اريد رد على هذا التفسير حول اصحاب الاعراف ************************* وقد ادعوا أن أصحاب الأعراف هم أولئك الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم، والآية تقول عن أصحاب الجنة وأصحاب النار قبيل دخول أصحاب الجنة للجنة وأصحاب النار للنار (( وَبَينَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعرَافِ رِجَالٌ يَعرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُم وَنَادَوا أَصحَابَ الجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيكُم لَم يَدخُلُوهَا وَهُم يَطمَعُونَ )) (الأعراف:46).
وكلمة رجال هنا لا تعنى بشرا من الرجال ولكن تعنى ملائكة مترجلين واقفين على أقدامهم. وكلمة " رجال" جاءت في القرآن بمعنى "مترجل " " واقف على قدميه " في قوله تعالى (( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالحَجِّ يَأتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )) (الحج:27) وفى قوله تعالى (( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الوُسطَى وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ * فَإن خِفتُم فَرِجَالاً أَو رُكبَانًا )) (البقرة:238-239) ثم في قوله تعالى (( وَعَلَى الأَعرَافِ رِجَالٌ )) أي ملائكة مترجلون يقفون على الأعراف يعرفون كلا من أصحاب الجنة وأصحاب النار بما يظهر على وجوههم، حيث تشرق وجوه أصحاب الجنة بالنور وتظلم وجوه أصحاب النار: (( وُجُوهٌ يَومَئِذٍ مُّسفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّستَبشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَومَئِذٍ عَلَيهَا غَبَرَةٌ * تَرهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَئِكَ هُمُ الكَفَرَةُ الفَجَرَةُ )) (عبس:38-42). مقالات متعلقة :
والملائكة على (الأعراف) يتعرفون على أصحاب الجنة ينادونهم أولا بالسلام والتحية (( وَبَينَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعرَافِ رِجَالٌ يَعرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُم وَنَادَوا أَصحَابَ الجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيكُم )) وفى ذلك الوقت لم يكن أصحاب الجنة قد دخلوها بعد، ولكن وقفوا ينتظرون دخولها تقول الآية: (( لَم يَدخُلُوهَا وَهُم يَطمَعُونَ )).
وفى موقف الانتظار هذا إذا نظر أصحاب الجنة إلى أصحاب النار فزعوا وتعجلوا الخلاص من هذا الموقف، تقول الآية عن أصحاب الجنة : (( وَإِذَا صُرِفَت أَبصَارُهُم تِلقَاء أَصحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجعَلنَا مَعَ القَومِ الظَّالِمِينَ )) .
وبعد أن تحيى ملائكة الأعراف أصحاب الجنة الذين يتعجلون دخولها يلتف أصحاب الأعراف إلى تبكيت أصحاب النار الذين كانوا يتندرون في الدنيا بالمؤمنين فيقولون لهم أهؤلاء الذين كنتم تقسمون أنهم محرومون من رحمة الله أنظروا إليهم وهم يدخلون الجنة، وحينئذ يدخل أهل الجنة الجنة، يقول تعالى: (( وَنَادَى أَصحَابُ الأَعرَافِ رِجَالاً يَعرِفُونَهُم بِسِيمَاهُم قَالُوا مَا أَغنَى عَنكُم جَمعُكُم وَمَا كُنتُم تَستَكبِرُونَ * أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقسَمتُم لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحمَةٍ ادخُلُوا الجَنَّةَ لاَ خَوفٌ عَلَيكُم وَلاَ أَنتُم تَحزَنُونَ )) .
وينتهى دور أصحاب الأعراف بدخول أهل الجنة للجنة وأهل النار للنار ويبدأ حوار آخر بين الفريقين : أهل الجنة و أهل النار : (( وَنَادَى أَصحَابُ النَّارِ أَصحَابَ الجَنَّةِ أَن أَفِيضُوا عَلَينَا مِنَ المَاء أَو مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُوا إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الكَافِرِينَ )) . *************************
الأخ حيدر المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان للمفسرين اقوالا شتى في تفسير الاعراف ورجاله اما الاعراف فلهم فيه قولان :الاول انه سور بين الجنة والنار, والثاني ان المراد على معرفة اهل الجنة والنار رجال والاخبار تدل عليهما .
واما رجاله فقد قيل : انهم الاشراف من اهل الطاعة والثواب وقيل انهم اقوام يكونون في الدرجة السافلة من اهل الثواب واما الاشراف فهم الملائكة او الانبياء او الشهداء على اختلاف القول فيهم . واما الاقوام في الدرجة السافلة فقيل انهم قوم خرجوا الى الغزو بغير اذن امامهم وقيل انهم مساكين اهل الجنة وقيل انهم الفساق من اهل الصلاة وقيل انهم اقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم . هذا ما قيل – ولكن قال العلامة المجلسي في تفسير هذه الآية : ان الائمة (عليهم السلام) يقومون على الاعراف ليميزوا شيعتهم من مخالفيهم ويشفعوا لفساق محبيهم وان قوما من المذنبين ايضا يكونون فيها الى ان يشفع لهم . واما ما نقلتم من معنى ان كلمة (رجال) لا تعني بشرا من الرجال بل تعني ملائكة مترجلين فهذا تأويل وهروب حيال صريح الروايات التي تنادي يا على صوتها بان الائمة الطاهرين (عليهم السلام) هم الرجال في هذه الآية وهم الذين يعرفون كلا بسيماهم .
ارجع الى بحار الانوار المجلد 24 باب انهم (عليهم السلام) اهل الاعراف الذين ذكرهم الله في القرآن فهناك روايات عديدة تنص بان اصحاب الاعراف هم الائمة الطاهرين (عليهم السلام) .
ارجع الى الموقع / الاسئلة العقائدية /القران وتفسيره/ من هم اهل الاعراف ؟
ودمتم في رعاية الله