عبد الزهراء - مصر
منذ 4 سنوات

 الأحرف النورانية

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم الظالمين المفسدين... علمائنا الكرام وأخواننا المؤمنين بمركزالأبحاث العقائدية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بداية أقول لكم بارك الله فيكم وأعزكم ونصركم وايدكم بالعلم والحكمة وقبل ذلك بنصرته وبالأيمان به سبحانه وتعالى جزاءً لنصرتكم وتأييد للحق ونشركم الحقيقة للباحثين وللمؤمن والمؤمنات. ثانياً أرجوكم وأقسمت عليكم برسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم) أن تجاوبوني على هذا الإستفسار بأقصى سرعة لأنني وجدت ها الإستفسار بمنتدى نصراني وأريد إجابة قوية ومقنعة وجئت إليكم وأنا أعلم أنكم إن شاء الله ستعطوني طلبي ولاتردوني خائباً وأنا سأنقل لكم الموضوع بالكامل كما وجدته بالمنتدى النصراني. ************************* الكلام المتناقض جاء في سورة النساء آيه 82 (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلَافاً كَثِيراً )) . ولكننا نجد فيه التناقض الكثير: التناقض الأول كلام الله لا يتبدل كلام الله يتبدل (( لَا تَبدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ )) (يونس:46). (( وَإِذَا بَدَّلنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفتَرٍ بَل أَكثَرُهُم لاَ يَعلَمُونَ )) (النحل:101). (( لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ )) (الكهف:27). (( مَا نَنسَخ مِن آيَةٍ أَو نُنسِهَا نَأتِ بِخَيرٍ مِنهَا أَو مِثلِهَا أَلَم تَعلَم أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ )) (البقرة:106). (( إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّ الهُ لَحَافِظُونَ )) (الحجر:9). (( يَمحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أَمُّ الكِتَابِ )) (الرعد:39). التناقض الثاني اليوم عند الله ألف سنة اليوم عند الله خمسون ألف سنة (( يُدَبِّرُ الأَمرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرضِ ثُمَّ يَعرُجُ إِلَيهِ فِي يَومٍ كَانَ مِقدَارُهُ أَلفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ )) (السجدة:5). (( تَعرُجُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيهِ فِي يَومٍ كَانَ مِقدَارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَة )) (المعارج:4). التناقض الثالث لا شفاعة توجد شفاعة (( قُل لِلهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعا لهُ مُلكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ ثُمَّ إِلَيهِ تُرجَعُونَ )) (الزمر:44). (( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استَوَى عَلَى العَرشِ يُدَبِّرُ الأَمرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعدِ إِذنِهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُم فَاعبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ )) (يونس:3). (( اللهُ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ وَمَا بينهما فِي سَتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استَوَى عَلَى العَرشِ مَالكُم مِن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ )) (السجدة:4). التناقض الرابع قليلٌ من أهل الجنة مسلمون كثيرٌ من أهل الجنة مسلمون (( ثُلَّةٌ مِن الأوَّلين وقليلٌ مِن الآخِرين )) (الواقعة:13 و14). (( ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِريِنَ )) (الواقعة:39 و40). التناقض الخامس خلاص اليهود وال***** والصابئين والمسلمين خلاص المسلمين فقط (( إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَن آمَنَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُون )) (المائدة:69). (( مَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِين )) (آل عمران:85). التناقض السادس الأمر بالصفح النهي عن الصفح (( إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصفَحِ الصَّفحَ الجَمِيلَ )) (الحِجر:85). (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وأغلظ عَلَيهِم وَمَأوَاهُم جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصِيرُ )) (التوبة:73). التناقض السابع النهي عن الفحشاء الأمر بالفحشاء (( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدنَا عَلَيهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُل إِنَّ اللهَ لَا يَأمُرُ بِالفَحشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالا تَعلَمُونَ )) (الأعراف:28). (( وَإِذَا أَرَدنَا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنَا مُترَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرنَاهَا تَدمِيراً )) (الإسراء:16). التناقض الثامن لا يُقسِم بالبلد يُقسِم بالبلد (( لاَ أُقسِمُ بِهَذَا البَلَدِ )) (البلد:1). (( وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ )) (التين:3). التناقض التاسع النهي عن النفاق الإكراه على النفاق (( بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُم عَذَاباً أَلِيماً الذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرِينَ أَولِيَاءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ أَيَبتَغُونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلهِ جَمِيعاً )) (النساء:138 و139). (( وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابن اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابن اللهِ ذَلِكَ قَولُهُم بِأَفوَاهِهِم يُضَاهِئُونَ قَولَ الذِينَ كَفَرُوا مِن قَبلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤفَكُونَ )) (التوبة:30). (( المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمُنكَرِ وَيَنهَونَ عَنِ المَعرُوفِ وَيَقبِضُونَ أَيدِيَهُم نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُم إِنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ الفَاسِقُونَ وَعَدَ اللهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسبُهُم وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُم عَذَابٌ مُقِيمٌ )) (التوبة:67 و68). (( فَقُطِعَ دَابِرُ القَومِ الذِينَ ظَلَمُوا وَالحَمدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِين )) (الأنعام:45). (( أَلَم تَرَ إِلَى الذِينَ تَوَلَّوا قَوماً غَضِبَ اللهُ عَلَيهِم مَا هُم مِنكُم وَلاَ مِنهُم وَيَحلِفُونَ عَلَى الكَذِبِ وَهُم يَعلَمُونَ أَعَدَّ اللهُ لَهُم عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُم سَاءَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ اتَّخَذُوا أَيمَانَهُم جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَلَهُم عَذَابٌ مُهِينٌ )) (المجادلة:14-16). (( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا هَل أَدُلُّكُم عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِن عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَموَالِكُم وَأَنفُسِكُم ذَلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَيُدخِلكُم جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدنٍ ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ )) (الصف:10-12). قال البيضاوي: اتخذوا ايمانهم - الذي أظهروه جُنّة وقاية دون دمائهم وأموالهم. (( وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجتَبَاكُم وَمَا جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدِّينِ مِن حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُم إِبرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسلِمِينَ مِن قَبلُ وَفِي هذا ليَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ )) (الحج:78). التناقض العاشر النهي عن الهوى إباحة الهوى (( وَأَمَّا مَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوَى فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوَى )) (النازعات:40 و41). 