طالب الحق
منذ 4 سنوات

 الأحرف النورانية

السلام عليكم يقول الله تعالى في القرآن: (( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين )) . وقد قرأت في في صفحة الأسئلة العقائدية بموقعكم أن المثل هنا بمعنى النظير، فالقرآن يطالبوا منكري اعجازه بان يأتوا بنظيره ان استطاعوا. سؤالي هو ماهي الشروط التي يجب أن تكون في هذا النظير؟ أقصد ماهي الشروط التي يجب أن تكون في النص المأتى به لكي يصح ان نقول أنه نظير القرآن؟ علما بأني أقصد النص وليس المحتوى، أي لاأقصد الاعجاز العلمي او الاخبار بالغيبيات أو الاحكام الاجتماعية والسياسية وغيرها المذكور في القرآن، لأن القرآن طالب ولو بمواضيع مفتريات، وحسب ما أفهم يقصد حتى لو لم يكن محتوى هذا النظير حقائق.


الأخ طالب المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن هناك ترتباً بين النصوص البلاغية، والقرآن الكريم هو في الرتبة العليا بحيث لا يدانيه نص بلاغي آخر مهما كان قوياً. ولنضرب على ذلك مثالاً: كان العرب ينظرون إلى الشعر بأعتباره إبداعاً أدبياً بلاغياً وكانوا يميزون بين الشعراء بحسب قوة النص الشعري،وتعد المعلقات السبع أو العشر من اروع ما كتبه شعراء العرب، ولشدة تفوق هذه القصائد فقد علقوها على أستار الكعبة، أي أنهم أعطوها رتبة فوق سائر ما قاله العرب من شعر وذلك لما تحمله هذه القصائد من نواحي بلاغية وفنية باهرة، فيمكن أن يصنف النص الشعري تبعاً لهذا التمييز إلى رتبتين: النص الشعري العام والنص الشعري المعلق على الكعبة. وهكذا القرآن ـ مع الفارق ـ فإن نصه في أقصى درجات البلاغة والإبداع الفني، فهو برأسه رتبة مستقلة بالنسبة إلى سائر النصوص البلاغية، ولا يوجد في رتبته نص أخر يكون مثيلاً له في حين أن لمعلقة أمرىء القيس مثلاً نظيراً أو مثيلاً في رتبتها كمعلقة زهير بن أبي سلمى أو معلقة عنترة... بينما لا يوجد نص أدبي بلاغي يمكن أن يتفوق على النص القرآني ولا أن يكون في مستواه وذلك بشهادة جميع البلغاء والفصحاء في عصر البلاغة والفصاحة. ولكون القرآن في ذروة الإبداع الأدبي والبلاغي فإن الشروط الكفيلة بإيجاد المثيل له أو النظير لا توجد إلا عند الله تعالى، ولو كنا نعلم تلك الشروط أو يعلمها نوع البشر لساغ أن نكتب أو يكتب البلغاء نظيراً له، ولما كان ثمة موضوع للتحدي، فلاحظ. ودمتم في رعاية الله

1