وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشافعي: هو محمّد بن إدريس القرشي, ولد عام (150هـ) بغزّة, تلقّى العلم في حلقات مكّة والمدينة واليمن والعراق على تسعة عشر شيخاً، وله رحلات علمية عديدة, بلغ مرتبة عالية في الفقه والحديث السُنّي، وصار له مقام مرموق، وتتلمذ عليه جماعة.
موقف الشافعي من أهل البيت (عليهم السلام) واضح التعاطف وصريح في أشعاره المصحح نسبتها إليه تعرب عن ذلك.
يقال: إنّه كان يؤيّد العلويّين ويساندهم في نضالهم ضدّ العبّاسيّين، فاعتُقل في اليمن بأمر الرشيد وسيق مكبّلاً إلى بغداد، له أشعار عديدة في مدح أهل البيت(عليهم السلام).
تنقسم حياة الشافعي إلى مرحلتين: فترة مكوثه في العراق، وفترة إقامته بمصر, وحينما غادر العراق متوجّهاً إلى مصر تبدّلت آراءه الفقهية، فقسّم أتباعه فتاواه إلى القديم، ويقصدون به: فتاواه في العراق، وإلى الجديد، ويقصدون به: فتاواه في مصر, له مؤلّفات، أهمّها: كتاب (الرسالة)، وكتاب (الأُم), توفّي الشافعي بمصر عام (204هـ).
يعدّ الشافعي من أئمّة المذاهب السُنّية الأربعة، وينتشر أتباعه في بعض الأقطار الإسلامية(١).
عدّه من تأخر عنه من قبيل "يحيى بن معين" الذي يعدّ إمام الجرح والتعديل -عندهم- لم يوثقه وجعل الشافعي من الشيعة؛ لكونه يستدلّ في كتابه "البغاة" بأمير المؤمنين (عليه السلام )(٢).
قال يوسف بن عبد البر (ت 463هـ): قيل ليحيى بن معين: والشافعي كان يكذب؟ قال: ((ما أحبّ حديثه ولا ذكره)).
وقال أيضاً: ((وممّا نقم على ابن معين وعيب به أيضاً: قوله في الشافعي: إنّه ليس بثقة))(٣).
——————————————-
(1) انظر: عدّة الأُصول (ط.ج) الشيخ الطوسي 1: 60 الهامش (1)، تهذيب الكمال 24: 355 رقم (5049)، تاريخ بغداد 2: 54 رقم (454)، شذرات الذهب 2: 9 أحداث سنة (204).
(٢) مناقب الشافعي، البيهقي،(1/450).
(٣) جامع بيان العلم وفضله 2: 149 الباب (60) ما جاء في ذمّ القول في الدين بالرأي، 160 الباب (61) حكم قول العلماء بعضهم في بعض.