تميم - الدانمارك
منذ 4 سنوات

 الأحرف النورانية

السلام عليكم بعث لي احد الاخوان هذا الكلام وينتظر الرد من سماحتكم ************************* أولاً: الإعجاز اللغوي في القرآن الإعجاز اللغوي للقرآن هو الإعجاز الرئيسي للقرآن كما يتضح من قول الدكتور زغلول النجار في كتابه "من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم" (الجزء الأول ص 33) وهو عبارة عن حوار مع أحمد فراج، بالتليفزيون المصري عرض سنة 2000و 2001م قال: (كل نبي وكل رسول قد أوتي من الكرامات ومن المعجزات ما يشهد له بالنبوة أو بالرسالة، وكانت تلك المعجزات مما تميز فيه أهل عصره). 1ـ فسيدنا موسى عليه السلام جاء في زمن كان السحر قد بلغ فيه شأواً عظيماً، فأعطاه الله تعالى من العلم ما أبطل به سحر السحرة. 2ـ وسيدنا عيسى عليه السلام جاء في زمن كان الطب قد بلغ فيه مبلغاً عظيماً، فأعطاه الله تعالى من العلم ما تفوق به على طب أطباء عصره. 3ـ وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء في زمن كانت الميزة الرئيسية لأهل الجزيرة العربية فيه هي الفصاحة والبلاغة وحسن البيان. فجاء القرآن يتحدى العرب ـ وهم في هذه القمة من الفصاحة والبلاغة وحسن البيان ـ أن يأتوا بقرآن مثله.... فبخصوص إعجاز القرآن اللغوي نريد أن نتساءل عن بعض الآيات وما ذُكر فيها من قواعد تتناقض مع قواعد اللغة العربية. {1} رفع اسم إن أ- في (سورة التوبة 20: 63) (( قالوا إن هذان لساحران )) 1- كلنا يعرف أبسط قواعد النحو أن: اسم إن منصوب، وفي هذه الآية يجب أن ينصب بالياء والنون لأنه مثنى، فيكون التركيب الصحيح: "إن هذين"، ولكننا نجده مرفوعا بالألف والنون (إن هذان...) 2ـ وقد علق الإمام النسفي على ذلك قائلا: (قرأ أبو عمر "إن هذين لساحران") وهو ظاهرٌ، ولكنه مخالف للإمام (أي المصحف الإمام، وهو مصحف عثمان رضي الله عنه حيث وردت إن هذان) {النسفي الجزء الثالث ص 90} 3ـ وقالت السيدة عائشة أم المؤمنين عندما سئلت عن ذلك: "يا ابن أختي، هذا من عمل الكُتَّاب، أخطأوا في الكتابة" ونحن نتساءل: أين هو الإعجاز اللغوي أمام هذا الخطأ في قواعد اللغة؟!! ب- فى سورة المائدة5: 69  (( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون )) 1ـ الصابئون هنا: اسم مرفوع بالواو والنون، في حين أنه يجب أن يكون منصوبا بالياء والنون، "أي الصابئين"، لأنه معطوف على منصوب لكونه إسم إن، ومما يزيد المشكلة تعقيدا أنه ورد كذلك منصوبا صحيحا في: 2ـ (سورة البقرة2: 62) فقد وردت نفس الآية وفيها الصابئين منصوبة، (( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلهم أجرُهم عند ربهم فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون )) 3ـ قالت السيدة عائشة أم المؤمنين عندما سُئلت عن ذلك "يا ابن أختي، هذا من عمل الكتاب، أخطأوا في الكتابة" (السجستاني: كتاب المصاحف ص43) ونحن نكرر نفس التساؤل: أين هو الإعجاز اللغوي أمام هذا الخطأ في قواعد اللغة؟!! 4ـ هذا من جانب اللغة ولكن هناك أيضا تساؤل ديني بخصوص الصابئين أنفسهم. - فكيف يقول القرآن أن: لهم أجرهم عند ربهم ولا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون. - وهم قوم خارجون عن الأديان ويعبدون الملائكة كما ذكر الإمام النسفي - قائلا: (الصابئون: من "صبأ" إذا خرج من الدين، وهم قوم خرجوا من دين - اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة) (تفسير النسفي الجزء الأول ص 95) - وقد جاء عنهم في المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية: (الصابئون: قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنهم على ملة نوح، وقبلتهم مهب الشمال عند منتصف النهار) (المعجم الوسيط الجزء الأول ص 505) عجبا إذ يقول القرآن الكريم: لا خوف عليهم ولا هم يحزنون!!! أتكلم عن القرآن بكل احترام حتى أنني أقول دائما: "القرآن الكريم" ولكنك قد تظن أنني بكلامي الآن أطعن في القرآن الكريم، وأشكك في صحته وفي وحيه، مما قد تعتبره إساءة إلى الإسلام والمسلمين. وإنني أعجب يا أخي ممن يتصور ذلك، ويردد مثل هذا الكلام. هل تقديم مثل هذا السؤال يعتبر طعنا في المقدسات الإسلامية؟ فلماذا استبحت لنفسك ولغيرك من أخوتنا المسلمين أن تسألوا مثل هذه الأسئلة عن الكتاب المقدس والمقدسات المسيحية، فهل كانت طعنا وتشكيكا في المسيحية، لقد قال البعض بالنص: إنجيلكم محرف. ورغم ذلك أخذنا الموضوع بمحبة وموضوعية، دون أن نعتبر ذلك تهجما على مقدساتنا، وأجبنا على اعتراضاتكم كما لوكانت أسئلة تحتاج إلى تبيان. فدعنا يا أخي من التعصب الأعمى، ولنفتح أذهاننا للفهم والمعرفة، حتى يستطيع كل واحد أن يكون مستعدا لمجاوبة كل من يسأله عن الرجاء الذي فيه. هكذا يأمرنا كتابنا المقدس. والواقع يا عزيزي أنه إن لم يستطع الإنسان أن يجد حلولا لمعضلات دينه فكيف سيقف أمام الله ليجاوب عن صدق معتقداته. ففي ذلك اليوم الذي يعطي فيه الإنسان حساباً عن نفسه، لن يشفع له أن يقول: هكذا أنا نشأت وولدت في هذا الدين أو غيره. لأن الله يسمح للإنسان في فترة من عمره أن يشك في كل شئ، حتى يكون مسئولا عن قراراته المبنية على اقتناعاته الشخصية. فلا يخدع أحد منا نفسه مسيحياً كان أو مسلماً، أن يكتفي بالدين الوراثي، بل عليه أن يفحص ويمحِّص، ويسأل ويبحث، حتى يجد بنفسه ما يقنعه ويشبعه، فهو المسئول عن نفسه وسوف لا يحاكم أحد عن الآخر، فوالداك، ومعلموك، ومرشدوك، وأياً كان... لن يكونوا مسئولين عنك، فلا تستطيع أن تبرر موقفك يوم الدين بمثل هذه الأعذار، بأنك اتبعت دين أسلافك. يا عزيزي لا تعطي عقلك أجازة ولا تضع رأسك في الرمال كالنعامة الساذجة، لتهرب من الصياد. أقول هذا الكلام لكل مسيحي ومسلم ويهودي ووثني، وأتباع أيِّ دين في العالم. ثم يا عزيزي إن الكتاب الحق لا خوف عليه من الأسئلة وبل ولاحتى من الانتقادات. {2} نصب الفاعل ( لاينال عهدى الظالمين ) تحدثنا في الجزء السابق عن الإعجاز اللغوي بالقرآن وتعرضت لبعض الآيات، فهل هناك آيات أخرى؟   