السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
مرحباً بكم في تطبيق المجيب
ولدي العزيز، إنّ المقصود من الباقين هم نفسهم ذرية من حملنا مع نوح ( عليه السلام) اذكر لكَ تفسيرين من مفسرينا في هذا المجال ،تفسير الميزان ،السيد الطباطبائي ،ج ١٧،الصفحة (١٤٦):قوله تعالى: " وجعلنا ذريته هم الباقين " أي الباقين من الناس بعد قرنهم وقد بحثنا في هذا المعنى في قصة نوح من سورة هود.
قوله تعالى: " وتركنا عليه في الآخرين " المراد بالترك الابقاء وبالآخرين الأمم الغابرة غير الأولين، وقد ذكرت هذه الجملة بعد ذكر إبراهيم عليه السلام أيضا في هذه السورة وقد بدلت في القصة بعينها من سورة الشعراء من قوله: " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " الشعراء: 84 واستفدنا منه هناك أن المراد بلسان صدق كذلك أن يبعث الله بعده من يقوم بدعوته ويدعو إلى ملته وهي دين التوحيد.
فيتأيد بذلك أن المراد بالابقاء في الآخرين هو إحياؤه تعالى دعوة نوح عليه السلام إلى التوحيد ومجاهدته في سبيل الله عصرا بعد عصر وجيلا بعد جيل إلى يوم القيامة.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ،الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ،ج ١٤ ،الصفحة (٣٤٤):فسرت مجموعة من كبار المفسرين الآية وجعلنا ذريته هم الباقين بأن كل أجيال البشر التي أتت بعد نوح هي من ذريته.
وقد نقل الكثير من المؤرخين بقاء ثلاثة أولاد من ذرية نوح هم (سام) و (حام) و (يافث) بعد الطوفان، وكل القوميات الموجودة اليوم على الكرة الأرضية تنتهي إليهم.
ودمتم موفقين .