فيصل
- المغرب
منذ 5 سنوات
معاني الحروف المقطعة في أوائل السور(1)
انا سني وباق على سنيتي لاني اعتقد ان نقلة القران هم اهل السنة ولو ثبت لي ان الشيعة نقلوا القرآن لانتقلت الى مذهبهم بدون تردد.. على العموم انا مازلت في بحثي وعندي تساؤلات او اعتراضات على جوابك اعلاه.قولكم انها قراءة شيعية خالصة فيه ازدراء لعقول الناس.. كيف اصبحت قراؤة شيعية خالصة والسند منقول في كتب السنة؟ لا يجوز لكم ان تتطفلوا على سند سني وتدعوا ان رجاله شيعة فيبقى الطريق سني.حفص قال الجواهري عنه انه مجهول، والخوئي اتهمه بالفسق وليست له رواية واحدة في كتبكم فكيف صار شيعيا يا ترى وهذه حاله؟
الأخ فيصل المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: القرآن متواتر قد نقله المسلمون جيلا عن جيل في جميع الطبقات جماعة عن جماعة يمتنع تواطئهم على الكذب لان فيهم جميع الفرق والمذاهب والصالحين واهل البيت وبعض الصحابة العدول وبعض التابعين العدول وبعض تابعي التابعين العدول وهكذا الى زماننا هذا هناك حفظة ونسخ عديدة للقرآن الكريم.
ثانياً: بالاضافة الى تكفل الله عز وجل بحفظه كما قال تعالى (( إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (الحجر:9) وقوله (( لَا يَأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلَا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ )) (فصلت:42) وقد قال تعالى (( وَعدَ اللَّهِ لَا يُخلِفُ اللَّهُ وَعدَهُ وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لَا يَعلَمُونَ )) (الروم:6) وقال (( وَعدَ اللَّهِ لَا يُخلِفُ اللَّهُ المِيعَادَ )) (الزمر:20) وبين تعالى الاعجاز القرآني وتحدى الخلق جميعا ان يأتوا بمثله او بسورة من مثله فقال (( قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلَى أَن يَأتُوا بِمِثلِ هَذَا القُرآَنِ لَا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو كَانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيرًا )) (الإسراء:88) و (( وَإِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمَّا نَزَّلنَا عَلَى عَبدِنَا فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ وَادعُوا شُهَدَاءَكُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ * فَإِن لَم تَفعَلُوا وَلَن تَفعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّت لِلكَافِرِينَ )) (البقرة:23-24) وقال عز من قائل (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ )) (يونس:38) وقال عز وجل (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَيَاتٍ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ )) (هود:13) وقال تعالى (( ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيبَ فِيهِ )) (البقرة:2) و (( تَنزِيلٌ مِن رَبِّ العَالَمِينَ* وَلَو تَقَوَّلَ عَلَينَا بَعضَ الأَقَاوِيلِ * لَأَخَذنَا مِنهُ بِاليَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعنَا مِنهُ الوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِن أَحَدٍ عَنهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذكِرَةٌ لِلمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعلَمُ أَنَّ مِنكُم مُكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُ لَحَسرَةٌ عَلَى الكَافِرِينَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ اليَقِينِ * فَسَبِّح بِاسمِ رَبِّكَ العَظِيمِ )) (الحاقة:43-52) فكل هذه الايات الكريمة تبين بوضوح اعجاز القرآن والعناية الالهية بحفظه وعجز جميع الخلق بان يأتوا بمثله او بمثل بعضه حتى مع عدم اللجوء الى القول بالصرفة.
ثالثاً: ينبغي ان يعلم ان الرواية التي تستند اليها اهم قراءة للقرآن رويت وثبتت بسند متواتر عن صاحبها وراويها وانتشرت في اغلب العالم الاسلامي وتلقتها الامة بكافة مذاهبها ومدارسها بالقبول هي رواية حفص بن سليمان عن عاصم بن ابي النجود عن ابي عبد الرحمن السلمي عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الله عز وجل.وهذه الرواية عند اهل السنة مخدوشة السند بحسب علماء الجرح والتعديل بحفص بن سليمان الذي اتهم بالكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) من عدة علماء معتبرين وهذه قاصمة للظهر وكذلك عاصم بن بهدلة اختلفوا فيه وخلصوا الى تحسين حديثه بجعله بدرجة دنيا للوثاقة ودرجاتها اما ابو عبد الرحمن السلمي فهو من خواص اصحاب امير المؤمنين (عليه السلام).اذا فالرواية لا تصح سندا ولا يمكن قبولها لان مدارها على من اتهم بالكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وترك حديثه من قبل محققي علماء اهل السنة.واذا قالوا لا تنافي بين الصدق في نقل كلام الله والكذب في نقل كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) نقول: هذا كلام لا يصدر من عاقل ولا يصدقه الا مجنون.
