حسين - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 معنى قوله تعالى (لم تحرم ما أحل الله لك)

السلام عليكم ارجو معرفة :آية (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أوتخفوه يحاسبكم به الله )) . أشفق المؤمنون من الوسوسة وشق عليهم المحاسبة بها فنزلت آية : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) . كيف نجمع بين علم الله السابق لكل شيء حيث أن الوسوسه أمر لا إرادي لكل إنسان في جميع أمور حياته وبين نزول الآية الأولى ومن ثم نسخها بالآية الثانية . وشكرا


الأخ حسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول صاحب تفسير الميزان في تفسير قوله تعالى: (( وَإِن تُبدُوا مَا فِي أَنفُسِكُم .... )) (البقرة: من الآية284) ج2 ص436: ( واما الخطورات والهواجس النفسانية الطارقة على النفس من غير ارادة من الإنسان وكذلك التصورات الساذجة التي لا تصديق معها كتصور صور المعاصي من غير نزوع وعزم فلفظ الآية غير شامل لها البته لأنها كما عرفت غير مستقرة في النفس ولا منشأ لصدور الأفعال فتحصّل: ان الآية إنما تدل على الأحوال والملكات النفسانية التي هي مصادر الأفعال من الطاعات والمعاصي وان الله تعالى يحاسب الإنسان بها... ثم قال: وقد اخذ القوم في معنى الآية مسالك شتى لما توهموا انها تدل على المؤاخذة على كل خاطر نفساني مستقر في النفس أو غيره وليس إلا تكليفاً بما لا يطاق فمن ملتزم بذلك ومن مؤول يريد به التخلص فمنهم من قال: ان الآية تدل على المحاسبة بكل ما يرد القلب وهو تكليف بما لا يطاق لكن الآية منسوخة بما يتلوها من قوله تعالى: (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفساً إِلَّا وُسعَهَا لَهَا )) (البقرة:286). وفيه: ان الآية غير ظاهرة في هذا العموم كما مر على ان التكليف بما لا يطاق غير جائز بلا ريب. على أنه تعالى يخبر بقوله: (( وَمَا جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدِّينِ مِن حَرَجٍ )) (الحج: 78), بعدم تشريعه في الدين ما لا يطاق. ودمتم في رعاية الله