1- أباح محمد لأتباعه القيام بالغارات الدينية والدخول على الأسيرات دون تطليقهن من أزواجهن. فقال: (( وَالمُحصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَت أَيمَانُكُم )) (النساء:24) (قال البيضاوي: إلا ما ملكت أيمانكم من اللاتي سُبين ولهن أزواج كفار فهنّ حلال للسابين. والزواج مرتفع بالسبي لقول أبي سعيد رضي الله عنه: أصبنا سبايا يوم أوطاس ولهنّ أزواج كفار فكرهنا أن نقع عليهن. فسألنا النبي..فنزلت الآية! فاستحللناهنّ وإياه. عنى الفرزدق بقوله: وذات حليلٍ أنكحَتها رماحُنا ***** حلالٌ لمن يبني بها لم تُطلَّق 2- أباح محمد الزواج بأي من تهواه ويهواها بلا قيد أو شرط فوق زوجاته العديدات وفوق ما ملكت يمينه، فقال: (( وَامرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَهَاللنَّبِيِّ إِن أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَستَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ )) (الأحزاب:50) 3- كما أن محمداً جعل نكاح النساء أمل المستقبل في الجنة فقال: (( حُورٌ (المرأة البيضاء) مَقصُورَاتٌ فِي الخِيَام... لَم يَطمِثهُنَّ (لم يمسّهن) إِنسٌ قَبلَهُم وَلاَ جَانٌّ... مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفرَفٍ (وسائد) خُضرٍ وَعَبقَرِيٍّ (منسوب إلى عبقر، وادي الجن) حِسِانٌ )) (الرحمن:72و74 و76) التناقض الحادي عشر تحريم الخمر في الدنيا تحليل الخمر في الآخرة (( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزلَامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطَانِ فَاجتَنِبُوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ )) (المائدة:90). (( مَثَلُ الجَنَّةِ التِي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيهَا أَنهَارٌ مِن مَاءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأَنهَارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ وَأَنهَارٌ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ )) (محمد:15). (( يُسقَونَ مِن رَحِيقٍ مَختُومٍ خِتَامُهُ مِسكٌ وَفِي ذَلِكَ فَليَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ )) (المطففين:25 و26). التناقض الثاني عشر النهي عن إيذاء الكفار الأمر بقتل الكفار 1- لا تؤذهم: (( وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَدَع أَذَاهُم وَتَوَّكَل عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً )) (الأحزاب:48) -1- حرِّض على قتلهم: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِن يَكُن مِنكُم عِشرُونَ صَابِرُونَ يَغلِبُوا مَائَتَين )) (الأنفال65) 2- لا إكراه في الدين: (( لَا إِكرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الغَيِّ فَمَن يَكفُر بِالطَّاغُوتِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) (البقرة:256). -2- قتال في الدين: (( وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لَا تَكُونَ فِتنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلهِ )) (البقرة:193) 3- بذل الأموال لهم: (( لَيسَ عَلَيكَ هُدَاهُم وَلَكِنَّ اللهَ يَهدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِن خَيرٍ فَلِأَنفُسِكُم وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابتِغَاءَ وَجهِ اللهِ وَمَا تُنفِقُوا مِن خَيرٍ يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لَا تُظلَمُونَ )) (البقرة:272). -3- أخذ الجزية منهم: (( قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَومِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ )) (التوبة:29) 4- تركهم وشأنهم: (( قُل لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أأَسلَمتُم فَإِن أَسلَمُوا فَقَدِ اهتَدَوا وَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيكَ البَلَاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ )) (آل عمران:20). -4- ملاحقتهم بالاضطهاد: (( وَدُّوا لو تَكفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنهُم أَولِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِن تَوَلَّوا فَخُذُوهُم