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) صفات المنافق ثلاث: (اذا حدث كذب ... المزید) فكيف بمن يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) وقال (صلى الله عليه وآله): لا تكذبوا عليّ فانه من يكذب عليّ فليلج النار) وقال (صلى الله عليه واله وسلم) ايضا (ان كذبا علي ليس ككذب على احد من كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار).فاذا قال قائل واشكل منكم مشكل واعترض معترض بان حفص بن سليمان لم يصل به الحد ان يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانما هو غير مختص به وغير ضابط له لانشغاله بالقرآن وأداء القرآن وحفظ القرآن من باب التخصص.فنقول: ان اكثر رواة الحديث يحفظون القرآن ومنذ صغرهم وهذا ديدن رواة الحديث وعموم العلماء وطلبة العلم الشرعي والقراء ليسوا بمعزل عن العلوم الاخرى فالكثير منهم يروون الاحاديث ولم يتهمهم احد بالكذب في الحديث حتى من تخصص منهم بالقرآن والقراءات كما هو الحال مع حفص بن سليمان القارئ كعاصم والاعمش وابي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش وابو بكر بن عياش وغيرهم العشرات فافهم.
اما مسألة التشكيك في رمي حفص هذا بالكذب وباعلى مراتب التجريح فنقول: قال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة حفص 2/345:1- قال ابن ابي حاتم عن عبد الله عن ابيه ( احمد بن حنبل ): متروك الحديث، وكذا قال حنبل بن اسحاق عن احمد فهذه احدى الروايات عن احمد.2- وقال عثمان الدارمي وغيره عن ابن معين: ليس بثقة.3- وقال ابن المديني: ضعيف الحديث وتركته عن عمد4- وقال الجوزجاني: فُرِغَ منه من دهر5- وقال البخاري: تركوه6- وقال مسلم: متروك7- وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. وقال في موضع اخر: متروك الحديث8- وقال صالح بن محمد: لا يكتب حديثه واحايثه كلها مناكير9- وقال الساجي: يحدث عن سماك وغيره احاديث بواطيل10- وقال ابن ابي حاتم: سألت ابي عنه فقال: لا يكتب حديثه هو ضعيف الحديث لا يصدق متروك الحديث قلت (لابي): ما حاله في الحروف (القراءة): قال: ابو بكر بن عياش11- وقال ابن خراش: كذاب متروك يضع الحديث12- وقال ابو احمد الحاكم: ذاهب الحديث13- وقال الساجي عن احمد بن محمد البغدادي عن ابن معين: كان حفص وابو بكر من اعلم الناس بقراءة عاصم وكان حفص اقرأ من ابي بكر وكان كذابا وكان ابو بكر صدوقا.14- وقال ابن عدي: عامة حديثه عمن روى عنهم غير محفوظ15- وحكى ابن الجوزي في الموضوعات عن عبد الرحمن بن مهدي قال: والله ما تحل الرواية عنه!!!
