السلام عليكم و رحمة الله
اذنبت و دخلت بعلاقة محرمة لكن طلعت منها لارضاء الله سبحانه و تعالى و الحمد لله على هدايته و صارلي فترة طويلة من طلعت يعني مو شوي رغم حاولت ان اجعلها زواج لكن الظروف ما ساعدت، سؤالي هو شلون اگدر اتحمل او اشيل الغصة الي تجيني كل يوم بالليل لكوني اشتاق للطرف الثاني بالعلاقة، مستحيل ارجعله لان حرام هذا الشي و دوم اگول الله راح يعوضني لان تركت الحرام هذا لمرضاته بس مع ذلك عندي غصة و حزن قوي و ماعرف اتخلص منه ولا عندي واهس اسوي اي شي مع اني ملتزم بصلاتي و ديني ، ياريت نصيحة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العزيز، رفع الله شأنكم، ووفقكم لكل خير، وصانكم من تلاعب الشيطان والنفس الهوى.
يا طيّب القلب، كن ذا عقلٍ واعي، وقلب مؤمن، ونفس متربية، حتى يكون العفاف لباسك، والخلق العالي والجميل ردائك، ونور عينيك سبحات الجمال الإلهي في قولك سبحان الله، وحصنكم هو غض النظر والطرف عمّا حرّم الله.
يا عفيف الشرف والحياء، الحب البشري، هو الميل نحو الملائم للطبع والنفس، فالذي يجد ما يلائم طبعه ينجذب إليه، ومن يجد ما يتصوّر فيه الكمال فهو كذلك يميل إليه وينجذب نحوه، ولكن البعض يصيبه الهوس بالاشخاص حتى ينزله في نفسه أكثر ممّا هو في الواقع، ويستولي عليه الحب حتى يحيط بكلّ قلبه، فلا يسمع ولا يرى ولا يفكر إلا بمحبوبه الذي هو مهووس به. ولذلك قيل أنّ الحب بين البشر له أصنافه وأقسامه، فمنه يكون الهوس، وهو ما يكون بين المحبوبين، والذي بين الزوجين هو المودّة والرحمة، لقوله تعالى( جعلنا بينكم مودة ورحمة).
ولكن الحب الذي يكون لله تعالى ولأهل البيت عليهم السلام فهو الحب الحقيقي، وهو حركة الناقص نحو الكامل، وحركة العبد الناقص نحو الرب العظيم الكامل والفناء فيه، والتعبّد له بحقٍّ، وحركة العبد الناقص نحو الكمّل من أهل البيت عليهم السلام والفناء فيهم للتخلق بأخلاقهم، وتكميل النفس بهم عليهم السلام.
وعليه، يا سميّ الحسين، ما أوقعتم أنفسكم فيه، كأنه الدخول إلى حديقة جميلة، ولكن باطنها العذاب ومصيرها العقاب، وذلك للخطأ في الفعل والتدبير، ولأجل الرجوع إلى الذات، والتخلص من الهوس بالغير وما شابه ذلك، عليكم بالالتفات إلى هذه النصائح لعلها تنفعكم، وهي:
١- عليكم بالتوبة والاستغفار، والرجوع إلى الله تعالى، وتوثيق العلاقة معه تبارك وتعالى.
٢- أبدلوا الميل الذي كان إلى الجنس الآخر، والاقتناع به، بالميل نحو الأبوين ومحبتهما والبرّ بهما، وكذا بالميل إلى أهل البيت عليهم السلام وعشقهم.
٣- عليكم تذكّر هذه الأمور وتلقينها النفس باستمرار حتى يصحو عقلكم ويحيا ضميركم، وهو: أنّه لو كان من تميلون إليه سيء الخلق كيف ستعيشون معه، فقد تكون معه حياة الجحيم، ولو كان من تميلون إليه يتزوج بشخص أخر ويتركم، فكيف تعشقون من ترككم، ولو كان من تميلون إليه عقيماً ولم يلبِّ لكم ما ترغبون من حياةٍ جميلة، وأنتم ترغبون في الذرية ولم تلد هي لكم الذرية، فكيف تصبرون على عدم الذرية، ولو كانت يمكن أن تصدر منها الخيانة كخيانتها الان للدين والأبوين في العلاقة معكم، فكيف تعيشون مع الخائنة، وهكذا تلقنون النفس حتى يستيقظ فيكم الضمير، وتلتفتوا إلى أنّ ميلكم إليها هو هوس منكم خارج دائرة العقل.
٤- أنتم في مقتبل العمر، فليكن في علمكم أنّ ما زوي عنكم هو لم يكن ليصيبكم، وما أصابكم هو لم يكن ليخطأكم، وأنتم في مقتبل العمر والرزق بالحصول على شريك لحياتكم يتطلب منكم الصبر والدعاء والتوسل بأهل البيت عليهم السلام، فلعلّ ما أخفي عنكم هو خير لكم.
٥- عليكم بقراءة القصص المعرفية للعلماء والأنبياء والمرسلين والصالحين وغيرهم.
٦- عليكم بقطع مادة التفكير بها، والتفكير بأموركم وشأنكم، أو بالتفكير بما تقرأون وتتعلمون وما شابه ذلك، حتى لا ينشغل ذهنكم بغير ما تدخلون فيه من معارف، وشيئاً فشيئاً سو تنسونه.
٧- عليكم بالابتعاد عن كلّ شيء يذكركم بها، أو يجركم إليها، وصناعة ذكريات جميلة وجديدة، حتى يسهل عليكم تبديل ما كان لكم عنها معكم وفيكم، وتنتقلون إلى حالٍ جديدة بعيدة عنها.
٨- عليكم بالاكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار والتسبيح والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإنّ لها تطهير للنفس من كل تفعيلات الشيطان والنفس الأمّارة.
٩- اجعلوا كل اهتمامكم الآن بما ينمي قدراتكم المعرفية والنفسية حتى تتكاملوا، مثلاً ليكن لكم اهتمام كبير بالصلاة لما فيها من روحانية وجمال في النفس، حتى يقلع عنكم الهوس الشيطاني أو النفسي غير محمود.
يا نور العين، كن على نفسك أحفظ من غيرك عليك ليسلم لك قلبك بسلام الله تعالى، فهو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام.
والحمد لله حبيب من لا حبيب له.