وَاقتُلُوهُم حَيثُ وَجَدتُمُوهُم وَلَا تَتَّخِذُوا مِنهُم وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً )) (النساء:89) (( وَلَو شَاءَ اللهُ مَا أَشرَكُوا وَمَا جَعَلنَاكَ عَلَيهِم حَفِيظاً وَمَا أَنتَ عَلَيهِم بِوَكِيلٍ )) (الأنعام:107). (( إِذَا لقِيتُمُ الذِينَ كَفَرُوا فَضَربَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثخَنتُمُوهُم فَشُدُّوا الوَثَاقَ )) (محمد:4). (( وَلَو شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُُّهُم جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفسٍ أَن تُؤمِنَ إِلاَّ بِإِذنِ اللهِ وَيَجعَلُ الرِّجسَ عَلَى الذِينَ لاَ يَعقِلُون )) (يونس:99 و100). (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَا غلُظ عَلَيهِم وَمَأوَاهُم جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصِيرُ )) (التوبة:73). 5- الدعوة بالحسنى: (( اُدعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِل هُم بِالتِي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدِينَ )) (النحل:125). -5- الدعوة بالسيف: (( فَقَاتِل فِي سَبِيلِ اللهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَا نَفسَكَ وَحَرِّضِ المُؤُمِنِ )) (النساء:84). ولهذا فتك محمد بمعارضيه في الدين، مثل كعب ابن الأشرف, وأبي عفك الشيخ، وأبي رافع بن أبي عقيق. التناقض الثالث عشر نجاة فرعون غرق فرعون (( وَجَاوَزنَا بِبَنِي إِسرَائِيلَ البَحرَ فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ وَجُنُودُهُ بَغياً وَعَدواً حَتَّى إِذَا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الذِي آمَنَت بِهِ بَنُو إِسرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسلِمِينَ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرعَونُ مَثبُوراً فَأَرَادَ أَن يَستَفِزَّهُم مِنَ الأَرضِ فَأَغرَقنَاهُ وَمَن مَعَهُ جَمِيعاً )) (الإسراء:102و103). (( آلآنَ وَقَد عَصَيتَ قَبلُ وَكُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ فَاليَومَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً )) (يونس:89-92). (( فَأَخَذنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذنَاهُم فِي اليَمِّ فَانظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ )) (القصص:40). التناقض الرابع عشر خلق الأرض قبل السماء خلق السماء قبل الأرض (( قُل أَئِنَّكُم لَتَكفُرُونَ بِالذِي خَلَقَ الأَرضَ فِي يَومَينِ وَتَجعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ العَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقوَاتَهَا فِي أَربَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ استَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرضِ ائتِيَا طَوعاً أَو كَرهاً قَالَتَا أَتَينَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُّنَّ سَبعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَومَينِ وَأَوحَى فِي اُلِّسَمَاءٍ أَمرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفظاً ذَلِكَ تَقدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ )) (فصلت:9-12). (( أَأَنتُم أَشَّدُ خَلقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغطَشَ لَيلَهَا وَأَخرَجَ ضُحَاهَا وَالأَرضَ بَعدَ ذَلِكَ دَحَاهاَ أَخرَجَ مِنهَا مَاءَهَا وَمَرعَاهَا وَالجِبَالَ أَرسَاهَا )) (النازعات:27-32). التناقض الخامس عشر القرآن مبين القرآن متشابه (( وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الذِي يُلحِدُونَ إِلَيهِ أَعجَمِيٌّ وَهَذَا لسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ )) (النحل:103). (( هُوَ الذِي أَنزَلَ عَلَيكَ الكِتَابَ مِنهُ آيَاتٌ مُحكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الذِينَ فِي قُلُوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنهُ ابتِغَاءَ الفِتنَةِ وَابتِغَاءَ تَأوِيلِهِ وَمَا يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلبَابِ )) (آل عمران:7). ************************* أنتهى كلامهم وارجوكم أريد رد سريع بأذن الله تعالى فالموضوع يمس كتاب الله ووفقكم الله لكل ما يحب ويرضى وبارك الله فيك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الأخ عبد الزهراء المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إبراز مثل هذه التناقضات سببه الجهل المحض بلغة القرآن ومفاهيمه وآداب العرب وعلومهم، وسنستعرض معاً هذه الدعاوى لننظر جهل أصحابها فيما يقولون: 1- المراد بالكلمات في قوله تعالى: (( لاَ تَبدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ )) (يونس:64)، هو الوعد والوعيد والثواب والعقاب، فهذا الأمر لا تبديل فيه كما قال سبحانه: (( مَا يُبَدَّلُ القَولُ لَدَيَّ )) (ق:29), ولا يجوز أن يعني بالكلمات ها هنا الشرائع، لأن الشرائع يدخلها النسخ كما هو المراد من قوله تعالى: (( وَإِذَا بَدَّلنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفتَرٍ بَل أَكثَرُهُم لاَ يَعلَمُونَ )) (النحل:101)، أو قوله تعالى: (( مَا نَنسَخ مِن آيَةٍ أَو نُنسِهَا نَأتِ بِخَيرٍ مِنهَا أَو مِثلِهَا أَلَم تَعلَم أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ )) (البقرة:106), (أنظر في ذلك: تفسير التبيان للشيخ الطوسي 4: 247، تفسير مجمع البيان للطبرسي، تفسير الطبري 11: 181، تفسير البغوي 2: 360). وكذلك قوله تعالى: (( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (الحجر:9), فالمراد به حفظ القرآن الكريم بما له من صفه الذكر فهو ذكر حي خالد مصون من أن يموت وينسى، مصون من أصله من الزيادة عليه بما يبطل به كونه ذكراً، مصون من النقص كذلك، والتغيير في صورته وسياقه بحيث يتغير ما به صفة كونه ذكراً لله مبيّناً لحقائق معارفه.. وهذا بخلاف معنى قوله تعالى: (( يَمحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ )) (الرعد:39), المراد به محو الآجال والأوقات فيما يتعلق بأعمار الناس وأرزاقهم وأين هذا من حفظ الكتاب وتبديله.(انظر: تفسير الميزان للطباطبائي 12/101، 11/375). 2- أما ما ورد من ذكر اليوم ومقداره في سورتي السجدة والمعارج فنقول: ذكرت بعض الروايات أن يوم القيامة يشتمل على خمسين موقفاً كل موقف يعادل ألف سنة من سني الدنيا وبالتالي يكون مجموع الوقوف في تلك المواقف يعادل خمسين ألف سنه، ويمكن أن يكون المراد بيوم مقدار ألف سنة، بلحاظ موقف واحد من مواقف يوم القيامة، ويكون المراد بخمسين ألف سنة بلحاظ مجموع المواقف كلها.. هذا إذا سلمنا أن للعدد شأن في هذا الجانب، وإلا ـ كما هو عليه أكثر المفسرين ـ ان المراد به هو الإشارة إلى الكثرة لا لخصوص الرقم، أي أن ذلك اليوم طويل جداً.(انظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ـ للشيخ ناصر مكارم الشيرازي ـ 19: 15). 3- أما مسألة الشفاعة، فهناك آيات في القرآن الكريم تثبت أن الشفاعة لله جميعاً، وأخرى تثبتها بإذنه تعالى ورضاه... وهذه البيانات المتعددة يستخدمها المتكلم في مقامات مختلفة تبعاً لأغراضه في الكلام كما هو السائد والمعروف في لغة العرب وبلاغتهم. فالآيات المثبتة بأن الشفاعة هي بيد الله مطلقاً تجدها في سياق بيان الردّ على المدّعين بأنه يوجد غير الله شفعاء يشفعون لهم وينقذوهم من العذاب والحساب ونزول البلاء انظر إلى قوله تعالى: (( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُل أَوَلَو كَانُوا لا يَملِكُونَ شَيئاً وَلا يَعقِلُونَ قُل لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ ثُمَّ إِلَيهِ تُرجَعُونَ )) (الزمر:43-44), وهكذا الأمر في الآيات المثبتة للشفاعة بإذنه تجدها قد جاءت في سياق إثبات الاحاطة والملكية له سبحانه، قال تعالى: (( لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَومٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذنِهِ يَعلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِم وَمَا خَلفَهُم وَلا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِن عِلمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ )) (البقرة:255), فكما ترى لا يوجد تناف بين الآيات المثبتة للشفاعة المطلقة لله والنافية لها إلا بإذنه بحسب السياق الذي وردت فيه، بل يمكن لك أن تعمل صناعة الخطاب العرفي بالجمع بين المطلق والمقيد لتنتهي إلى فهم المراد من كلامه سبحانه، وهذا جمع صحيح سائغ يمارسه الناس في كلام بعضهم بعضاً فما بال القوم لا يفقهون حديثا. 