ابو علي - عمان
منذ 4 سنوات

 معنى قوله تعالى (لم تحرم ما أحل الله لك)

هل يملكون لنا أهل البيت (ع) نفعا أو ضرا؟ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا ينكر مسلم ما أعطى الله المسيح (ع) من معجزات ..كما أن دعاءة الولاية التكوينية يستدلون بهذه المعجزات ومع ذلك كله يصف الله تعالى المسيح (ع) في سورة المائدة (( لاَ يَملِكُ لَكُم ضَرًّا وَلاَ نَفعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ )) وعليه كما أستدلوا بمعجزات المسيح على الولاية التكوينية لأهل البيت هل يمكن الإستدلال بعدم ملكية المسيح للضر والنفع للنصارى على أن أهل البيت لا يمكلون لنا ضرا ولا نفعا وخصوصا إذا نظرنا في بعض المروايات عنهم عليهم السلام ؟ موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج 7 - ص 113 - 114 الكليني, عن محمد بن يحيى, عن علي بن النعمان, عن ابن مسكان, عن خيثمة قال : دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أودعه فقال : يا خيثمة أبلغ من ترى من موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم على فقيرهم وقويهم على ضعيفهم وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم وأن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا, رحم الله عبدا أحيا أمرنا, يا خيثمة أبلغ موالينا أنا لا نغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بالورع وأن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره. الرواية معتبرة الإسناد الاعتقادات في دين الإمامية - الشيخ الصدوق - ص 99 - 100 وكان الرضا (عليه السلام) يقول في دعائه : ( اللهم إني أبرأ إليك من الحول والقوة, فلا حول ولا قوة إلا بك . اللهم إني أبرأ إليك من الذين ادعوا لنا ما ليس لنا بحق . اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا . اللهم لك الخلق ومنك الأمر, وإياك نعبد وإياك نستعين . اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين . اللهم لا تليق الربوبية إلا بك, ولا تصلح الإلهية إلا لك, فالعن النصارى الذين صغروا عظمتك, والعن المضاهين لقولهم من بريتك . اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك, لا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . اللهم من زعم أننا أرباب فنحن إليك منه براء, ومن زعم  أن إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك منه براء كبراءة عيسى عليه السلام من النصارى . اللهم إنا لم ندعهم إلى ما يزعمون, فلا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما يزعمون .  رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) . لا حظ ان الإمام لم يستثنى كما إستثناء الرسول في القران (( لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله )) الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 129 - 130 عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد البرقي رفعه, قال : سأل الجاثليق أمير المؤمنين عليه السلام فقال : أخبرني عن الله عز وجل يحمل العرش أم العرش يحمله ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : الله عز وجل حامل العرش والسماوات والأرض وما فيهما وما بينهما وذلك قول الله عز وجل : (( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا )), قال : فأخبرني عن قوله : (( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية )) فكيف قال ذلك ؟ وقلت : إنه يحمل العرش والسماوات والأرض ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : إن العرش خلقه الله تعالى من أنوار أربعة : نور أحمر, منه احمرت الحمرة ونور أخضر منه اخضرت الخضرة ونور أصفر منه اصفرت الصفرة ونور أبيض منه [ ابيض ] البياض وهو العلم الذي حمله الله الحملة وذلك نور من عظمته, فبعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين, وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون, وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات والأرض من جميع خلائقه إليه الوسيلة, بالاعمال المختلفة والأديان المشتبهة, فكل محمول يحمله الله بنوره وعظمته وقدرته لا يستطيع لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا, (( لَّقَد كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِن إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّم يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَستَغفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * مَّا المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأكُلانِ الطَّعَامَ انظُر كَيفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُر أَنَّى يُؤفَكُونَ * قُل أَتَعبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَملِكُ لَكُم ضَرًّا وَلاَ نَفعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ * قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ لاَ تَغلُوا فِي دِينِكُم غَيرَ الحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهوَاء قَومٍ قَد ضَلُّوا مِن قَبلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاء السَّبِيلِ )) (( إِذ قَالَتِ المَلائِكَةُ يَا مَريَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنهُ اسمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابنُ مَريَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي المَهدِ وَكَهلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَت رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَم يَمسَسنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ * وَيُعَلِّمُهُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَالتَّورَاةَ وَالإِنجِيلَ * وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسرَائِيلَ أَنِّي قَد جِئتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُم أَنِّي أَخلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيرًا بِإِذنِ اللَّهِ وَأُبرِئُ الأَكمَهَ وَالأَبرَصَ وَأُحيِي المَوتَى بِإِذنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُم إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُم إِن كُنتُم مُّؤمِنِينَ )) الرجوا الرد بأسرع وقت


الأخ أبا علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يصح القياس بين اهل البيت والانبياء (عليهم السلام). وذلك لأن من كان برتبة أدنى وهو فاقد لكمال معين لا يصح الاستدلال من خلاله على فقدان من هو أعلى رتبة منه على الكمال المفقود وإنما صح الاستدلال على ثبوت الولاية لأهل البيت (عليهم السلام) لأنهم أعلى رتبة منه، فما ثبت للأدنى يثبت للأعلى. ثم أن الروايات التي تنفي امتلاكهم لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً لا تتعارض مع تلك التي تقول إلا مع مشيئة الله بذلك بل هي ساكتة عن هذه الجهة. مع أن أصل الفكرة المبتنية على ضرب الآيات بعضها ببعض غير صحيح، فلا تعارض في القرآن، فإن القرآن ينص على تسلط عيسى (عليه السلام) على بعض الأمور التكوينية كما ينص على أنه لا يملك نفعاً ولا ضراً، ولا تعارض بين النص وإنما يجمع بينهما بأنه لا يملك نفعاً ولا ضراً بالاستقلال، أما بإذن الله فهو قد أذن له، وهذا ما نقوله في الأئمة (عليهم السلام). ودمتم في رعاية الله