وقال الشيخ الوهابي محدث العصر كما يسمونه الوهابية محمد ناصر الالباني فيه في كتاب دفاع عن الحديث النبوي والسيرة 2/202 حفص بن سليمان متروك متهم بالكذب والوضع.أهـوقال الالباني ايضا عنه في سلسلة الاحاديث الضعيفة والموضوعة 2/162:قال ابن الجوزي في الموضوعات 3/250 ( قال الدار قطني: تفرد به حفص عن ليث. قلت (ابن الجوزي): اما ليث فغاية في الضعف عنهم الا ان المتهم به حفص قال ابن خراش: متروك يضع الحديث ) .أهـوقال الالباني في ضعفيته 2/221: ورواه ابن عدي 2/100 وقال: لا يرويه عن ابن سوقه غير حفص وعامة حديثه غير محفوظ. قال الالباني قلت: وهو ابو عمر الاسدي القارئ وهو ضعيف جدا بل قال ابن خراش: كذاب يضع الحديث.أهـفتبين من كل ما تقدم ان جميع العلماء يطعنون فيه ويتهمونه سواء المتقدمين او المتأخرين وليس فقط سيء الحفظ او يخطأ او لا يضبط الحديث كما يزين الوهابية القول فيه دون حجة وبرهان!! فكما ترى لا يوجد قول في تجريحه مجرد عن الاتهام ولم يقل احد عنه انه ضعيف الحفظ غير ضابط لحديثه وانما رموه بشتى التهم واشد العبارات فان قال قائل لم يثبت عن احد معتد به من العلماء يرميه بالكذب.قلت: اما ابن خراش الذي قلتم عنه ان قوله مردود لكونه رافضيا فانه من علماء الجرح والتعديل المعتبرين وقد اعتبر بقوله الاولين والاخرين خصوصا انهما كليهما متهمين بالرفض او التشيع فلو سلمنا ان ابن خراش يسقط كلامه وتجريحه لاحد فان هذا الكلام والاعتراض لعله يبرر ويقبل لو كان المجروح شاميا ناصبيا او خارجيا ومن المقطوع به ان حفصا ليس شاميا ناصبيا ولا خارجيا بل هو كوفي يروي عن الشيعة وطعن فيه الجوزجاني المعروف بالنصب وتجريح الشيعة حيث قال حفص: فرغ منه منذ دهر. فافهم وانصف ثم احكم.
رابعاً: واما اثبات كون قراءة عاصم والتي تعتبر اهم واشهر وافضل قراءة للقرآن في ايدي المسلمين هي شيعية فيثبت ذلك من عدة امور نذكر منها:أ- انها قراءة كوفية خالصة ومن المعروف ان الكوفة في كل طبقات قراءتها وقراءها انما هي الموطن الام للشيعة والتشيع وقد قال العلماء فيها ما يدل على ان الاصل في الكوفي انه شيعي والسني فرد نادر فيها ولا يثبت التسنن لاحد الرواة الكوفيين وخصوصا في تلك الحقبة وولادة القراءات الا بتصريح او قرينة خاصة تدل او تشير الى عدم تشيعه.
فقد قال الذهبي في سير اعلام النبلاء 5/374 في ترجمة الفأفاء: قتل في اواخر سنة اثنتين وثلاثين ومئة وهو من عجائب الزمان كوفي ناصبي، ويندر ان تجد كوفيا الا وهو يتشيع. أهـوقال الذهبي في تذكرة الحفاظ 3/840: الكوفة تغلي بالتشيع وتفور والسني فيها طرفة. أهـوقال الذهبي في ترجمة عبيد الله بن موسى العبسي مولاهم الكوفي مبينا معنى التشيع في الكوفة في سير اعلام النبلاء 9/555: كان صاحب عبادة وليل، صحب حمزة وتخلق بآدابه الا في التشيع المشؤوم فانه اخذه عن اهل بلدة المؤسس على البدعة.أهـورى ابن عساكر في تاريخ دمشق 42/530 وفي البداية والنهاية لابن كثير ايضا 8/12: قال ابن أبي خيثمة: ثنا أحمد بن منصور ثنا سيار ثنا عبد الرزاق قال: قال معمر مرة وأنا مستقبله وتبسم وليس معنا أحد فقلت له: ما شأنك؟ قال: عجبت من أهل الكوفة كأن الكوفة إنما بنيت على حب علي، ما كلمت أحدا منهم إلا وجدت المقتصد منهم الذي يفضل عليا على أبي بكر وعمر، منهم سفيان الثوري، قال: فقلت لمعمر ورأيته؟ - كأني أعظمت ذاك - فقال معمر: وما ذاك؟ لو أن رجلا قال: علي أفضل عندي منهما ما عبته إذا ذكر فضلهما.... قال عبد الرزاق: ذكرت ذلك لوكيع بن الجراح ونحن خاليين فاستهالها من سفيان وضحك وقال: لم يكن سفيان يبلغ بنا هذا الحد، ولكنه أفضى إلى معمر بما لم يفض إلينا، وكنت أقول لسفيان: يا أبا عبد الله أرأيت إن فضلنا عليا على أبي بكر وعمر ما تقول في ذلك؟ فيسكت ساعة ثم يقول: أخشى أن يكون ذلك طعنا على أبي بكر وعمر ولكنا نقف.أهـ
وروى ابن عساكر بنفس سنده هذا عن ابن ابي خثيمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال يحيى بن آدم ما ادركت احدا بالكوفة الا يفضل عليا يبدأ به وما استثني احدا غير سفيان الثوري.أهـ ( تاريخ دمشق لابن عساكر 42/530 ).ويحيى بن آدم الذي ينقل تشيع اهل الكوفة هو احد الثقات الاعلام عند السنة وهو معاصر لحفص بن سليمان ومن اقرانه وطبقته. ولذلك قال ابن عدي في الكامل 2/219: والغالب في الكوفيين التشيع.والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/806: قلما كان يرى كوفي ليس له ميول شيعية.