4- المراد بـ (( قليل من الآخرين )) في الآية 14 من سورة الواقعة هم فئة السابقين الذين هم أحد الأقسام الثلاثة الذين تحدثت عنهم السورة المباركة في بدايتها عند قوله تعالى: (( إِذَا رُجَّتِ الأَرضُ رَجّاً, وَبُسَّتِ الجِبَالُ بَسّاً, فَكَانَت هَبَاءً مُنبَثّاً, وَكُنتُم أَزوَاجاً ثَلاثَةً )) (الواقعة:4-7), وأما قوله تعالى في السورة ذاتها: (( وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ )) (الواقعة:40), فهم أصحاب القسم الثاني الذين ذكرتهم الآية، والمراد بهم أصحاب اليمين.. فهاتان العبارتان تتحدثان كل واحدة منهما عن جماعة خاصة، وليس عن جماعة واحدة حتى يكون الكلام متناقضاً أو متهافتاً ولكن نقول في حق هؤلاء والمدّعين لوجود التناقض ولا تناقض في البين، كما قال الحق سبحانه: (( لَا تَعمَى الأَبصَارُ وَلَكِن تَعمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )) (الحج:46). 5- أما قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنُونَ )) (المائدة:69), وقوله تعالى: (( وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الأِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ )) (آل عمران:85), فهما ليسا متناقضين، لأن المراد بالآية الأولى أنّ من آمن من اليهود والنصارى والصابئين بالله والذي يكون الإيمان برسوله (ص) هو جزء من الإيمان به سبحانه، كما جاء في قوله تعالى في سورة محمد (ص) الآية: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الحَقُّ مِن رَبِّهِم كَفَّرَ عَنهُم سَيِّئَاتِهِم وَأَصلَحَ بَالَهُم )) (محمد:2), الآية الأخرى من سورة آل عمران: 85، لأن الإيمان بالله الذي يتضمن الإيمان بالرسول (ص) يعني لزوم أيكون المرء مسلماً وأن يموت على الإسلام, والإّ فهو من الخاسرين حسبما تصرح به الآية الثانية. قال المولى سبحانه: (( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ أَم عَلَى قُلُوبٍ أَقفَالُهَا )) (محمد:24). وقال سبحانه: (( أَفَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتَابِ وَتَكفُرُونَ بِبَعضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفعَلُ ذَلِكَ مِنكُم إِلَّا خِزيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَيَومَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعمَلُونَ )) (البقرة:85). 6- قوله تعالى: (( فَاصفَحِ الصَّفحَ الجَمِيلَ )) (الحجر:85), يشير إلى العفو عن الأذى الذي كان يصل إلى النبي (ص) عن المشركين على تبليغه شريعة ربّه، ولا علاقة له بالقتال ويشهد لهذا قوله تعالى بعد ذلك في السورة ذاتها: (( فَاصدَع بِمَا تُؤمَرُ وَأَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ )) (الحجر:94). فالآية المتقدمة إنما تحرض النبي (ص) على المصابرة في تبليغ أوامره، ونشر أحكامه، وأن لا يلتفت إلى أذى المشركين واستهزائهم، ولا علاقة لذلك بحكم القتال ـ الذي تشير إليه الآية 73 في سورة التوبة ـ الذي وجب بعدما قويت شوكة الإسلام وظهرت حجّته.. نعم ان النبي (ص) لم يؤمر بالجهاد في بادئ الأمر، لأنه لم يكن قادراً على ذلك حسب ما تقتضيه الظروف من غير طريق الإعجاز وخرق نواميس الطبيعة، ولما أصبح قادراً على ذلك، وكثير المسلمون، وقويت شوكتهم، وتمت عدتهم وعددهم أمر بالجهاد. فلا تناقض ولا تناف بين الآيتين، إذ موضوع أحداهما وزمانها غير موضوع الأخرى وزمانها. بل حتى دعوى نسخ أحداهما بالأخرى ردّها العلماء ولم يقبلوها بأعتبار أن تشريع الأحكام الإسلامية كان على التدريج وهذا ليس من نسخ الحكم الثابت بالكتاب في شيء. انظر: البيان في تفسير القرآن ـ للسيد الخوئي: 359. 