بالتأكيد يوجد الكثير ولكننا نريد في كل قسم أن نأخذ مثالين أو ثلاثة فقط، حتى لا يكون كتابنا حصة في قواعد النحو العربي، فأنا أعلم أن كثيرين لا يدركون هذه القواعد النحوية الكثيرة، لهذا فإني أنتقي مجرد الأمور البسيطة التي يستطيع أن يدركها عامة الناس. أما الآيات القرآنية الأخرى فأُرجِئُها، للحديث عنها مع المختصين في اللغة على انفراد. كلمة "الظالمين": كان يجب أن تكون "الظالمون" فهي جمع مذكر سالم مرفوع بالواو والنون لأنه فاعل الفعل "ينال". فكيف جاءت منصوبة بالياء والنون؟؟؟!!! وقد حاول المفسرون تعليل ذلك بطرق غير مقنعة لأنها تلوى الحقائق، فمثلا قال الإمام النسفي: معنى الآية أنه "لا يصيب عهدي أي الإمامة أهلَ الظلم" فجعل "عهدي" فاعل، لتكون الظالمين هي المفعول المنصوب بالياء والنون. ونسي الإمام العظيم أن فعل "ينال" (كما جاء في المعجم الوسيط معناه أن الإنسان هو الذي ينال الشيء، إذ يقول (نال الشيء أي حصل عليه جز2 ص964) وليس الشيء هو الذي ينال الإنسان!!!! فمثلا لا يمكن أن نقول: "نالت الجائزةُ المجتهدين"! بل الصحيح أن نقول: "نال المجتهدون الجائزة" فكيف أن العهد (وهو شيء) ينال الظالم وهو إنسان. هذا كلام غير مقنع، ونحن نريد أن نفهم رداً منطقياً مقنعاً. {3} نصب المعطوف على المرفوع (أ) (سورة النساء4: 162) "... والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، والمقيمين الصلاة، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله واليوم الآخر، أولئك سنؤتيهم أجراً عظيما" 1ـ كان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع: والمرفوع في الآية: المؤمنون، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله. فلماذا يستثني "المقيمين الصلاة" في منتصف الجملة، إذ كان يجب أن يقول: "والمقيمون الصلاة"!! 2ـ  ماذا قال السجستاني عن هذه الآية في كتابه (المصاحف ص 33) قال: "حدثنا عبد الله... حدثنا يزيد قال: أخبرنا حماد عن الزبير أبي خالد قال: قلت لأبان بن عثمان كيف صارت (سورة البقرة آية 162) (( والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، والمقيمين الصلاة، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله واليوم الآخر )) فإن ما قبلها وما بعدها مرفوع، أما هي فجاءت منصوبة؟ قال: كتب ذلك بواسطة الكتاب. فقال له وأنا ماذا أكتب؟ قال له: اكتب "المقيمين" فكتبت ما قيل لي!!!" 3ـ وقال أيضا السجستاني حدثنا عبد الله عن أبي معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سألت عائشة لغة القرآن عن قوله: "والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة" فقالت: "يا ابن أختي، هذا من عمل الكتَّاب، أخطأوا في الكتابة" (السجستاني: كتاب المصاحف ص34) (ب) (سورة البقرة2: 177) "ولكن البرَّ من آمن بالله... والموفون بعهدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساءِ والضراءِ وحينَ البأسِ..." - كلمة " والصابرين": الواقع أنه كان يجب أن تأتي مرفوعة، فيقول - "والصابرون" لأنها معطوفة على "الموفون". وبالرجوع إلى التفاسير - المختلفة نجد كلاما يثير الضحك! فمثلا الإمام النسفي يقول: "الموفون" - مرفوعة لأنها معطوفة على مرفوع وهو "من آمن" وإلىهنا لاخلاف، ثم يحاول - أن يعلل نصب الصابرين فيقول: نصبت على المدح!!! (الجزء الأول ص 148) - ونقول لماذا لم تسري هذه القاعدة على كلمة "الموفون" أليس فيها مدح - مثل الصابرين؟؟. وفي كلا الحالتين يكون هناك خطأ. إذ يجب أن تعرب - الكلمتين إعرابا واحدا (لأنهما معطوف ومعطوف عليه) إما أن ترفعا معا أو - تنصبا معا على المدح والاختصاص !!!) (النسفي الجزء الأول ص 148) والواقع أن تعليل الإمام النسفي هو ذاته جاء من قبِيلِ النصب على البسطاء!!! سامحه الله! اإلى هذه الدرجة يتم الاستخفاف بعقول الناس، وإذا احتج أحد على هذه الأضحوكات يرمونه بالكفر والزندقة. أقول لأولئك الذين يحجرون على حرية التفكير ارفعوا الوصاية، وحاولوا أن تردوا بمنطق مقبول، فالعالم قد تغير، وأصبح كل إنسان منفتحا على نسيم الحرية، ولن يجدي حد السيف للبطش بالمفكرين فيما بعد. فأجيبونا بمنطق سليم أفادكم الله، فها نحن نطرح تساؤلاتنا التي هي بالتأكيد موضوع تساؤل الكثيرين من إخواننا المسلمين أيضا. فما هو رأي إخوتنا المحبوبين المتفقهين في الدين؟؟؟؟ ثانياً: الإعجاز العلمي في القرآن 1- مغيب الشمس في عين حمئة. 2- خلقة الإنسان من نطفة. 3- رواسي في الأرض. 4- قصة الخلق. قرأنا الكثير من الكتب عن إعجاز القرآن اللغوي أو البياني، والإعجاز العلمي والإعجاز الفلسفي، وإعجازه في الهدى وغيرها، ونريد أن نسأل بعض الأسئلة بخصوص إعجاز القرآن العلمى. {1} عن مغيب الشمس في عين حمئة (سورة الكهف 18: 83ـ86)  (( ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكراً إنا مكنَّا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا فأَتبَعَ سَبَباً حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرُبُ في عين حَمِئَةٍ ووجد عندها قوماً )) ويقول الإمام البيضاوي: (إن اليهود سألوا محمدا عن اسكندر الأكبر، فقال إن الله مكن له في الأرض، فسار إلى المكان الذي تغرب فيه الشمس، فوجدها تغرب في بئر حمئة، وحول البئر قوم يعبدون الأوثان!...) وقال البيضاوي: (إن ابن عباس سمع معاوية يقرأ "حامية" فقال: "حمئة" فبعث معاوية إلى كعب الأحبار: كيف تجد الشمس تغرب؟ قال: في ماء وطين) (وانظر أيضا تفسير الإمام النسفي الجزء الثالث ص 40و41) (1) نحن نسأل: هل هذا صحيح، أن الشمس تغرب في عين حمئة أي  بئر من الماء والطين؟ خاصة إذا نظرنا إلى: أ- الحقيقة العلمية الأكيدة بأن الأرض تدور حول الشمس، وليس أن الشمس تسقط في بئر من الماء والطين. ب ـ هل يمكن للشمس التي يقول العلم الحديث الثابت بأنها أكبر من الأرض مليونا وثلاثين ألف مرة يمكن أن تغرب في بئر من الطين، ما سعة هذه البئر المهولة وأين نجدها؟؟!! (2) قد يقول قائل: إن غروب الشمس في عين حمئة هو بحسب ما يبدو لعيان الناظر إلى حركة الشمس في الأفق. فالشمس تتحرك من الشرق إلى الغرب، ويبدو للناظر أنها تغرب في المحيط، وهذه إجابة مقنعة على تساؤلك. الــرد: 1ـ إن كان الأمر يتعلق برؤية الإنسان وتخمينه الخاطئ علميا، إذن فلن يكون ذلك الأمر من إعجاز القرآن، بل من ظنون الإنسان. 2ـ ولكن الأمر المذكور في القرآن لا يحتمل التأويل بهذا المعنى، بل يؤكد أن الاسكندر الأكبر ذهب بنفسه ورأى ذلك بأم عينه!! وهذا الأمر يؤدي إلى الحرج الشديد!! {2} عن  خلقة الإنسان من نطفة قال أحدهم: القرآن الكريم في إعجازه العلمي هو أول كتاب يتكلم عن خلقة الإنسان وأطوار الجنين في بطن أمه. وقد ذكر ذلك في آيات عديدة منها. 1- (سورة المؤمنون23: 12 ـ 14) "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة (المني أي الحيوان المنوي) في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة (قطعة الدم التي يتكون منها الجنين) فخلقنا العلقة مضغة (قطعة من اللحم) فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظم لحما ثم أنشأناه خلقا آخر..." 2- (وسورة النحل16: 4) (( خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين )) 3- (وسورة الحج22: 5) ((... فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مُخَلَّقَةٍ  لنبين لكم ونُقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشُدَّكُم..)) 4- (وسورة القيامة75: 37) (( ألم يك نطفة من مًنِيِّ يُمنَى )) الـــرد: والواقع يا عزيزي أن القرآن ليس أول من ذكر أطوار خلقة الإنسان، وإليك الحقيقة: أولاً: من الكتاب المقدس: 1- (في سفر أيوب 10: 8ـ12) "يداك كونتاني وصنعتاني كلي... إنك جبلتني كالطين... ألم تَصُبَّني كاللبن (السائل المنوي)، وخثرتني كالجبن (أي صار كياني مثل قطعة الجبن)، كسوتني جلدا ولحما، فنسجتني بعظام وعصب، منحتني حياة ورحمة، وحفظت عنايتك روحي". وللمعلومية: كُتب سفر أيوب بما يزيد عن (2000) ألفين سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 2600 سنة. 2- (مز139: 13ـ16) "... نسجتني في بطن أمي، أحمدك لأنك صنعتني بإعجازك المدهش، لم تختفِ عنك عظامي حينما صنعتُ في الرحم، أبدعتني هناك في الخفاء رأتني عيناك عَلَقَةً و جنينا وقبل أن تخلق أعضائي كُتِبَت في سفرك يوم تصورتها" {كتبت المزامير بما يزيد عن  500  سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 1100 سنة} ثانياً: من علم الطب: (الموسوعة العربية الميسرة ص 1149و1150) (تشير الآثار على نشوء مهنة الطب لدى السومريين والبابليين (قبل الميلاد ببضعة قرون). وقد أحرزت المدنيات القديمة في الصين، والهند، ومصر، وفارس درجات متفاوتة في التقدم في المعلومات التشريحية... كما وجدت بردية بالفيوم تحتوي على معلومات في الطب التشريحي، وفيها جزء خاص بأمراض النساء والحمل... يرجع تاريخها إلى حوالي سنة 1800 ق.م (أي ما يزيد عن 2400 سنة قبل الإسلام)... وتحتوى على وصف لأجزاء الجسم. وقد ساهم العرب على وجه ملحوظ في علم الطب... فترجموا الكتب المصرية واليونانية القديمة... في الطب) ألا ترى معي أن الإسلام لم يأت بجديد، بل أخذ عن الكتاب المقدس ما قاله قبل القرآن بما يزيد عن 2600 سنة؟؟!!. ثالثاً: هل الألفاظ التي ذكرها القرآن (النطفة والعلقة والمضغة) كانت موجودة في لغة العرب ولها مدلولاتها قبل القرآن أم أن القرآن استحدث هذه الكلمات؟ فإن قلنا أنها لم تكن موجودة قبل القرآن، يكون القرآن غريبا، وليس لسانا عربيا مبينا كما جاء في السور التالية: 1-  (( ... وهذا لسان عربي مبين )) (النحل:103) وفسر ذلك الإمام النسفي قائلا: (هذا القرآن لسان عربي مبين ذو بيان وفصاحة... واللسان اللغة) (النسفي جزء2ص433) 2-  (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم... )) (إبراهيم:4)  ويقول الإمام النسفي: (بلسان قومه أي بلغتهم... فلا يكون لهم حجة على الله ولا يقولون له: لم نفهم ما خوطبنا به) (النسفي جزء2ص 366) وعلى الجانب الآخر إن نحن اعترفنا أن هذه الألفاظ كانت موجودة قبل القرآن، فأين إذن الإعجاز في القرآن وهو يتكلم عن أمور كانت معروفة من قبله!!! من كل هذا نرى أن من يقول بإعجاز القرآن شخص يجهل ما جاء بالكتاب المقدس، كما يجهل علم الآثار وما كتب عن الطب وتشريح جسم الإنسان منذ الحضارات القديمة التي سبقت الإسلام بآلاف السنين. {3} وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بكم جاء في:(سورة لقمان31: 10) (( خلق السماوات بغير عَمَدٍ ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم )) وأيضا في سورة الرعد13: 3، وفي سورة الحِجر15: 19، وفي سورة النحل16: 15، وفي سورة الأنبياء21: 31 (( وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم...)) 1- قال الإمام النسفي تعليقا على سورة الرعد: (وهو الذي مد الأرض= أي بسطها) 2- وقال الإمام البيضاوي تعليقا على سورة النحل: (وألقى في الأرض رواسي، أن تميد بكم، أي كراهة أن تميل بكم وتضطرب، لأن الأرض قبل أن تخلق فيها الجبال، كانت كرة خفيفة بسيطة الطبع، وكان من خفتها أن تتحرك بالاستدارة كالأفلاك، أو أن تتحرك بأدنى سبب للتحريك، فلما خلقت الجبال على وجهها، تفاوتت جوانبها، وتوجهت الجبال بثقلها نحو المركز، فصارت الأوتاد التي تمنعها عن الحركة). التساؤل: (1) كيف أن الجبال هي التي تجعل الأرض ثابتة لا تتحرك؟ ألم يثبت العلم أن الأرض دائمة الحركة، تدور حول نفسها مرة كل 24 ساعة فيحدث الليل والنهار، وتدور حول الشمس مرة كل سنة وتحدث الفصول الأربعة؟؟ (2) كيف أن الجبال هي التي تحفظ الأرض من أن تميد وتضطرب؟ فماذا بعد تفجير الجبال في السد العالي، وانفاق جبال الألب... وغيرها من الجبال في كل دول العالم؟ لماذا لم تمد الأرض بنا؟؟ أسئلة تحتاج إلى إيضاح، حتى نستطيع أن نرد على السائلين، ونقف جميعا على أرض مشتركة. {4} قصة الخلق قرأت كتاب (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم)  للدكتور زغلول النجار، وهو أستاذ علوم الأرض بعدد من الجامعات العربية والغربية، وزميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم وعضو مجلس إدارتها، ومدير معهد مارك فيلد للدراسات العليا بالمملكة المتحدة. والكتاب عبارة عن تسجيل لحوارات بينه وبين الأستاذ أحمد فراج في برنامج "نور على نور" عامي 2000 و2001م وقد جاء بالكتاب (ص 37) قول الدكتور النجار عن الإعجاز العلمي للقرآن تحت عنوان "الآيات الكونية" أن: " قضية خلق السموات والأرض التي يتحدث عنها القرآن الكريم في ست آيات محدودة، تحكي قصة الخلق والإفناء، وإعادة الخلق بالكامل في إجمال وشمول ودقة مذهلة على النحو التالي: 1- (( فلا أُقسِمُ بمواقعِ النجومِ * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم )) (الواقعة:75-76) 2- (( والسماء بنيناها بأيدٍ وإنَّا لموسعون )) (الذاريات:47) 3- (( أو لم ير الذين كفروا أن السمواتِ والأرضَ كانتا رَتقا ففتقناهما )) (الأنبياء:30) 4- (( ثم استوى إلى السماء وهي دخَان...)) (فصلت:1) 5- (( يوم نطوِي السماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ للكتب كما بدأنا أولَ خلقٍ نُعِيدُهُ وَعداً علينا إنا كنا فاعِلين )) (الأنبياء:104) 6- (( يومَ تُبَدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسمواتُ ))  (إبراهيم:48) ويعلق الدكتور النجار على ذلك قائلا: (قصة خلق الكون يجمعها القرآن الكريم بدقة متناهية في ست آيات تلخص خلق الكون، وإفنائه، وإعادة خلقه من جديد في إجمال ودقة وإحاطة معجزة للغاية، لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين) كتاب (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ص 45) وإني لأعجب كل العجب من كلام عالم يُفتَرَضُ فيه الأمانةُ العلمية في البحث، والتدقيقُ في التعبير. فكيف يعمم هذا الدكتور العالم أنه: لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين!!! لماذا لم يبحث في الكتاب المقدس، وفي تاريخ علم الفلك، وهو الباحث الحاصل على درجة الدكتوراة، التي تقرر بأنه قد وضع قدمه على سلم البحث العلمي الموثوق به. أين هي الثقة التي أولتها له الجامعة التي حصل منها على هذه الدرجة العلمية. هل عدم بحثه في الكتاب المقدس وكتب الفلك، ناتج عن الجهل بهما؟ إن كان كذلك فهذه مصيبة!!! وإن كان عدم بحثه فيهما ناتج عن تجاهُلِهما، فهذه كارثة!!! ماذا يفعل هذا العالم الجليل عندما يكتشفُ سامعوه وقارؤوا كتبِه، الحقيقةَ التي تعمد إخفاءها عنهم، فيجدوها واضحة جلية في الكتاب المقدس الذي كُتِبَ قبلُ الإسلام بآلاف السنين، وتحدثت عنها كتب علم الفلك التي تعود إلى الحضارات الموغلة في القدم أي قبل الإسلام بآلاف السنين أيضا؟؟؟؟ لذلك دعنا نناقش هذه الآيات القرآنية على ضوء ما جاء بالكتاب المقدس وعلم الفلك القديم. الآية الأولى: (( فلا أُقسِمُ بمواقعِ النجومِ. وإنَّه لقَسَمٌ لو تعلمون عظيمٌ )) (الواقعة :75-76)  يعلق الدكتور النجار على هذه الآية تعليقين، إذ يقول: 1ـ "يعجب الإنسان من القسم المغلظ بمواقع النجوم، والنجوم من أعظم خلق الله في الكون" (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ص 38) وعن هذا يقول سيادته: (قصة خلق الكون يجمعها القرآن الكريم بدقة متناهية في ست آيات تلخص خلق الكون، وإفنائه، وإعادة خلقه من جديد في إجمال ودقة وإحاطة معجزة للغاية، لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين) كتاب (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ص 45) الإيضاح: ينقسم ردنا على كلامه بخصوص هذه الآية إلى أربعة أقسام: 1ـ قصةُ خلقِ الكونِ. 2ـ النجوم والكواكب. 3ـ لماذا أقسم الله بمواقع النجوم؟ 4ـ رؤية مواقع النجوم، لا النجوم ذاتها. القسم الأول: قصة خلق الكون: قصة خلق الكون التي يقول عنها سيادته: لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين)  ويقول عنها: (قصة خلق الكون يجمعها القرآن الكريم بدقة متناهية في ست آيات تلخص خلق الكون...) أقول لسيادته هل قرأت قصة الخلق في أكثر دقة وسلاسة في سفر التكوين الذي كتب قبل الإسلام بحوالي 2000 سنة؟ اسمع ما يقوله الكتاب المقدس في أول صفحة منه، أي في الإصحاح الأول من سفر التكوين: "في البدء خلق الله السمواتِ والأرضَ. وكانت الأرضُ خربةً وخاليةً وعلى وجهِ الغمرِ ظلمةٌ، وروح الله يرف على وجه المياه... وقال الله لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون لآياتٍ وأوقات وأيام وسنين. وتكون أنواراً في جلد السماء لتنير على الأرض. وكان كذلك. فعمل الله النورين العظيمين. النور الأكبر لحكم النهار، والأصغر لحكم الليل. والنجوم جعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض، ولتحكم على النهار والليل، ولتفصل بين النور والظلمة" (سفر التكوين إصحاح 1: 1ـ 19) هل وجدت يا عزيزي، دقة وسلاسة نظير هذا الكلام. أرجوك أن تقرأ الكتاب المقدس، أي التوراة والإنجيل لتستزيد علما، وأعيد عليك قول رسولك عنهما: "قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه" (سورة القصص28: 49) القسم الثاني: النجوم والكواكب: النجوم مذكورة بكل دقة في الكتاب المقدس. ففي سفر أيوب الذي كُتِبَ قبل الإسلام بحوالي 2600 سنة نجد ذكرا لأسماء كثير من النجوم والكواكب لم يذكر القرآن الكريم ـ مع احترامنا له ـ شيئا نظيرها: - ففي (أيوب 9: 7ـ9) يقول: "الآمر الشمس... و (الذي) يختم على النجوم. - الباسط السموات وحده... صانع النعش والجبار والثريا ومخادع الجنوب" - (وهي أسماء ومواقع لبعض النجوم) - وفي (أيوب 38: 31و32) يقول الله لأيوب النبي ليظهر ضعفه: "هل تربط أنت - عُقدَ الثُّرَيًّا أو تفك رُبُطَ الجَبَّارِ، أتُخرِجُ المَنَازِلَ في - أوقاتها، وتَهدِي النَّعُشَ مع بَنَاتِه، هل عرفت سنًنَ (أي قوانين) - السموات أو جعلت تسلطها (أي تحكمها) على الأرض؟" (وذلك أيضا أسماء - ومواقع لبعض النجوم تتوافق مع المعروف في علم الفلك) ولكن دعنا نناقش ذلك بأكثر تدقيق: (1) ما هو عُقدُ الثريا؟ 1- عُقدَ: مجموعة منتظمة من النجوم كالعِقد. 2- أما الثريا: فيقول عنها (قاموس الكتاب المقدس ص 234): (الثريا إسم مجموعة من النجوم، وموقعها في عنق برج الثور، وتظهر في أوائل الربيع. كما أنه يمكن رؤية ستة أو سبعة من نجومها بالعين المجردة... ولقد كان العبرانيون الأول والساميون عامة (أي من قديم الزمن) يعنون عناية خاصة بدراسة الفلك) وهذا الكلام يتفق تماما مع العلم الحديث الذي قال عن الثريا: (هي عنقود في كوكبة الثور يحتوي على بضع مئات من النجوم أبعادها 325 إلى 350 سنة ضوئية، ولكن يظهر منها للعين ستة فقط، أطلق عليها اسم الشقيقات السبع... وكانت قديما أكثر لمعانا بحيث أنها كانت تبدو للعين المجردة) (الموسوعة العربية الميسرة ص 579) (2) ما هو الجبار؟ جاء في سفر أيوب من الكتاب المقدس (38: 31 ) " أو تفك رُبُطَ الجَبَّارِ"  وأيضا في سفر (عاموس 5: 8) "الذي صنع الثريا والجبار" جاء في (قاموس الكتاب المقدس ص 245) (الجبار اسم لأحد الأبراج "أوريون" وهو مجموعة من الكواكب تحتوي على 1000 كوكب ويرى بالتلسكوب... ويشبه الجبار بإنسان عظيم القوة... وترى هذه المجموعة بقرب (الدب الأكبر)) وهذا يتفق مع ما جاء (بالموسوعة العربية الميسرة ً610) (الجبار كوكبة يمثلها الأقدمون بصورة محارب، وتحتوي على سبعة نجوم براقة...) (3) أما عن المنازل التي قيل عنها في أيوب "أتخرج المنازل"؟ المنازل هي البروج، فالبرج في اللغة هو المنزل المبني على الحصن (المعجم الوسيط الجزء الأول ص 47) وجاء عنها في (قاموس الكتاب المقدس ص 968): (المنازل هي الكواكب الإثني عشر، وكان القدماء الوثنيون يعبدونها، حتى يهود القدس أنفسهم عبدوها زمن الملك يوشيا الذي أبطل عبادتها (2مل23: 5)) وقد جاء عنها (بالموسوعة العربية الميسرة ص 1507) (هذه الكواكب الإثني عشر موجودة حول دائرة البروج (الكوكبات البروجية)) (4) وماذا عن النعش المذكور في (أيوب 9:9) "صانع النعش والجبار والثريا" وفي (أيوب38: 31) "وتهدي النعش مع بناته؟" وجاء عنها في (قاموس الكتاب المقدس ص 972) (النعش كوكب كبير ذات نور قوي أسماه اليونان والرومان الدب الأكبر) وجاء عنها في (الموسوعة العربية الميسرة ص 782) (الدب الأكبر كوكبة شمالية... أطلق عليها أسماء قديمة، مثل المحراث، والعربة (أي النعش)...) (5) وبناته (أي بنات النعش) تقول (الموسوعة العربية الميسرة ص 782): (ويظهر مع كوكبة الدب الأكبر (النعش) أربعة نجوم تمثل المغرفة، وثلاثة تمثل اليد...) (6) وماذا عن "مخادع الجنوب": هي كواكب الجنوب، فبعد أن ذكر كواكب ونجوم الشمال ذكر أيضا بقية كواكب السماء في الجنوب. ثم إلى جوار ما أعلنه الكتاب المقدس منذ آلاف السنين كما أوضحنا، هل يعلم سيادة الدكتور العالم أن علم الفلك ودراسة الأجرام السماوية شغلت عقول الناس منذ أقدم العصور وبلغوا فيها شأوا عظيما وسبروا أغوار عميقة في معرفة أسرار الكون، فليسمع الحقائق التالية: - عن النجوم: يذكر (قاموس الكتاب المقدس ص 958) ما يلي: (استرعت النجوم انتباه الإنسان الشرقي منذ العصور الغابرة (أي من آلاف السنين) (تك22: 17) ومن هنا قام علم الفلك الذي ازدهر ازدهارا عظيما في حضارات ما بين النهرين (القرن الرابع قبل الميلاد) وتأثرت به باقي حضارات الشرق.) - ويذكر أيضا (قاموس الكتاب المقدس ص 234)  "لقد كان العبرانيون الأول - والساميون عامة (أي من القرن الخامس قبل الميلاد) يعنون عناية خاصة - بدراسة الفلك) وهذا واضح من قول أشعياء النبي: " ليقف راصدوا الأفلاك، - الناظرون في نجوم السماء المنبئون عند رأس كل شهر" (أش47: 13) أوَلا يدري سيادته ما جاء في (الموسوعة العربية الميسرة ص 1311) عن علم الفلك وقِدَمِ أيامه (أي أنه يعود إلى آلاف السنين) إذ تقول هذه الموسوعة: (علم الفلك هو علم دراسة الأجرام السماوية... وتكشِفُ آثار بابل والصين والهند (الحضارات القديمة من آلاف السنين قبل الميلاد) معرفة فلكية، وكان الفلك عند قدماء المصريين تطبيقيا كعمل الخرائط النجومية، وصنع الآلات لرصد النجوم وتسميتها بأسماء خاصة. وقد عرفوا النظر في النجوم منذ أبعد عهدهم بحياة الاستقرار (أي قبل الميلاد بآلاف السنين)... فرصدوا جري القمر، وجري الشمس... والمصريون القدماء عرفوا كسوف الشمس وخسوف القمر وسجلوا بعض أحداث السماء، كظهور جرم في جنوب السماء ذي ذنب طويل... وعرفوا بروج القمر، والنجوم الزهر، والنجوم الخنس (زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد (المعجم الوسيط ص 259))، وتركوا لنا في قبر سيتي الأول (1290ق م) خريطة فلكية، وفي معبد دندرة دائرة فلكية.. إن معرفة قدماء المصريين بالفلك لم تكن ضئيلة. (وتواصل أيضا الموسوعة فتقول) وقد نهض علماء اليونان (قبل الميلاد بمئات السنين) بالناحية النظرية، ومن بينهم طاليس (540 ق م) وفيثاغورس (500 ق ب) وأرسطورخوس (القرن 3 م أي قبل الإسلام بـ 9 قرون) الذي اتخذ الشمس مركزا للكون... وينقسم علم الفلك إلى عدة أقسام: منها الفلك الديناميكي: ويبحث في الحركات الذاتية للنجوم والمجموعة الشمسية. (وتواصل الموسوعة الحديث قائلة) وكان التقسيم عند القدماء، وخاصة العرب (قبل زمن محمد) ثلاثة أقسام نظري وعملي وتنجيم... ومن أهم المراجع التي اعتمدوا عليها: كتاب السندهند وهو في الحقيقة خمسة مؤلفات هندية قديمة... وكذلك على كتاب لبطليموس عالم الاسكندرية (323 ق.