ولهذا السبب ولغيره نقول بان حفصاً شيعي حيث ان الطابع العام لاهل الكوفة هو التشيع بالاضافة الى كون اساتذته كلهم شيعة وخصوصا عاصم بن ابي النجود حيث كونه زوجا لامه فهو ربيبه وعاش في بيته واخذ عنه القرآن والتدين والشرع والحديث النبوي الشريف كون عاصم من رواة الحديث المشاهير.ولو دققنا النظر في رواة القرآن وليس فقط سند قراءة حفص عن عاصم فاننا سنجد رواة القرآن وقراءة اكثرهم واشهرهم واتقنهم هم من الشيعة ناهيك عن كون اكثرهم كوفيين.فلو اخذنا مثلا ترجمة عاصم حيث قال عنه الكلبي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل 1/55: عاصم....شيخ الاقراء بالكوفة.... قال ابو بكر بن عياش: لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم.أخذ القراءة عرضا عن زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي عمرو الشيباني.
روى القراءة عنه أبان بن تغلب وحفص بن سليمان وحماد بن زيد وأبو بكر بن عياش وجماعة. وروى عنه حروفا من القرآن أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد وحمزة الزيات.أهـ وروى بعد ذلك الغرناطي وكذلك الذهبي في سير اعلام النبلاء 5/259 والمقريزي في امتاع الاسماع 4/310 وابن الجزري وطبقات القراء 1/348 قال حفص: قال لي عاصم: ( ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب، وما كان من القراءة التي أقرأتها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود ). أهـ.
وقد ذكر الكثير من علماء الشيعة المتقدمين والمتأخرين في ترجمة عاصم واثبتوا كونه شيعيا ناهيك عن العمومات التي قدمناها من كونه من اهل الكوفة التي كانت تغلي بالشيعة وتفور والسني فيها طرفة: فقد قال عبد الجليل الرازي المتوفي سنة 333هـ وهو شيخ ابن شهرأشوب عن عاصم بقوله: (كان مقتدى الشيعة) كما نقل عن كتابه نقض الفضائح راجع الشيعة وفنون الاسلام لمحسن الصدر ص38 واعيان الشيعة لمحسن الامين 7/407، وقال الشيخ أغا بزرك الطهراني في ترجمة كتاب ارشاد القاري في الذريعة 1/516: في بيان قراءة امام القراء عاصم بن ابي النجود الكوفي الشيعي.بل صرح الشيخ آقا بزرك في ذريعته 1/468 عند كلامه عن ارجوزة في التجويد للشيخ علي بن حيدر المتوفي 1314 هـ والذي نظمها في ليلة واحدة في سوق الشيوخ دفعا لتعيير مفتيها بان علماء الشيعة لا حظ لهم من معرفة تجويد القرآن فقال آقا بزرك (قلت): كأنه غفل هذا المفتي عن حال ائمة القراءة المعبر عنهم بالبدور السبعة ولم يطلع على تشيع الاربعة منهم عاصم بن ابي النجود وابو عمرو بن العلاء وحمزة والكسائي. أهـ.