7- قوله تعالى: (( أَمَرنَا مُترَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرنَاهَا تَدمِيراً )) (الاسراء:16), معناه ان الله سبحانه يأمر كبار القوم ورؤسائهم بالطاعات فلا يمتثلوا وتبعاً لذلك لا تمتثل الرعية ويحصل الفسق فيحق القول على الجميع بالتدمير واستحقاق العقاب. وهذا المعنى واضح لم له أدنى مسكة علم، إذ المأمور به محذوف في الآية، ولا يجب أن يكون المأمور به هو الفسق وإن وقع بعده ويجري هذا مجرى قول القائل: أمرته فعصى ودعوته فأبى,والمراد إنني أمرته بالطاعة ودعوته إلى الإجابة والقبول فأبى. 8- المراد بقوله: (( لا أُقسِمُ بِهَذَا البَلَدِ )) (البلد:1), إنما هو القسم بهذا البلد، وهذه لغة عربية واضحة، فالعرب عند تعظيمهم لبعض الأمور إذا أرادوا أن يقسموا بها قدموا قبلها أداة النفي لتأكيد القسم.. فلا تنافي بين هذه الآية والآية الأخرى التي يرد فيها القسم بالبلد الأمين (التين، الآية3). 9- لا ندري أين محل التناقض في هذا المورد التاسع، فلعل الأشتباه حصل من كلمة (أيمانهم) والمراد بها هنا الحلف والقسم ليدفع المنافق بهذا الحلف عن نفسه وماله وليصد سبيل الله ويبغيها عوجاً. وليس المراد اتخذوا إيمانهم، فالأيمان غير الإيمان.. فليتدبر. 10- أحكام الزواج والطلاق أحكام اعتبارية خاضعة لحكم المشرّع. وإذا اباح المولى سبحانه الزواج من المسببّات، وأن يكون النكاح السابق للمرأة المسبّية مرتفع بالسبي، فلا ضير في الامتثال لهذه الأحكام لأنها ليست من الأمور الواقعية وإنما هي مسائل اعتبارية تخضع لقانون التنظيم والنظام لا أكثر. وأما عن تزوجه (ص) بالمرأة التي تهب نفسها إلى النبي، فهو (ص) مخير في هذه المسألة بين الزواج بها وعدمه، وقد حدث أن رفض النبي (ص) مرة الزواج بواحدة من النساء وهبت نفسها له فقام رجل وقال زوجتكها يا رسول الله فقال زوجتها بما معك من القرآن (مستدرك الوسائل 14: 313). وليس في هذه المسألة أي تناقض أو محذور أخلاقي أو ديني، ولا يرمي إلى أن النبي(ص) يحب النساء ويريدهن فوق الحالة المعتادة لباقي الناس، بل المعروف أن زواجه (ص) واختصاصه بالتزوج بتسع نساء إنما كان لأغراض سياسية واجتماعية معروفة كانت تقتضيها الدعوة الإسلامية ويمليها الظرف الإجتماعي الذي كانت تعيشه القبائل العربية أيام ظهور الدعوة. 11- المراد من قوله تعالى: (( أَنهَارٌ مِن مَاءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأَنهَارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ وَأَنهَارٌ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ )) (محمد:15), ليس هو الخمر الذي حرّمه المولى سبحانه, فهذا خمر - أي خمر الدنيا - يذهب الإنسان عقله ويسلبه شعوره، ويجعله هو والحيوان - من حيث فقدان العقل - في عرض واحد، أما خمر الآخرة فهو خمر يمنح الناس الشعور بالسعادة، وشاربيه يتلذذون بها ولا يسلبهم عقولهم، بل يجدون فيه رائحة المسك ولا أذى فيه من السكر والصداع الذي يصيب الإنسان من خمر الدنيا.. وهذا المعنى قد نصت عليه التفاسير والروايات، فما بال هؤلاء القوم لا يذعنون لقول الحق الصادر عن أهله, ويذهبون إلى تشابه الألفاظ ولا يحفظون المعاني التي ترد فيها البيانات عن أهلها من النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة والعلماء, أن هذا أمر يدعو للشفقة حقّاً! 12- أما عن مسألة النهي عن ايذاء الكفار ثم الأمر بقتالهم، فهذا أمر أقتضته مرحلية الدعوة وتطور ظروفها، جاء عن الإمام الصادق(عليه السلام) عن آبائه عن علي (عليه السلام) في بيان الناسخ والمنسوخ، قال: إن الله عز وجل لما بعث محمداً (ص) أمره في بدو أمره أن يدعو بالدعوة فقط، وأنزل عليه: (( ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم )) ، فلما أرادوا ماهموا به من تبييته، أمره الله بالهجرة وفرض عليه القتال فقال: (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا )) ثم ذكر بعض آيات القتال إلى أن قال: فنسخت آية القتال آية الكف.. (انظر: جامع أحاديث الشيعة 13: 17). وكذلك تفهم بقية الآيات التي جاء بها الأمر بالقتال، إنما هي لصد العدوان، وردع العدو عن