ب)، وهو في الحقيقة الدستور الذي الذي سار على هديه فلكيو العرب) (معنى هذا أن العرب قبل محمد كان لهم معرفة بالفلك والنجوم). القسم الثالث: لماذا أقسم الله بمواقع النجوم؟ يتساءل الدكتور النجار عن سبب قسم الله بمواقع النجوم، وحاول أن يلبس كلمة مواقع ثوبا علميا حديثا. وأحب أن أسأله ببساطة إن كان يدري سيادته عن مواقع عبادة النجوم بالجزيرة العربية أم يتجاهل ذلك؟ إذن فليسمع قول الإمام الشهرستاني في (كتاب الملل والنحل) أن النجوم والكواكب كانت معبودات للأمة في الجزيرة العربية كلها، فقد كان لكل قبيلة واحد منها: فكانت قبيلة حمير تعبد الشمس، وجزام تعبد المشترى، وقيس تعبد الشعرى، وأُسد تعبد عطارد، وقد كانت الكعبة معبدا لزحل. ألا يدري الدكتور العالم النجار سبب القسم بمواقع النجوم في قول القرآن الكريم "فلا أُقسِمُ بمواقعِ النجومِ. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم" (الواقعة 75و76) الواقع أن محمدا في بداية دعوته أراد أن يجذب سكان الجزيرة لدعوته بالتقرب إلى النصارى واليهود وأتباع المعبودات الأخرى الموجودة في الجزيرة العربية. ومما يثبت هذا الرأي، أنه جاء في هذه السورة نفسها (سورة النجم 19و20) قوله: (أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى، ومناةَ الثالثةَ الأخرى) وهي معبودات من الأصنام، وأضاف كلاما ذكر عنه الإمام النسفي والجلالان ما يلي: (1) الإمام عبد الله ابن أحمد النسفي المتوفي سنة 710هـ: "إنه عليه السلام كان في نادي قومه (أي في مجلسهم) يقرأ سورة "والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم (أي محمد) وما غوى" فلما بلغ قوله: (( أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى * ومناةَ الثالثةَ الأخرى )) جرى على لسانه (أي أضاف) "تلك الغرانيق العلى (أي: الرائعة الجمال، العالية المقدار) وإن شفاعتهن (أي وساطتهن) لترتجى" قيل: فنبهه جبريل عليه السلام، فأخبرهم أن ذلك كان من الشيطان... (تفسير النسفي الجزء الثالث ص161) (2) وقد جاء في تفسير الجلالين: أنه عندما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في سورة النجم بمجلس من قريش، بعد الكلمات "فرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى" ما ألقاه الشيطان على لسان الرسول من غير علمه، صلى الله عليه وسلم: "تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى" ففرحوا بذلك. ثم أخبره جبريل بما ألقاه الشيطان على لسانه، فحزن، فسُلِّىَ  (تعزى) بهذه الآية. ألا تدرك معى أيضا محاولة الرسول استرضاء القبائل العربية بالجزيرة بتعظيم معبوداتهم تماما مثلما قال عن الصابئة وهم أيضا عباد النجوم والكواكب (المعجم الوسيط للمجمع اللغوي الجزء الأول ص 505) إذ قال: في (سورة المائدة5: 69) "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون" وأيضا: في (سورة البقرة2: 62) فمواقع النجوم يقصد بها الأماكن التي يعبدون فيها النجوم. وقد تهرب من القسم بالنجوم حتى لا يتهم بأنه يعبدها نظيرهم. القسم الرابع: رؤية مواقع النجوم، لا النجوم ذاتها: أما محاولة الدكتور زغلول النجار أن يلبس هذا اللفظ ثوب الاكتشافات العلمية الحديثة ليرقى بها إلى حد التنبؤ والإعجاز العلمي!! بقوله: "إن الإنسان من فوق سطح هذه الأرض لا يمكن له أن يرى النجوم على الإطلاق، ولكنه يرى مواقع مرت بها النجوم" (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ص 39) ظانا أن هذه الحقيقة العلمية كان أول من تكلم عنها هو القرآن الكريم. نقول له: لقد تكلم الكتاب المقدس علة حركة النجوم الدائمة بصورة بلاغية رائعة إذ قال إنها "نجوم تائهة" (يهوذا آية13) وبالرغم من وجود كل تلك الحقائق في الكتاب المقدس قبل القرآن الكريم بستة قرون إلا أننا لم ولن ندعي أن الكتاب المقدس فيه إعجاز علمي. ولكننا نركز دائما على أن الكتاب المقدس هو كتاب روحي يقدم للإنسان ما يحتاج إليه من غذاء روحي، وإرشاد لمسيرته الروحية نحو الله المحب. *************************


الأخ تميم المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الموضوع الذي تذكره في هذا المقال كثير التشعب، ويمكن لنا ان نجيب عنه باجابتين: الاولى اجمالية لعامة ما ورد فيه من اشكالات، والثانية تفصيلية لكل اشكال. اما الاجابة الاجمالية فنقول ومن الله التوفيق: إن القرآن الكريم قد ظهر قبل ظهور علم النحو، والنحو قد وضع على اساس القياس في غالب مباحثه، والاصل في معرفة فصاحة الكلمة ليس هو القياس بل السماع وحينئذ لا يكون النحو حاكما على القرآن الكريم، بل القرآن هو الحاكم لأنه هو المصدر الذي يُرجع اليه لتصحيح الكلام العربي، فيعرض النحو على القرآن وعلى اشعار العرب قبل اختلاط الالسنة، ويحتج للنحو بما يمثل له منهما. فإذا صادف ان جاء في القرآن الكريم عبارة لا تخضع لقاعدة نحوية فينبغي ان يستثنى من القاعدة مورد المخالفة التي وجدت في القرآن الكريم، وينبغي أن يقال ان هذه القاعدة تنخرم في المثال الوارد في الآية القرآنية الكذائية، لا أن يقال: إن القرآن قد اخطأ وخالف النحو. هذا هو الجواب الاجمالي.. واما الاجابة التفصيلية فهي: أ- قوله تعالى (( إِن هَذَانِ لَسَاحِرَانِ )) جوابه: 1- إن هذا ليس غلطاً بل قد يكون جريا على لغة (كنانة) الذين يثبتون الف المثنى في كل الاحوال فيقولون إن الرجلان نائمان، قال بعض شعرائهم: ياليت عيناها لنا وفاها ***** واهاً لريا ثم واهاً واهاً بثـمن نعطي به اباها ***** وموضع الخال من رجلاها قد بلغا في المجد غايتاها ***** إن اباها وابا اباها فلم يقل: عينيها، فيها، رجليها، أبيها، وغايتيها. وقال آخر: دعته الى هابي التراب عقيم ***** تزوّد منا بين اذناه طعنة فلم يقل اذنيه. وقال آخر مساغا لناباه الشجاع الضما ***** فاطرق اطراق الشجاع ولو يرى فلم يقل لنابيه. 