logo-img
السیاسات و الشروط
حسنين
منذ 5 سنوات

 الأحرف النورانية

انقل لكم شبهة احد الملحدين و اريد ردا مع التقدير.... ************************* كيف تربط بين الأيات ؟ (( وَلَو شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهُم جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤمِنِينَ )) (( وَلَو شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُم أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهدِي مَن يَشَاءُ )) (( لَو يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا )) في هذه الأيات يشرح أن الله يستطيع هداية من يشاء .. لكنه إبتلاء .. ويستطيع جعل الناس أمة واحدة "من غير تأويل" بعدها الإستغراب الأبله . (( فَمَا لَهُم لَا يُؤمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيهِمُ القُرآنُ لَا يَسجُدُونَ )) اين مشيئتك يا دجال ؟ المُصيبة الكبرى .. (( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ )) (( قَاتِلُوهُم يُعَذِّبهُمُ اللَّهُ بِأَيدِيكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدُورَ قَومٍ مُؤمِنِينَ )) (( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَربَ الرِّقَابِ )) هل نُقاتل لنغير مشيئتك ؟ أنت لم تهدهم كيف نقاتل الذين لم تهدم حضرتك ؟ يقول القران : (( وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلَافًا كَثِيرًا )) ************************* انتهى.....


الأخ حسنين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الملحد لا يستطيع أن يفهم؛ لأن الحقد الاسود قد غطى مسارب الفكر لديه ... المزید فهو يحاول من خلال ضرب هذه الآيات ببعضها أن ينتهي إلى نتيجة مفادها أن القرآن الكريم فيه اختلاف وتناقض ولذلك ختم شبهته بقوله عزوجل : (( وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلَافًا كَثِيرًا )) (النساء:82) متهكما على القرآن بوجود الاختلاف المزعوم الذي بلغه فهمه القاصر ونظره الفاتر، مع أن الآيات التي ذكرها لا تعارض فيما بينها ولا تناقض، فأما الآيات التي ساقها اعتراضا على المشيئة فإن المراد بالطائفة الأولى منها أن الله تعالى لم يشأ هداية بعض الناس ولو شاء لهداهم، ولذلك استعمل أداة (لو) وهي حرف امتناع لامتناع... والمشيئة الإلهية ليست على حذو المشيئة الانسانية التي هي العزم والارادة التي يترتب عليها حدوث الفعل، بل مفهومها واسع يساوق عالم الإمكان جملة، فمشيئة الله تعالى تشمل جميع عالم الإمكان، وكل شيء في عالم الامكان فإن لله فيه المشيئة إن شاء كونه كان وإن لم يشأ لم يكن، والمشيئة هي المرتبة الاولى من مراتب الفعل الالهي يتلوها الارادة وهي العزم على ما يشاء، ثم القدر وهو الهندسة الايجادية، ثم القضاء بوجود الشيء، ثم الامضاء أي تحقق ذلك الموجود خارجا في عالم الكون... وقد جعل الله تعالى من أسباب وعلل الهداية أمور من ضمنها الداعي إلى الإيمان الذي هو الرسول، فمن كانت فطرته سليمة ولم تتلوث بأدران المعاصي فيهديه الله تعالى بدعوة الرسول، وأما من أظلم قلبه وتلوثت فطرته فيجد صعوبة بالغة في الاهتداء، والملاحدة من هذا الصنف، فإنهم قد أفسدوا فطرتهم بالآثام العظيمة حتى ران على قلوبهم فأنكروا وجود الله تعالى الذي لا شك فيه (( أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ )) (ابراهيم:10) وصاروا بحيث لا يهتدون، مع أن الله تعالى قادر على هدايتهم، إلا أنه قد أجرى الامور بأسبابها (( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَستَهزِئُونَ )) (الروم:10)... وأما قوله تعالى: (( فَمَا لَهُم لَا يُؤمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيهِمُ القُرآنُ لَا يَسجُدُونَ )) (الإنشقاق:20-21) فهو سؤال في معرض لفت نظر المؤمنين إلى العلة التي لأجلها لا يؤمن هؤلاء القوم، فالختم اوالرين على قلوبهم هو المانع الذي يحول بينهم وبين الإيمان، ولولا ذلك لكان حالهم كحال سائر من آمن... فهذه الآية الكريمة إذن لا تناقض ما ذكره من الآيات. وأما ما اعترض عليه من الأمر بالقتال الوارد في القرآن الكريم وزعم أن القتال يدعو إلى تغيير المشيئة والمفروض أنها لا تتغير، فهو اعتراض واهن لا قيمة له ولا اعتبار به؛ لأن القتال وغيره إنما يكون بمشيئة الله تعالى لا ضد مشيئته، فلم يقل الله عزوجل إن هؤلاء الملحدين الذين لم يشأ الله هدايتهم ينبغي أن يقاتلوا لأجل أن يكونوا مهتدين بمشيئة الله، بل أمر الله سبحانه تعالى نبيه والمسلمين بمقاتلهم ليستأصلوهم وحتى يشتفي المسلمون بقتلهم، ففي بقاء هؤلاء الملاحدة والكفار ضرر بالغ على المجتمع الاسلامي، لأنهم منبع من منابع الضلال والفساد في الأرض. ودمتم في رعاية الله

4