logo-img
السیاسات و الشروط
مالك ( 14 سنة ) - العراق
منذ 9 أشهر

هل كان لأهل البيت رجس فأذهبه الله تعالى

السلام عليكم سؤالي هو فن في اية ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ))هل كان عند أهل البيت رجس فأذهبه الله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب المراد بالرجس هو الشك والإثم، وإذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم منه يعني عدم وقوع ذلك منهم، لا رفعه عنهم بعد وقوعه منهم، وهذا دليل على عصمة من نزلت فيهم الآية. ويمكن إستفادة المعنى الذي ذكرناه للرجس من كلمات مفسِّري أهل السنة. قال الفخر الرازي: وقوله تعالى: {لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} (الأحزاب: 33)فيه لطيفة، وهي أن الرجس قد يزول عيناً ولا يطهر المحل، فقوله تعالى: (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) أي يزيل عنكم الذنوب، (وَيُطَهِّرَكُمْ) أي يلبسكم خلع الكرامة. (الرازي،التفسير الكبير،ج١٢،ص٣٥٠). اقول: فإذا كان المراد بالرجس هو الإثم، فإن إذهاب الرجس في الآية: هو الحيلولة دون وقوعه (وهو الدفع)، لا إزالته بعد وقوعه (وهو الرفع). بمعنى أنه ينبغي التفريق بين دفع الرجس، ورفعه، فإن الرفع هو إزالة ما كان موجوداً، وأما الدفع فهو الحيلولة دون وقوعه، وإذهاب الرجس في الآية محمول على الدفع، والحيلولة دون وقوعه، وإلا لو كان المراد بالإذهاب رفع ما كان موجوداً، لما كان للآية معنى صحيح؛ لأنه لا يراد بالرجس في الآية القذارات الحسية والنجاسات العينية ليتحقق الرفع فيها، فإن النجاسات هي التي يمكن إزالتها بعد وقوعها، فتطهر الأعضاء النجسة بالماء ونحوه، وأما الرجس الذي هو الآثام والمعاصي فرفعه بعد وقوعه غير ممكن، لأنه حدث فصار من الماضي الذي لا سبيل لتبديله فضلاً عن رفعه، وكل ما يمكن أن يكون إنما هو رفع المؤاخذة على تلك الآثام والمعاصي، ويمكن لكل مكلف أن يسعى لرفع المؤاخذة على آثامه وذنوبه ومعاصيه إذا تاب عنها، فلو كان المراد بإذهاب الرجس هنا هذا المعنى لما كان في الآية أي اختصاص لأهل البيت عليهم السلام، ولما كان في إذهاب الرجس عنهم بهذا المعنى أي امتنان إلهي أو تشريف رباني، فلا تكون الآية دالة على أي فضل لأهل البيت عليهم السلام على من عداهم. ولأجل ذلك لا مناص من حمل إذهاب الرجس في الآية المباركة على دفع الآثام قبل وقوعها، وهذا هو معنى العصمة. ودمتم في رعاية الله وحفظه.

1