2- إن هناك قراءات اخرى للآية فقد قرأ ابو عمرو (إنّ هذين) وقرأ ابن كثير وحفص (أن هذان) فالاشكال المزعوم لو صح لكان على القراءة المعينة لا على القرآن نفسه. ب- قوله تعالى (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى )) وإشكالكم على هذه الاية الذي ملخصه: لماذا (الصابئون) والمفروض ان يكون منصوباً، لأنه معطوف على إسم (إن) المنصوب. جوابه: هذا ليس من عطف المرفوع على المنصوب لأن قوله (الصابئون) مبتدأ خبره (من آمن بالله)، وخبر (إنّ) محذوف بقرينة خبر الجملة الثانية، والعطف من عطف الجملة على الجملة لا عطف المفرد، ونظير ذلك قول الشاعر: عندك راض والرأي مختلف ***** نحن بما عندنا وانت بما أي نحن بما عندنا راضون، فحذف الخبر اعتماداً على قرينة خبر الجملة الثانية. ويجوز ان يكون الخبر الموجود خبراً لـ (إنّ) وخبر الصابئون محذوف بقرينة خبر (إنّ) كما قال ضابئ البرجمي: فإني وقيّار بها لغريب ***** فمن يك امسى بالمدينة رحله أي: وقيار غريب، فحذف الخبر اعتمادا على خبر (إنّ)، وهناك رأي ثالث على رأي بعض النحاة بأن يكون (الصابئون) عطفا على اسم (إنّ) من باب العطف على المعنى. كما قال الشاعر: ولا سابق شيئا إذا كان جائيا ***** بدا لي اني مدرك ما مضى فعطف (سابق) على (مدرك) من باب العطف على المعنى، رغم ان المعطوف عليه منصوب، وتفصيله في علم النحو وعلى كل حال فليس ذلك غلطاً. أما تساؤلك الديني بخصوص الصابئين فيما يتعلق بإثبات الاجر لهم مع انهم خارجون عن الاديان ويعبدون الملائكة فجوابه: أن الصابئين المشار اليهم في الآية المباركة هم اتباع يحيى او نوح او ابراهيم، وليسوا هم عبدة الكواكب او الملائكة كما اشتهر ذلك في بعض كتب التاريخ واللغة. ولذلك اشار القرآن الكريم إلى اهل الإيمان بقوله (من آمن منهم...) فيدخل المؤمنون ويخرج سائر اهل البدع والضلال. اما ما جاء عنهم في المعجم الوسيط فلا يعم جميع الصابئة بل الصنف الاول منهم والغريب انك رجعت في تعريف مصطلح (الصابئون) الى مثل المعجم الوسيط ولم ترجع الى لسان العرب والصحاح وغيرها من المعاجم المهمة، فقد ورد تعريف الصابئين في لسان العرب في مادة (ص ب أ): قوم يزعمون انهم على دين نوح عليه السلام.. وفي الصحاح: جنس من اهل الكتاب وقبلتهم من مهب الشمال عند منتصف النهار، وفي التهذيب قال الليث: الصابئون قوم يشبه دينهم دين النصارى وأن قبلتهم نحو مهب الجنوب، يزعمون انهم على دين نوح وهم كاذبون. وفي جميع الاحوال فالآية القرآنية لا تتكلم عن جميع الصابئة بل عن المؤمنين منهم، فلا يرد الاشكال الذي ذكرته اعتراضاً على القرآن الكريم. اما رأيك في القرآن الكريم وانك تتكلم عنه باحترام وفي نفس الوقت لا تقصد من وراء الاشكالات التي تطرحها الإساءة الى الاسلام والمسلمين فمجرد دعوى يبطل آخرها اولها، فأنت في الواقع بصدد تخطئة القرآن انتصارا للانجيل والتشكيك في الاسلام دفاعا عن النصرانية مع ان اختلاف الاناجيل الاربعة وغيرها يدلك بما لا يدع مجالا للريبة أن الانجيل محرف، إذ لو لم يكن محرفاً لما وجدنا هذا الاختلاف الشاسع بين الاناجيل فنحن لا نتهم الانجيل إنما الانجيل اليوم هو الذي يتهم نفسه، وليت شعري أي الاناجيل قد اوحي الى عيسى عليه السلام وايها يمثل كلام الرب تبارك وتعالى، وكيف نفسر هذه التناقضات والاختلافات الشنيعة بين الاناجيل...؟ اما بخصوص الآيات الاخرى التي سألت عنها في الجزء الثاني من اشكالاتك وهي كل من: 1- (( لاَ يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ )) (البقرة:134). 2- (( وَالمُؤمِنُونَ يُؤمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالمُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤمِنُونَ بِاللّه )) . 3- (( وَلَـكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَالمَلآئِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُربَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأسَاء... )) فقد اجبنا عنها على صفحتا العقائدية/ الاسئلة العقائدية/ القرآن وعلومه/ هل يوجد في القرآن اخطاء لغوية. أما غروب الشمس في عين حمئة كما ينطق بذلك القرآن الكريم فقد اختلف المفسرون في المقصود من العين الحمئة وفي كيفية غروب الشمس فيها إلا ان سياق الآية الشريفة أن ذا القرنين شاهدها كذلك لا أنها بحسب الواقع تغرب في عين حمئة ولذلك قال (وجدها) فالله تعالى يتكلم عن وجدان ذي القرنين لها لا أنها بالفعل كذلك، وليس ذلك بقادح في اعجاز القرآن كما تدعي، لأن القران حينما ينقل تصورات الناس لا يخرج عن اعجازه، وليس اعجازه منوطا بذكر الحقائق العلمية كما يفهمها العلماء من اهل الاختصاص ولكنه يشير الى معان تتفق مع العلم يفهمها من يفهمها، ومع ذلك يمكن فهم قوله (تغرب في عين حمئة) فهماً علمياً فإن الشمس حينما تغرب تختفي عن أعين الناظرين لها بصيرورتها في الجهة المقابلة من الكرة الارضية، والارض