اما ما نقله البعض كابن حجر عن العجلي في ثقاته انه يقول في عاصم بانه كان عثمانيا فهو اشتباه منهم حيث قال العجلي: عاصم بن أبي النجود وهو بن بهدلة وهو أجل مقرئي الكوفة وقدم البصرة فأقرأهم، وقرأ عليه سلام أبو المنذر وكان عثمانيا. فمن الواضح جدا انه ذكر سلام وخصه بالذكر ممن قرأ عليه من اهل البصرة ووصفه بانه عثماني أي مع كونه بصريا وعثمانيا اخذ وروى القرآن عن عاصم الكوفي. وارجاع الضمير على الاقرب هو الاصح لغة واستعمالا فلو اخذنا مثلا على هذا الاستعمال نرى في ترجمة الخليل بن احمد الفراهيدي قال عنه المازندراني في منتهى المقال 3/185: كان أفضل الناس في الأدب وقوله حجّة فيه، واخترع علم العروض، وفضله أشهر من أن يذكر، وكان إمامي المذهب. عن يونس بن حبيب النحوي - وكان عثمانيّا - قال: قلت للخليل بن أحمد:.....بل ورد عن العجلي نفسه نفس هذا الكلام في ترجمة محمد بن فضيل بن غزوان حيث قال عنه: (كوفي ثقة شيعي وكان ابوه ثقة وكان عثمانيا).فمن الواضح ان العجلي يستعمل مثل هذا التعبير حيث وصف الرجل بانه شيعي وفي سياق الكلام عنه ذكر اباه وقال بعد ذلك (وكان عثمانيا) ومنه يتضح ان العجلي حينما يستعمل هذا المصطلح يطلقه على الاخير الوارد في معرض كلامه وليس على من ترجم له اولا.واما الراوي عن عاصم وهو حفص فقد قدمنا اقوال علماء العامة فيه والان نكمل الكلام حول تشيعه من خلال اقوال علماء الخاصة فيه.فقد ذكره الشيخ الطوسي ضمن اصحاب الامام الصادق (عليه السلام) والرواة عنه فقال: اسند عنه. راجع رجال الطوسي ص189.ووصف الطوسي للراوي بكلمة (اسند عنه) يعتبر عند المحققين توثيقا له حيث هو مصطلح يدل على كونه حين وصف راو به انه من الاربعة الاف راو الذي وثقهم ابن عقدة في رجاله. راجع خاتمة المستدرك للنوري الطبرسي ومجلة تراثنا العدد 3 السنة الاولى.وقال الميرزا النوري الطبرسي في خاتمة المستدرك 7/297: حفص بن سليمان: ابو عمرو الاسدي الغاضري المقري البزاز الكوفي، اسند عنه، من اصحاب الصادق (عليه السلام).وقال الشيخ محمد هادي معرفة في التمهيد في علوم القرآن 2/240:
واما القراءة الحاضرة - قراءة حفص - فهي قراءة شيعية خالصة، رواها حفص وهو من اصحاب الامام الصادق (عليه السلام) عن شيخه عاصم وهو من اعيان شيعة الكوفة الاعلام عن شيخه السلمي وكان من خواص علي (عليه السلام) عن امير المؤمنين (عليه السلام)عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الله عز وجل.وقال الشيخ معرفة ايضا 2/240: كان اربعة - ان لم نقل ستة- من القراء السبعة شيعة فضلا عن غيرهم من ائمة قراء كبار، كابن مسعود وابي بن كعب وابي الدرداء والمقداد وابن عباس وابي الاسود وعلقمة وابن السائب والسلمي وزر بن حبيش وسعيد بن جبير ونصر بن عاصم ويحيى بن يعمر وعاصم بن ابي النجود وحمران بن اعين وابان بن تغلب والاعمش وابي عمرو بن العلاء وحمزة والكسائي، وابن عياش وحفص بن سليمان ونظرائهم من ائمة كبارهم رؤوس في القراءة والاقراء في الامصار والاعصار. أهـ وراجع للاستزاده والتفصيل لكل الطبقات الجزء الثاني من كتاب التمهيد لمحمد هادي معرفة.فمن خلال هذه المعطيات - مع امكان اطلاعكم على تفاصيل طبقات القراء من خلال كتاب التمهيد لمحمد هادي معرفة - يثبت بوضوح بصمة الشيعة وجهدهم وخدمتهم لكتاب الله العزيز وكونهم كبار ناقليه وخادميه في كل مجالات علومه وفنونه وبهم حفظ كتاب الله تعالى وانتشر في اصقاع المعمورة فجزاهم الله خير جزاء المحسنين.ودمتم في رعاية الله