علي - الولايات المتحدة
منذ 4 سنوات

 الأحرف النورانية

عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب العسكريين عليهما السلام ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. عندي سؤال لشيخنا الكريم في تفسير بعض الآيات القرآنية العزيزة وهي أنه توجد آيات كثيرة تأتي بلفظ : لعلكم...


الاخ علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يرى بعض المفسرين ان عسى من الله تفيد الوجوب في حين يرى البعض رأياً اخر, فقال الراغب: كثير من المفسرين فسروا (عسى ولعل) في القرآن باللازم وقالوا ان الطمع والرجاء لا يكون من الله تعالى وفي هذا قصور نظر وذلك ان الله تعالى اذا ذكر ذلك يذكره ليكون الانسان منه على رجاء لا ان يكون هو تعالى راجياً قال تعالى: (( عسى ربكم ان يهلك عدوكم )) (الأعراف:129)أي كونوا راجين في ذلك. وقال الزمخشري في الكشاف: (عسى ربكم) اطماع من الله لعباده وفيه وجهان: احدهما: ان يكون على ما جرت به عادة الجبابرة من الاجابة ب (عسى) و (لعل) ووقوع ذلك منهم موقع القطع والبت. والثاني: ان يكون جئ به تعليماً للعباد وجوب الترجح بين الخوف والرجاء. ويقول الطباطبائي في الميزان : (ان عسى تدل على الرجاء اعم من ان يكون ذلك الرجاء قائماً بنفس المتكلم او المخاطب او بمقام التخاطب فلا حاجه الى ما ذكروه من ان عسى من الله حتم ). وقال ايضاً في موضع اخر ج2 ص189: (واما كون عسى بمعنى الوجوب فلا دلالة لها عليه وقد مر أن عسى في القرآن بمعناه اللغوي وهو الترجي فلا عبرة بما نقل عن بعض المفسرين: كل شيء في القرآن عسى فان عسى من الله واجب!واعجب منه ما نقل عن بعض اخر: ان كل شيء في القرآن عسى فهو واجب الاحرفين: حرف في التحريم عسى ربه ان طلقكن, وفي بني اسرائيل عسى ربكم ان يرحمكم ). وقال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى ج15 ص388: (قل عسى ان يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون, قالوا ان عسى ولعل من الله تعالى واجب لان حقيقة الترجي مبنية على الجهل ولا يجوز عليه تعالى ذلك فمعنى قوله (عسى ان يكون ردف لكم ) سيردفكم ويأتيكم العذاب محققاً. وفيه ان معنى الترجي والتمني ونحوهما كما جاز ان يقوم بنفس المتكلم يجوز ان يقوم بالمقام او بالسامع او غيرهما وهو في كلامه تعالى قائم بغير المتكلم من المقام وغيره وما في الآية من الجواب لما ارجع الى النبي (صلى الله عليه وآله) كان الرجاء المدلول عليه بكلمة عسى قائماً بنفسه الشريفة والمعنى: قل ارجو ان يكون ردف لكم العذاب ). وفي تفسير ابي السعود وعسى ولعل وسوف في مواعيد الملوك بمنزلة الجزم بها وانما يطلقونها اظهارا ً للوقار واشعارا ً بان الرمز من امثالهم كالتصريح ممن عداهم وعلى ذلك مجرى وعد الله تعالى ووعيده انتهى وهو وجه وجيه. واورد العياشي في تفسيره رواية مرفوعه عن حيثمه عن الباقر (عليه الاسلام) حيث قال عليه السلام في قول الله: (( خلطوا عملا صالحا واخر سيئاً عسى الله ان يتوب عليهم )) . وعسى من الله واجب وانما نزلت في شيعتنا المذنبين . وبناءاً على قبول هذه الرواية يبقى هذا الرأي وارداً وهو كون عسى من الله واجب للرواية لا لما عللوه من ان حقيقه الترجي مبنية على الجهل والتي لا تجوز عليه تعالى. ولعل مجئ هذه الكلمات في القرآن اشعار للبشر بأن ليس لهم من الامر شيء وانه كله بيد الله وأن ما ينعم به ويعطيه هو تفضل منه عليهم لا استحقاق. فيبقون في رجاء وامل بالحصول على ما يعطيهم . فتأمل. ودمتم في رعاية الله