التمادي في غية ومحاولاته للقضاء على الدين الجديد.. وهي بهذا المعنى لا تنافي ما ورد من عدم الإكراه في الدين والدعوة إلى الله بالحسنى.. فإن عدم الإكراه هو روح الشريعة والدخول في الدين الإسلامي عن قناعة واعتقاد هو الأساس الذي يعتمد عليه الدعاة في دعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى، لأن الأجر والثواب والفوز بالآخرة إنما هو مناط بما تنعقد القلوب عليه من الإذعان بهذا الدين والدخول فيه طواعية... ومسألة الأمر بقتال الكافرين إنما هي للحفاظ على المؤمنين وبلاد الإسلام ورد كيد الكائدين عن هذا الدين، ولم تكن الدعوة في الأصل بالسيف،وإنما الدعوة كانت بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ولم يكن السيف إلا وسيلة ردع وحماية لا وسيلة دعوة وهداية.. ومن هنا نجد مثل قوله تعالى: (( وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لا تَكُونَ فِتنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَلا عُدوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ )) (البقرة:193), أي الذين يريدون زوال الإسلام وهتك حرمات أهله، فهؤلاء قد اباح المولى سبحانه قتالهم ورد عدوانهم، وقد سمي القتل في الآية الكريمة عدواناً مجازاً من حيث كونه عقوبة على العدوان والظلم. 13- اما دعوى التناقض في مسألة نجاة فرعون وغرقه، فهي مما تضحك الثكلى، فقد صرّح المولى سبحانه ان فرعون قد غرق في نهر النيل ولكن الله سبحانه انجاه ببدنه ليكون لمن خلقه آية وعبرة لأن فرعون كان حين ملاحقته لموسى وقومه مثقلاً بالحديد من قرنه إلى قدمه وقد لبسه على بدنه، فلما أغرق ألقاه الله على نجوة من الأرض ببدنه ليكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الأرض، وسبيل التثقيل أن يرسب ولا يرتفع فكان ذلك آية وعلامة. 14- أما قوله تعالى: (( وَالأَرضَ بَعدَ ذَلِكَ دَحَاهَا )) (النازعـات:30), الذي قد يتصور منافاته لما ورد في آية 9 من سورة فصلت بأن الأرض مخلوقة قبل السماء، بأنَّ المراد من الدحو هو البسط والانبساط وهو غير خلق الأرض، بمعنى أن المولى سبحانه بعد خلق الأرض وما قدّر فيها من الأقوات بسطها. لتكون صالحة للسكنى. وقد ورد في الروايات ان ما بين خلق البيت (أي الكعبة التي وجدت مع وجود الأرض) ودحو الأرض كان ألفي عام. (مستدرك سفينة البحار1: 111)، وهذا يدل على أن خلق الأرض إنما هو قبل دحوها. فلا تنافي بين آيات الرحمن سبحانه وتعالى. 15- القرآن مبين،القرآن متشابه: المراد من قوله تعالى: (( وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ )) (النحل:103), أنه لا يتوقف في فهمه عربي، بل وغير العربي العارف باللغة وأساليب الكلام العربي. والآيات المعدودة من متشابه القرآن، إنما هي في غاية الوضوح من جهة المفهوم، وإنما التشابه في المراد منها وهو معنى واضح لمن عرف اللغة العربية وأدرك معانيها، ومحل التشابه في المراد من هذه المعاني.. وبعد هذا نقول: ان هذه التناقضات المدعاة لهي ـ كما رأينا ـ أوهن من بيت العنكبوت, وكان يمكن لأي شخص عارف بآيات القرآن وتفسيره، وبلغة العرب وآدابها أن يرد على هذه التناقضات المدعاة وعلى أمثالها.. وها هو القرآن يصدح منذ يوم نزوله إلى الآن ويتحدى كل المشركين والكفار وأصحاب الديانات الأخرى بأن يبطلوا ما فيه بل يبطلوه رأسا وذلك بأن يأتوا بسورة من مثله توازيه بلاغة وعلماً وبياناً، ولعل أقصر سورة في القرآن هي سورة الكوثر التي مقدارها ثلاث آيات فقط ولكن إلى الآن لم يأت أحد بهذا الإعجاز..وهنا نقول: فلم عجز هؤلاء عن مواجهة تحدي القرآن بالإتيان بثلاث آيات فقط من مثل القرآن يبطلون بها القرآن من أساس؟! والجواب: أنه لا شيء يمنعهم سوى العجز الحقيقي عن مواجهة معجزة القرآن.. لذا تراهم يأتون بأمثال هذه التناقضات المدّعاة على القرآن وهي أوهن من بيت العنكبوت كما رأينا. وكما ترى فإننا لم نجد في كل ما قالوه إشكالاً علمياً صحيحاً واحداً فلا قيمة لما يقولون ويدعون. قال تعالى: (( فَمَاذَا بَعدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصرَفُونَ )) (يونس:32). ودمتم في رعاية الله

9