أبو يوسف - الكويت
منذ 4 سنوات

 الأحرف النورانية

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته . . . توجد هناك بعض الروايات لدينا نحن الشيعة بأن الإمام القائم (عجل الله تعالى فرجه) سيخرج و معه مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) و الذي لا يختلف عن قرآننا هذا سوى أن الآيات مرتبة كما في نزولها ووجود بعض التوضيحات التي دونها من الرسول ( ص) . أما السؤال فهو : ما الفائدة من خروج الإمام (عج ) بهذا القرآن الغير مختلف عن قرآننا الحالي ؟ و ماذا نستفيد من ترتيب الآيات حسب نزولها ؟ ووفق نص حديث الثقلين الذي ينص على أن القرآن الكريم لن يفترق عن أهل البيت (ع) فكيف يكون القرآن موجود بيننا و الإمام إلى الآن غائب ؟ ألا يستلزم أن القرآن الذي بين أيدينا غير القرآن الذي لدى أهل البيت (ع) ؟ ودمتم سالمين . . .


الاخ أبا يوسف المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يختلف عن قرآننا، إلا أن فيه تفسير وتأويل للآيات القرآنية، وان فيه المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد وأسباب النزول، وان الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) عندما يظهر ذلك المصحف انما يظهر كل تلك المعاني والتفاسير التي هي غائبة عن الناس قبل ظهوره يظهرها من ذلك المصحف، ولا يخفى ما لاظهار تلك المعاني والتفاسير من فائدة لفهم الكثير من الحقائق التي لم يأن الأوان لاظهارها اضافة للمعلومات التي سنعرفها والتي تدرس في علوم القرآن. ثم إن ما في مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) من تغير في ترتيب السور والآيات كما يظهر من بعض الروايات فائدة في معان أخرى للآيات القرآنية لا تتم الا بذلك الجمع، وهذا لا يتعارض مع ما موجود عندنا من معان للقرآن على هذا الترتيب، لأن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) قد أقروا بصحة الاستفادة من هذا القرآن على ما هو عليه الآن وبهذا الترتيب, بل هي معان اضافية يظهرونها في وقتها كما يصرحون هم (عليهم السلام) بذلك بقولهم: (هذا عطاءنا فامنن او امسك بغير حساب). وعدم الافتراق الذي نقوله للإمام مع القرآن لا يعني عدم الافتراق المكاني! فان هذا الافتراق حاصل منذ أول يوم جمع فيه القرآن على شكل مصحف، فكم مرة يكون الإمام في مكان وكتاب القرآن في مكان آخر! وانما عدم الافتراق الذي نقوله: ان أعمال الأئمة المعصومين (عليهم السلام) لا تخالف مع مضامين القرآن الكريم، فكل عمل يصدر منهم هو مطابق للقرآن وكل ما في القرآن هم ممن عمل به وصدقه وامن به، وهو معنى العصمة الذي نستفيده من الملازمة. اضافة الى أن فيه معنى آخر يظهر من تفسير آية (( لا يمسه الا المطهرون )) (الواقعة:79). ودمتم في رعاية الله

2