بتمامها حمئة أي مكونة من التراب والطين او من الماء واليابسة. ثم ذكرت ان القرآن الكريم ليس اول من ذكر اطوار الخلق، وذكرت على ذلك شواهد من العهدين، ونحن لا ننكر ورود نصوص في التوراة او الانجيل او غيرها من الكتب القديمة تدل على اطوار الخلقة، غير انك إذا حققت النظر جيدا وجدت ثمة اختلافات ظاهرة بين النص القرآني والنصوص الاخرى، وان النص القرآني يعلوعلى غيره من النصوص في تبيان كيفية خلق الانسان انطلاقا من النطفة حتى صيرورته جنيناً مكتملاً، والقرآن الكريم وان استعمل الفاظا متداولة لدى العرب لشرح عملية التطور الجنيني قبل استعماله (النطفة، والعلقة، والمضغة) فإن ذلك لا يعد قادحا فيه لأنه نزل بلغة العرب ولذلك قال عز من قائل (( إِنَّا أَنزَلنَاهُ قُرآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُم تَعقِلُونَ )) ولغة العرب كأية لغة اخرى تشتمل اسماء لكل شيء خلقه الله تعالى فمن المنطقي تماماً ان يرد في القرآن الفاظ عربية وان كانت مستعملة أما ورود هذه الالفاظ في التوراة والانجيل فانه كان بتوسط الترجمة، والترجمة العربية للعهدين القديم والجديد كانت متأخرة جدا عن ظهور الاسلام ومن المؤكد جدا ان المترجمين النصارى قد استفادوا من الفاظ القرآن الكريم وبلاغته في ترجمة كثير من النصوص المقدسة لديهم ولذلك يلحظ الباحث في اسلوب العهدين القديم والجديد تطوراً ملحوظا على صعيد المعنى المترجم الى العربية وحينئذ لا ينبغي بان يزعم ان العهد القديم والجديد كان اسبق من القرآن في التعبير عن خلقة الانسان فإنه من المسلم أن هذا التعبير لم يكن في لغة العهد الجديد ولا القديم، وان الترجمات الاخيرة للكتب المقدسة للنصرانية واليهودية الى العربية كانت في بعض النصوص ترجمة معنوية ضُمِّنت الالفاظ القرآنية التي ابتدعها القرآن الكريم في سوره وآياته. أما بخصوص ما ذكرته فيما يتعلق بتفسير الآية في سورة لقمان (( وَأَلقَى فِي الأَرضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُم )) فليس على ما ينبغي وذلك لامور: 1- لقد رجعت الى تفاسير غير معتبرة عندنا كتفسير النسفي وتفسير البيضاوي، وكان الاجدر بك أن ترجع الى التفاسير المعتبرة كتفسير مجمع البيان والتبيان والميزان والصافي وغيرها. 2- لقد اثبت العلم الحديث صحة المعلومة التي وردت في الآية المباركة، فقد ثبت في علم الجيولوجيا وغيرها من العلوم ان  الجبال وسيلة لتثبيت الارض وتثبت هذه الحقيقة اليوم من جهات عديدة: فمن جهة ان اصول الجبال مرتبطة مع بعضها، وهي كالدرع المحكم يحفظ الكرة الارضية امام الضغوط الناشئة من الحرارة الداخلية، ولولا هذه الجبال فإن الزلازل المدمرة كانت ستبلغ حداً ربما لا تدع معه للانسان مجالا للحياة، ومن جهة ثانية ان هذه السلاسل المحكمة من الجبال تقاوم جاذبية القمر والشمس الشديدة، وإلا فسيحدث جزر ومد عظيمان في القشرة الارضية اقوى من جزر ومد البحار وتجعل الحياة بالنسبة للانسان مستحيلة، ومن جهة ثالثة انها تقف سدا امام العواصف والرياح العاتية، وتقلل من تماس الهواء المجاور للارض عند دوران الارض حول نفسها إلى اقل حد، ولو لم تكن هذه الجبال لكان سطح الارض كالصحارى اليابسة، وعرضة للاعاصير والزوابع المهلكة والعواصف الهوجاء المدمرة ليل نهار. واما فيما يتعلق بقصة الخلق التي استطردت فيها الى كلام الدكتور زغلول النجار بخصوص تفسير الآيات الستة التي ذكر انها تلخص قصة الخلق والفناء ونقضت عليه بما ورد في سفر التكوين فنقول: لا جرم ان الذي يقرأ القرآن الكريم ويطلع على ما ورد فيه عن قصة الخلق ونشأة الكون يدهش للدقة البالغة التي يصف بها القرآن الكريم كيفية حدوث الخلق وما سيؤول اليه امر الكون حين الفناء ويلفت الانتباه أن القرآن لا يذكر مجرد مراحل تكوين السماوات والارض ونشأة الحياة بل يشير الى حقائق علمية لم تكتشف إلا في العصر الحاضر، أما ماورد في الكتاب المقدس فلا يعدو ان يكون سرداً قصصياً يتصادم مع العلم في اكثر من نقطة، فما معنى ان تكون الارض خالية وخربة والكون لم ينشأ بعد؟ معنى ذلك ان الكتاب المقدس لا يتكلم عن نشأة الكون بل عن نشأة الحياة في الارض، هل تستطيع ان تقارن ذلك بقوله تعالى في القرآن الكريم: (( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا)) (السجدة: 11 ــ 12) ان هذه الآية الكريمة تتحدث عن نشأة الكون، وهكذا الآيات الاخرى التي تتحدث عن حقائق علمية كقوله تعالى (( يَا مَعشَرَ الجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ استَطَعتُم أَن تَنفُذُوا مِن أَقطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلطَانٍ )) (الرحمن:33) حيث يشير القرآن الى امكانية السفر في الفضاء بواسطة سلطان العلم، وقد سبق القرآن العلم في تقرير هذه الحقيقة بأكثر من الف واربعمائة عام فأين تجد في الكتاب المقدس كهذه الآيات الاعجازية التي حيرت العلماء.. يا أخي كن منصفا ولا يحملك التعصب على عدم تبيّن الفرق بين اسلوب القرآن الكريم والمضامين العلمية التي اشار اليها وبين ما ورد في سفر التكوين مع انك قد اسشهدت في مواضع من اقوالك بتفسيرات لغوية ذكرت في النص التوراتي، وهي ليست من جملة النص بل هي توضيحات اضيفت فيما بعد كتفسير معنى (الثريا) وغيرها من الاجرام. ونحن لا نريد مناقشتك في جميع ما اوردته دفاعا عن الكتاب المقدس عندكم ولكننا نقول: لا مجال أصلاً للمقارنة بين ما ورد في القرآن الكريم وبين ماورد في التوراة في سفر التكوين، والحكم في ذلك هو للعلم الحديث، ويمكنك الرجوع الى كتاب موريس بوكاي الفرنسي الذي اثبت فيه التوافق التام بين القرآن الكريم والعلم الحديث وأوضح في المقابل تناقضات الكتاب المقدس العلمية وعدم توافقه مع العلم. ودمتم برعاية الله

1