أجل الوصول إلى أعلى مراتب الكمال، وقد قال كما في نهج البلاغة :(لأروضن نفسي رياضه تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً وتقنع بالملح مأدوماً,ولا دعن مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها أتمتلئ السائمه من رعيها فتبرك وتشبع الربيضة من عشبها فتربض ويأكل علي من زاده فيهجع قرت إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية). وأما النص الثاني: فان مقصود صاحب ( ليالي بيشاور) إن أخذ أبي بكر إلى الغار لم يكن من تخطيط النبي (صلى الله عليه وآله) كما ابات علياً (عليه السلام) على فراشٍ فإنه أباته برغبه منه وتخطيط, اما اتفاق رؤيته لأبي بكر وهو خارج من مكة فلم يكن مخطط له من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) وهذا معنى الصدفة فكان امام النبي (صلى الله عليه وآله) خياران إما أن يأخذه أو لا يأخذه, فترجح عنده أخذه، ولو عرفنا السبب الذي من أجله أخذه لما بقي لأبي بكر أي فضيله في هذه الصحبة, فلو كان السبب هو إيجاره الدابه التي معه فستعرف ان لا فضليه له بذلك لأن الدافع للسفر هو ليس مصاحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل الحصول على مقدار من المال, وأي فضلية في ذلك ؟ وأما لو كان السبب هو الخوف منه من أن يشي به عند قريش فالأمر أوضح! اذن اخذ النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي بكر كان نوع من الاضطرار والدافع لذلك يوضح حقيقة الأمر. ثم ان كتاب مثل كتاب (ليالي بيشاور) مليء بالأدلة التي تظهر الحق لا ينقض عليه بموردين فقط ! فان هذا ان دل على شيء فانما يدل على مدى رصانة الكتاب وقوة أدلته. ودمتم في رعاية الله