السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبارك الله بكم على الجهود المبذولة لخدمة الدين والمذهب.
لماذا ضرب الله مثلا خلق الإبل من دون غيرها من الحيوانات في قوله تعالى: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَت)(الغاشية: 17)، كذلك مثل البعوضة؟
الأخ علي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور كثيرة، أمثال: التذكر والوعظ، والحث، والزجر، والاعتبار، والتقريب للمعنى وتصويره في العقل بصورة المحسوس. لأن الأمثال تصوّر المعاني بصورة يستعين بها الذهن لادراك المراد، وأمثال القرآن تأتي على بيان هذه الأمور المذكورة، وفي بعض المقامات تبين تفاوت الأجر والثواب، أو العقاب والعذاب، وفي بعض آخر تدل على المدح، أو الذم، وفي بعض على تفخيم الأمر، أو تحقيره، أو إبطاله.
وهناك أقوال في بيان ضرب الأمثال في القرآن من المفسرين العامّة والخاصّة، فراجع التفاسير وعليك بكتاب (الأمثال في القرآن الكريم) للشيخ جعفر السبحاني.
أمّا لماذا ضرب المثل بالبعوضة، فنقول: إنّ الامام الصادق(عليه السلام) قال: (إنّما ضرب الله المثل بالبعوضة، على صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره وزيادة عضوين آخرين، فأراد الله سبحانه أن ينبه بذلك المؤمنين على لطيف خلقه وعجيب صنعته).
وأمّا لماذا ضرب المثل بالإبل، فنقول: اقرءوا ما ذكر من الفوائد في هذا الحيوان، وقد جمعت الإبل هذه الفوائد كلّها فيها، وإنّ الإبل من الحيوانات المأكول اللحم، ولبنها مشروب، وتصلح للحمل والركوب وقطع المسافات البعيدة عليها، والصبر على العطش حتى عشرة أيام، وذلولها حتى للطفل الصغير.. وغيرها من الفوائد. ودمتم في رعاية الله